لا أجيد الحفاظ على أصدقائي! ما هو الحل ؟

أصعب ما في الصداقة ليس إقامة الروابط بل الحفاظ عليها
ينجح البعض في ذلك في حين يواجه البعض الآخر مصاعب كثيرة في هذا المجال.

إليك ما يجب معرفته للتمتع باستقرار في العلاقات.

يشعر البعض بالدهشة حين يسمع الآخرين وهم يتكلمون عن {صديقهم المفضّل}.
يكون لهؤلاء الأشخاص مئات {الأصدقاء}،
لكنهم يتغيرون بشكل مستمرّ.
لماذا تنهار علاقات الصداقة بسهولة؟

يعود ذلك إلى المفاهيم الموروثة التي تعرّف الصداقة على أنها علاقة تدوم مدى الحياة،
أو المقولة التي تعتبر أنّ من يقطع إحدى صداقاته يعني أنه لم يكن صديقاً يوما

عدم القدرة على العطاء

وفقاً لعلماء النفس، يبقى الوفاء أحد المعايير الأساسية للحفاظ على رابط الصداقة.
في الواقع، الصداقة تتحدّى الزمن وقد تستمرّ حتى الموت! لكنّ هذا التحدي يستلزم بذل جهود كثيرة.
تعترف هدى، 40 عاماً، بأنها تفقد الاتصال بأصدقائها بسبب مشاغلها

وتبدي انزعاجها من الأمر: {جدول أعمالي يفيض بالمواعيد واتصالاتي المهنية لا تنتهي}.
يرى علماء النفس أنّ الصداقة تتطلب وقتاً طويلاً لتترسّخ،
بالإضافة إلى الانتباه والعاطفة وتقديم الخدمات،
لأنها، كجميع العلاقات الدائمة، ترتكز على التبادل، بمعنى أننا نعطي لنحصل على شيء في المقابل.
هذا التبادل هو ما ينسج علاقة متينة!
لكنّ معرفة طريقة تطبيق هذا التبادل الصحيحة تطرح مشكلة بالنسبة إلى كثيرين،
وتحديداً أصحاب الشخصية النرجسية

لأن اهتمامهم ينصبّ على أنفسهم،
ما يمنعهم من الإصغاء إلى حاجات الآخرين،


*************

وأصحاب الشخصية الاتكالية

لأنهم قد يقدّمون الكثير بهدف تلقّي الكثير في المقابل:
في هذه الحالة، يشعر الطرف الآخر بالضغط والاستغلال، فيقطع العلاقة.


استقلاليّة كاذبة

يتحدّث علماء النفس أيضاً عن الأشخاص المستقلّين الذين لا يريدون أن يدينوا بشيء للآخرين.


لكن أحياناً لا يكون طعم الاستقلالية إلا حجة تخفي صعوبةً في إقامة روابط مع الآخرين،
وبالتالي حساسية عاطفية مفرطة،
فيهرب هؤلاء من أيّ التزام عاطفي خوفاً من الأحاسيس التي يولّدها

ومن الشعور بالاختناق والوقوع في حالة من الاتكالية أو التعرّض للهجران.
يعيد أطباء النفس هذه الحالة إلى ماضي كل شخص: تترك قصص الصداقات الأولى،
لا سيما إذا كانت مؤلمة، آثاراً لا تُنسى في نفس المرء. عندها،
يصبح تجنّب الصداقات أو عيشها سطحياً وسيلة لاواعية للاحتماء من هذه الجراح الماضية.
ندوب نفسيّة
يشرح رامي، 35 عاماً، عدم التزامه بعلاقات الصداقة من وجهة نظره:
{أشعر دائماً بالخيبة في كل علاقة صداقة أعيشها}.


في الواقع، تكون الخيبة شعوراً طبيعياً في جميع العلاقات التي تبدأ فجأةً،
من دون أي حساب. من المعروف أنّ قطع روابط الصداقة أمر ممكن على عكس الروابط العائلية.
بالتالي، يصبح إنهاء الصداقات وسيلة غير مباشرة للتعبير عن الحاجة إلى الانفصال عن الأهل.
في هذه الحالة، أهمّ ما يجب فعله هو معرفة إذا كانت هذه النزعة إلى فسخ العلاقات

تنحصر في إطار الصداقة أو أنها تطاول مجالَي العمل والحب أيضاً.
إذا تكرر الأمر، من المفيد الخضوع لعلاج نفسي.


ما الحلّ؟

- تحديد الأولويات: هل الصداقة مهمة بالنسبة إليك؟
لمعرفة ذلك، حدّد لائحة بالأمور التي لا يمكن الاستغناء عنها لضمان عيش حياة منفتحة

(التميّز في المجال المهني، النجاح في الحياة العائلية، الحصول على أصدقاء).
ثم احتسب نسبة الوقت اليومي الذي تنوي تخصيصه لتحقيق جميع هذه الأهداف.
تساهم هذه الخطوة في التوصّل إلى توازن بين مصالحك والوقت الذي تخصّصه لتحقيقها.
إذا كان التنظيم هو ما ينقصك،

وإذا كانت الرغبة في إقامة الصداقات موجودة، حضّر خطة لتعزيز صداقاتك.


خصص وقتاً خلال الأسبوع لهذا النوع من العلاقات.
في جميع الأحوال، لا تنتظر من الآخرين أن يعاودوا الاتصال بك،

فأنت ستحصل على الانتباه الذي تعطيه للآخرين.
: اعترف بأنك لست من النوع الذي يأخذ المبادرة دوماً بالاتصال،

لكنّ ذلك لا يعني أنك لا تفكر بأصدقائك. حاول تحسين نفسك في هذا المجال.
يدلّ هذا الاعتراف على ثقة بالنفس من شأنها تغذية رابط الصداقة،
شرط عدم استغلالها لمصالح شخصية.
: إذا كان الشخص الذي يعاني مشكلة هو الشريك،
يمكنك مساعدته عبر التعامل معه كصديق:
دعوة أقاربه إلى مناسبات عائلية، التحدث معه عن أصدقائه...
إذا كان ذاك الشخص صديقاً لك، لا نفع من ملاحقته للحفاظ على التواصل معه،

فقد يهرب منك إذا ضغطت عليه. من الأفضل تحديد مشروع مشترك بينكما،
ومشاركة النشاطات الترفيهية، والتحوّل إلى كاتم أسراره حول موضوع معين.
هكذا تبني معه رابطاً عميقاً.