تعني سلامة الدواء تناول الأدوية بشكل صحيح وشراء الأدوية من الصيدليات المرخصة.

تقوم مؤسسات حكومية بتقييم سلامة كل دواء من خلال التدقيق في آثاره الجانبية وفي طريقة تصنيعه وهي تدرس نتائج التجارب على الحيوانات والتجارب السريرية وغيرها. وفي العديد من البلدان يجب أن يجتاز الدواء اختبارات السلامة قبل الموافقة عليه والسماح ببيعه.


مقدمة

رغم أن المستشفيات ومؤسسات الرعاية الصحية تستخدم تقنيات متطورة، فإن الأخطاء الدوائية تحدث؛ وهذا ما يمكن أن يؤدي إلى مرض طويل الأمد بل إلى الموت أحياناً.

إن أهم العوامل التي تؤثر على سلامة المريض هي سوء التواصل وإخفاق المريض في فهم تعليمات الطبيب والالتزام بها. ويمكن للمريض أن يساهم كثيراً في التقليل من الأخطاء وتحسين سلامته أثناء المداواة.

يتناول هذا البرنامج التعليمي بعض الأمور التي يستطيع المريض القيام بها لضمان سلامته وحماية نفسه من الأخطاء العلاجية.


السلامة الدوائية

عندما يتناول المريض الدواء فإنه هو نفسه يكون جزءاً من الفريق الطبي الذي يتولى رعايته. ومن المهم جداً أن يحرص المريض على تناول الأدوية بالشكل الصحيح. ومن أجل ذلك، يجب أن يعرف المريض كل ما يستطيع معرفته عن دوائه.

عندما يشتري المريض الأدوية الموصوفة له أو يطلب تكرار صرف الوصفة، ينبغي على المريض أن يخبر الصيدلي بكل الأدوية التي يتناولها، وبكل ما يستعمله من الأدوية التي تُباع دون وصفة طبيب. إن الصيدلي سيخبره عن أي تفاعل دوائي ضارٍّ بين هذه المواد.

وينبغي على كل مريض أن يعرف الأدوية التي يتناولها. وأن يتَعَرَّف على لونها وشكلها، وعلى أي رمز أو علامة مطبوعة عليها. فهناك أدوية تختلف ألوان عبوتها حسب اختلاف الجرعة الدوائية فيها. أما الأدوية السائلة فعادة ما تكون لها روائح مميزة.

وينبغي على كل مريض أن يفتح غلاف العبوة الدوائية عندما يأخذ أدويته من الصيدلية، وعليه أن يفحص العبوة ليتأكد من أنها تحمل اسم الدواء الصحيح وقوته أو عياره الصحيح. وإذا لاحظ المريض أن العبوة تخلو من علامة مميزة للدواء، فعليه أن يطلب من الصيدلي أن يتأكد من أن الدواء مأخوذ من العبوة الصحيحة.

يجب أن يعطي الصيدلي للمريض تعليمات شفهية وكتابية عندما يصرف للمريض وصفة جديدة. وينبغي على كل مريض أن يحرص على فهم العناصر التالية عندما يأخذ الدواء:
  • اسم المرض الذي قال الطبيب أن هذا الدواء يعالجه.
  • الاسم التجاري والاسم العلمي للدواء.




  • ما الذي سيفعله هذا الدواء للمريض.
  • كم مرة في اليوم يجب أن يأخذ المريض الدواء.
  • كم قرصاً يجب على المريض أن يأخذ في المرة الواحدة.
  • كم يوماً يجب أن يستمر المريض في تناول الدواء.
  • كيف يجب أن يتناول المريض الدواء، هل يتناوله مع سائل أم بدونه.
  • متى يجب أن يأخذ المريض الدواء، وهل يأخذه مع الطعام، أم قبله، أم بعده.



وينبغي على المريض أن يفهم ما الذي يتوقعه من الدواء:
  • ما هي النتائج التي يجب أن يتوقعها المريض.
  • ما هي الآثار الجانبية التي قد تحدث لدى المريض.
  • كيف يمكن للمريض تمييز الأعراض الجانبية.
  • ماذا يفعل المريض إذا ظهرت عليه أعراض جانبية.



يجب أن يعرف المريض كيف يحتفظ بالدواء، وأن يتأكد إذا كان هنالك ضرورة للحصول على وصفة تسمح له بالحصول على الدواء مجدداً دون إذن الطبيب او وصفة جديدة. وأن يتاكد ان وصفة الطبيب تسمح له بتجديد الدواء.

ومن المفيد أن يحتفظ المريض بقائمة يسجل فيها أدويته كلها. إذ أن هذه القائمة ستساعد المريض على التنظيم، وستسهل عليه تبادل المعلومات المتعلقة بأدويته مع الطبيب ومع الصيدلي.

وإذا لم يتمكن المريض من تناول جرعة الدواء في موعدها، فعليه أن لا يفترض أن بإمكانه مضاعفة الجرعة في الموعد التالي. وعليه أن يسأل الطبيب أو الصيدلي عن ماذا ينبغي عليه أن يفعل إذا فاته تناول إحدى الجرعات.


التواصل

ينبغي أن لا يفترض الإنسان المريض أن كل أفراد فريق العناية الصحية الذي يهتم به يعرفون جميع التفاصيل المتعلقة بحالته الصحية. وعليه أن يخبرهم بهذه التفاصيل وأن يكرر إخبارهم بها.

كما ينبغي أن يكون المريض جاهزاً للإجابة على أسئلة كثيرة. وفي بعض الحالات يكون عليه أن يتطوع بتقديم المعلومات دون أن يسأله أحد عنها.

ومن المعلومات الهامة التي يتعين على المريض قولها:
  • تناوله لأي أدوية لا تباع إلا بوصفة طبية.
  • تناوله لأي أدوية تباع دون وصفة طبية.



من المهم جداً أن يخبر المريض طبيبه بالأدوية التي يتناولها، بما في ذلك الأدوية التي تباع دون وصفة طبية، مثل الأسبرين أو المُكمِلات الغذائية العشبية.

يتوقع الأطباء والممرضات من المرضى أن يطرحوا عليهم الأسئلة. فإذا كان المريض لا يفهم ما يقولونه له فعليه أن يستفهم. وإذا لم يفهم بعد ذلك، فعليه أن يسألهم مرة أخرى.

وإذا كان الدواء مختلفاً عما كان المريض يتوقعه، فعليه أن يستفسر عن الأمر. فمثلاً، إذا كان المريض يتناول فيما مضى قرصاً برتقالي اللون ولكنهم يعطونه الآن قرصاً أخضر اللون بدلاً منه، فعليه أن يسأل عن السبب قبل أن يتناول القرص الجديد. كأن يقول لهم مثلاً: "لماذا يختلف هذا القرص عن القرص الذي كنت أتناوله سابقاً؟"

إن طرح المريض لمثل هذه الأسئلة البسيطة يمكن أن يحميه من أخطاء مؤذية.

ولكي لا ينسى المريض أي شيء يتعلق بتطور حالته الصحية، أو العمليات الجراحية التي تعرض لها، أو الأدوية التي يتناولها، فإنه يستطيع أن يسجلها في قائمة يحتفظ بها ويضيف عليها كل ما يحدث من مستجدات. فهذه القائمة هي تاريخه الطبي. وعندما تكون هذه الوثيقة موجودة لديه، سواء كانت مكتوبة بخط اليد أو مطبوعة على الورق أو محفوظه بشكل نسخة الكترونية، يصبح من السهل عليه كثيراً أن يقدم جميع المعلومات لعناصر الرعاية الصحية.


مرافق المريض

إن المرض مرحلة عصيبة في حياة المريض، ومن الطبيعي ألا يكون المريض في أحسن أحواله وقت مرضه. ويجب ان ياخذ المريض بعين الاعتبار أن يحضر معه أحد أفراد العائلة أو أحد الأصدقاء حتى يساعده في تلقي أفضل رعاية صحية وفي فهم النظام الصحيح لتناول الأدوية.

يمكن أن يكون مرافق المريض أحد أفراد الأسرة، كالزوج أو الابن مثلاً، أو صديق مُقَرّب يستطيع أن يساعد المريض وأن يتكلم باسمه. إن في بعض المستشفيات أشخاصاً متخصصين يسمونهم ممثلي المرضى أو المرافقين ، وهم يقومون بهذا الدور.


خلاصة

يمكن للمريض نفسه أن يساعد عناصر الرعاية الصحية في الحفاظ على سلامته وتجنب الأخطاء الدوائية وسوء الفهم. وعليه أن يتذكر النقاط التالية:
  1. ينبغي على المريض أن يزود عناصر فريق الرعاية الصحية بالمعلومات عن صحته وعن الأدوية التي يتناولها.




  1. ينبغي على المريض أن يسأل ويستفسر حتى يتأكد من أنه فهم ما يقال له.




  1. ينبغي على المريض أن يحضر معه مرافقاً إذا كان يحتاج إلى المساعدة في الحديث مع الأطباء أو الممرضات.




  1. ينبغي على المريض أن يتقيد بالتعليمات التي تُقدم إليه.




  1. ينبغي على المريض أن يسأل الصيدلي عن تعليمات تناول الدواء وأن يتأكد من أنه فهم هذه التعليمات.