من هو جابر بن حيان؟

جابر بن حيان بن عبد الله الأزدي الكوفي الطوسي أبو موسى"، أو أبو عبد الله، وهو المعروف في العالم اللاتيني المثقف خلال القرون الوسطى باسم (geber)، له العديد من الإسهامات في حقل الكيمياء ويعتبر أبو الكيمياء.
لقد عاش في الفترة الممتدة بين 110 و 197 هـ، وذلك في بلاط هارون الرشيد، واتصل عن قرب بالبرامكة وبصورة خاصة يحيى بن خالد البرمكي وابنيه الفضل وجعفر.
بقي جابر يدرس الكيمياء على علماء الكوفة حتى نبغ فيه، ثم ذهب إلى بغداد وتعرّف بالخليفة العباسي هارون الرشيد فكرَّمه وشجَّعه على دراسة الكيمياء.
في أي المجالات اشتهر؟
يعتبر جابر بن حيان مؤسس علم الكيمياء بدون منازع، ويظهر ذلك في مؤلفاته الفذة والأصيلة. لقد بنى جابر بن حيان معلوماته الكيميائية على التجارب والاستقراء والاستنتاج العلمي ويمكن اعتباره صاحب المنهج العلمي. وحاول تحويل الكيمياء القديمة (Alchimie) إلى ما نعرفه اليوم بالكيمياء (Chimie) ولكن أمراً كهذا كان يأخذ مدة طويلة حتى يتسنى التغير المرغوب فيه.
ولا يخفى على أحد أن الكيمياء القديمة بقيت مهيمنة على الموضوع مدة طويلة، إلا أن علماء الإسلام لم يهملوا الندوات والاتجاهات الحديثة التي قدّمها جابر بن حيّان.
ماذا قالوا عنه؟
اعترف علماء الشرق والغرب في تاريخ العلوم أن جابر بن حيّان قد صنّف موسوعة علمية في ميدان الكيمياء لا يستغني عنها باحث، كما أن أبحاثه لم تقتصر على ميدان الكيمياء بل تضلّع في ميادين أخرى مثل الطب والصيدلة والفلك والفيزياء.
وصفه أنور الرفاعي في كتابه تاريخ العلوم في الإسلام: "طويل القامة، كثيف اللحية اشتهر بين قومه بالإيمان"، كما أطلق عليه العديد من الألقاب مثل؛ لقب "الأستاذ الكبير" و"شيخ الكيميائيين في الإسلام" و"أبو الكيمياء" و"ملك الهند".
قال عنه الفيلسوف الإنكليزي باكون: "إن جابر بن حيان هو أول من علّم علم الكيمياء للعالم، فهو أبو الكيمياء"، وقال عنه العالم الكيميائي الفرنسي مارسيلان برتلو المتوفى سنة 1907 هـ في كتابه (كيمياء القرون الوسطى): "إن لجابر بن حيان في الكيمياء ما لأرسطو في المنطق"، وكانت كتبه في القرن الرابع عشر من أهم مصادر الدراسات الكيميائية وأكثرها أثراً في قيادة الفكر العلمي في الشرق والغرب، وقد انتقلت عدة مصطلحات علمية من أبحاث جابر العربية إلى اللغات الأوروبية عن طريق اللغة اللاتينية التي ترجمت أبحاثه إليها.
الإنجاز
لجابر بن حيان العديد من الإنجازات أهمها:
قام بكثير من العمليات المخبرية كالتبخر والتكليس والتصعيد والتقطير والتكثيف والترشيح والإذابة والصهر والبلورة.
حضّر عدداً كبيراً من المواد الكيميائية، مثل أوكسيد الزئبق وكبريتيد وحامض الكبريتيك وحامض النيتريك وحامض الآزوت والماء الملكي الذي يذيب الذهب وحامض الكلوريدك" وغيرها.
اكتشف أن الزئبق والكبريت عنصران مستقلان عن العناصر الأربعة التي قامت عليها فكرة الكيمياء اليونانية القديمة.
امتدت إنجازاته إلى تحضير الفلزات وتطوير صناعة الفولاذ، وإلى الصباغة والدباغة وصنع المشمعات واستخدام أكسيد المنغنيز لتقويم الزجاج، ومعالجة السطوح الفلزية لمنع الصدأ، وتركيب الدهانات وكشف الغش في الذهب باستخدام الماء الملكي، وتحضير الأحماض بتقطير أملاحها.
ومن الجانب الكمي أشار جابر إلى أن التفاعلات الكيميائية تجري بناء على نسب معينة من المواد المتفاعلة والتي توصل بموجبها الباحثون فيما بعد إلى قانون النسب الثابتة في التفاعلات الكيميائية. كما توصل إلى نتائج هامة في مجال الكيمياء من أهمها زيادة ثقل الأجسام بعد إحمائها، وقد استطاع أن يضع تقسيماً جديداً للمواد المعروفة في عصره فقسمها للفلزات كالحديد والنحاس، واللافلزات وهي المواد القابلة للطرق، والمواد الروحية كالنشادر والكافور.
خلفيته العلمية و العملية
هناك إجماع على أنه ولد في طوس في خراسان وأنه من عائلة عربية أصيلة فقد نزح والده إلى طوس على حد قول عبد الرازق نوفل في كتابه "المسلمون والعلم الحديث".
درس جابر بن حيان بكل إمعان المنهج العلمي عند علماء اليونان، فوجده يرتكز على التحليلات الفكرية الغامضة، ولذا نلاحظ أنه اعتمد على النهج العلمي الذي يستند إلى التجربة والبرهان الحسي، مع الاحتفاظ بالأفكار الرياضية التي تعتبر عصب البحث العلمي.
الصعوبات التى واجهته و كيف تغلب عليها
العوامل التى ساعدت فى تحقيق الإنجاز