يعرف الذكاء الاجتماعي (Social intelligence ) بالقدرة البشرية الحصرية على التنقل والتفاوض في العلاقات الاجتماعية المعقدة والبيئات بفعالية.
يعتقد الطبيب النفساني والأستاذ في "كلية الاقتصاد بلندن" نيكولاس همفري بأن الذكاء الاجتماعي أوخصوبة حياتنا النوعية هي التي تجعل البشر على ماهم عليه, بدلا من ذكائنا الكمي .
ويرى الباحث الاجتماعي "هونيويل روس " أن الذكاء الاجتماعي هو حصيلة مجموع الوعي النفسي والاجتماعي و المعتقدات الاجتماعية والمواقف المتطورة والقدرات والارادة لإدارة التغيير الاجتماعي المعقد. والشخص الذي يمتلك حاصل ذكاء اجتماعي مرتفع (SQ) لا يكون أفضل ولا أسوأ من شخص يمتلك حاصل اجتماعي منخفض، فهما فقط يمتلكان مواقفا وآمالا ومصالحا ورغبات مختلفة .تعريف مأخوذ من موسوعة ويكيبيديا


وينقسم الذكاء الإجتماعي إلى:


1- الذكاء بين الأشخاص : وهو القدرة على فهم الآخرين، فهم ما يحفزهم وما يحكمهم وكيف يعملون وكيف يمكن التعاون معهم والعمل إلى جانبهم، ومثال ذلك :القادة السياسيون والدينيون والأطباء والمدرسون الناجحون كلهم يمتلكون هذا النوع من الذكاء.

2-الذكاء الداخلي: وهو قدرة الشخص على فهم ذاته وتكوين صورة واضحة وصادقة عن نفسه، وتوظيف تلك المهارة في حياته فعليا .

الذكاء العاطفي:


ويشمل الذكاء الإجتماعي وهو القدرة على الإحساس بقوة العواطف وفهمها وتطبيقها بصورة فعالة وتوجيهها التوجيه الصحيح والمناسب كمصدر للطاقة والإبداعية والتأثير والإنتاجية, وهناك من يطلق عليه أيضا: ذكاء القلب.
عندما يقوم الشخص بردة فعل آلية استجابة للمحفز أو الباعث عندها تكون العاطفة أو الإنفعال خارج نطاق السيطرة, وبذلك قد تكون استحابة غير ملائمة ولها انعكاسات سلبية.

ان العواطف مصدر هائل ورئيسي للطاقة واستغلالها والفهم الصحيح لها من شأنه أن ينشط رغبتنا في تحقيق أهدافنا وبلوغ النجاح الحقيقي.

يعتقد الكثيرون أن الذكاء هو ذكاء العقل, والحقيقة أن هناك خصائص أخرى للذكاء وقد تكون أكثر عمقا وتأثيرا على حياة الناس ومنها: الثقة, النزاهة، الصواب، الإبداع، الأمانة والمرونة وغيرها لا تقل أهمية عن الذكاء العقلي.
هنا قد يضن البعض منا أن تلك الأنواع التي سبق أن ذكرناها ليست سوى خصائص للأغبياء والسذج وأن الذكي فعلا هو ذاك الذي يحسن المكر والخداع ويغري الناس ويضللهم بأفكاره المكرة, وبالتالي فلو واجهنا الاثنين معا تكون الغلبة لصاحب العقل.

سوف نضرب مثالا لتلك الخصائص التي قد نسلم بسذاجتها ، ثم نأخذ شخصا صادقا ونزيها في معاملاته وعلاقاته مع الناس من حوله، هذا الشخص الساذج يكون أكثر سعادة وأمنا؛ أما الذي يمارس الكذب والاحتيال على الناس فهو لا يأمن على نفسه بينهم لأنه لا يثق فيهم ويضل يتوجس من كشفهم لحقيقته وبالتالي فهو يعيش في قلق وترقب دائمين وذلك يسلبه الراحة النفسية.

ان الفرق بين الإثنين يكمن في الإحساس بالأمان وهذا ركن أصيل من أركان السعادة النفسية, وفلو كنت ذكيا بعقلك وامتلكت المال الوفير والعلاقات الكثيرة والوازنة ما نفعك في الإحساس بالسعادة الحقيقية، ولنتذكر قول الصادق الأمين رسول الله (ص) حين نصحنا فقال"المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده " فالأمان الذي اعتبرناه ركنا من أركان السعادة يولد من رحم الحب والعدل والعطف والإنصاف والصدق وغيره من الخصائص التي تعرف اجمالا بذكاء القلب.

لقد بين مجموعة من الباحثين الغربيين من خلال أبحاثهم على المخ البشري وسلوكياته على أن الذكاء العقلي ليس سوى جانبا ضيقا من الذكاء العام والشمولي الذي يملكه البشر.

واستنادا إلى أبحاثهم ( مثال: دانييل جولمان في كتابه الذكاء العاطفي) فان الذكاء العاطفي أو ذكاء القلب أقوى من ذكاء العقل بكثير.

ويعرف جولمان الذكاء العاطفي أنه الوعي بالذات والإثارية والتحفيز الذاتي والتعاطف والقدرة على حب الأصدقاء وشركاء الحياة وأفراد العائلة وتلقي الحب منهم.

ان من يتمتعون بالذكاء العاطفي هم أولائك الذين يحققون نجاحا حقيقيا في العمل أو في الحياة عموما ويحظون بعلاقات قوية وهامة.

اننا جميعا قادرون على امتلاك الذكاء العاطفي وتعلمه وتنميته وكسب ثماره، فهو ليس حكرا على البعض دون الآخرين.
اننا نستطيع التطور بطرق من شأنها أن تحسن من نوعية علاقاتنا وتربيتنا لأبنائنا وتحسين مناخنا التعليمي والعملي.
قد يحدث كثيرا أن تتحكم فينا حالاتنا المزاجية بسبب أنماطنا الثابتة وعاداتنا المتأصلة من سلوكياتنا وأفعالنا، وتأهلنا الجيني والثقافي , لكن بوسعنا استعادة زمام السيطرة على تلك الحالات المزاجية.

اننا نستطيع إحداث تغيير كلي في حياتنا اذا تعلمنا أن نعترف بعواطفنا واستطعنا السيطرة على ردود أفعالنا واذا مزجنا بين تفكيرنا ومشاعرنا.