بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة السلام على خير الخلق اجميعن محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد ،

وقبل ان ابدأ فى موضوع البحث الرئيسي أود على سبيل التقديم وأنطلاقا من قوله تعالى " ولقد كرمنا بنى أدم "
أن أشير إلى عظمة القدرات التى منحنا الله إياها إلا أننا لا نسعى إلى استخدامها بل إننا نجد القليل بل اقل من القليل ممن يسعون لتطوير ومحاولة إخراج تلك القدرات الهائلة ، فعلى قدر المعطى تكون الهبة وعلى قدر المانح تكون المنحة والتكريم فما بالنا بأكرم الاكرمين الله سبحانه وتعالى
وها هو العلم كل يوم يؤكد لنا عظمة تلك الهدية الربانية حيث يثبت لنا كل يوم إن الإنسان لدية من القدرات ما لا يمكن حصره بل إن النسبة تتضاعف يوما بعد يوم مع كل اكتشاف جديد ، لكن وهى النقطة الأهم
هل تؤثر تلك الاكتشافات علينا ؟
هل فكرنا ولو مرة فى معرفة كنه تلك القدرات ؟
هل توقفنا ولو مرة أمام حقائق كثيرة لا حصر لها تمر يوميا امام اعيننا ؟
للأسف لااااا
ولنتأمل معا تلك الأمثلة البسيطة :
ألم تسال نفسك يوما لماذا يتفوق زميلي فى الدراسة رغم انه يذاكر أقل منى بكثير ؟
كيف تحول شخص كنا نتهمه بالغباء والفشل الى شخص ناجح يشار اليه بالبنان؟
كيف استطاع بعض الاشخاص القيام بأعمال نعتبرها نحن محض خيال أو سحر ؟
- كثيرا ما تكون الإجابات على تلك الاسئلة هى مجموع من المبررات والآراء التى لا تعدو كونها دوافع سلبيه تقودنا الى الفشل لا الى النجاح والى التأخر لا الى التقدم ... كأن نقول ان ذلك الشخص لديه قدرات طبيعية خارقة أو ان الاخر سعيد الحظ " وكما يقول المثل العامى الشائع – قيراط حظ ولا فدان شطارة " أو ادينى حظ وارمينى فى البحر .
كل تلك الاقوال ما هى الا توافه نريح بها انفسنا وتعطى حجه لمحبى الكسل والتواكل
ولننظر معا الى بعض الحقائق الغريبة والتى يوضحها قانون 80\20 وهو موضوع بحثنا الرئيسى
والذى يطلق عليه قانون باريتو نسبة الى مكتشفه العالم الايطالى " فلفريدو باريتو "
ومنها أن 80٪ من الأرباح تعود من 20٪ من المنتجات،
20 من المجرمين يرتكبون 80٪ من الجرائم،
80٪ من حالات الطلاق تصدر من 20٪ من الرجال،
وأن نظام الاحتراق الداخلي للمحرك فهو يسهم بشكل فعال في اثبات هذا المبدأ اذ تفقد 80% من الطاقه في الاحتراق حتى لا يصل الى الاطارات المحركه سوى 20% فقط من هذه الطاقه الناجمه من الــ 20% من 100%.
80٪ من المقتنيات لا تستخدم إلا للديكور والحفظ ولا يستعمل منها سوى 20٪ فقط .
حتى ان لدينا مثال فى تاريخنا الاسلامى
ففي المعارك الإسلامية نجد أن القلة المسلمة غلبت الكثرة الكافرة قال تعالى : {... كَم من فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} البقرة 249. ",ارجو هاهنا ان لا يتدخل أحدهم معلقا بأن نصرة المسلمين هاهنا جاءت بعون الله و مشيئته "
واجيبه ان كل ما سبق ذكرة هو ايضا بمشيئة الله وقدرته فهو مسير الكون لا راد لقضائه
ومن خلال تلك الامثلة يتضح لنا ان اعظم النتائج والعوائد تنبع من عدد ضئيل من الاسباب والمعطيات والجهد.
نظرياُ ان 80% من الانجاز ياتي من 20% من الوقت المبذول

وبالتالي ان اربعه اخماس الوقت يذهب هباءُ على عكس المتوقع.
لذا يفترض مبدأ 80/20 وجود ميزان مختل يحكم العلاقه بين الاسباب والنتائج والمعطيات والمخرجات والجهد العائد.

وهو ما يوضحه الشكل التالى :

وبناءا عليه ولو تطرقنا الى موضوع القراءة السريعة لوجدنا بالفعل قانون 80\20 يتحقق بشكل مؤكد
فمن خلال التقاط العين للكلمات بتقنيات الرؤية التى وهبنا الله اياها عندما يسقط الضوء على العين من جسم أمامها ينكسر عند سطح القرنية ثم عند سطحى العدسة و ينفذ إلى الشبكية حيث تتكون له صورة حقيقية مصغرة و مقلوبة عليها و ينتقل الإحساس بها إلى المخ عن طريق العصب البصرى و يترجم المخ الصورة.


فنجد ان العين تتحرك حركات متتابعة سريعة ومع كل وقفة من تلك الوقفات تقوم بالتقاط الكلمة
فالقارىء العادى يلتقط كلمة واحدة مع كل وقفه من وقفات العين والتى تستغرق ربع ثانيه
أى انه يقرا اربع كلمات فى الثانية أى بمعدل 240 كلمة فى الدقيقة
بينما القارىء السريع يقرا من اربع الى ست كلمات فى الوقفة الواحدة واذا اخذنا الوسط وليكن خمس كلمات فى اللقطة اى بمعدل 20 كلمة فى الثانية أى 1200 كلمة فى الدقيقة خمس أضعاف القارىء العادى
وهنا يتضح لنا أن القارىء العادى ينفق 80% من الوقت لتحصيل 20% بينما القارىء السريع يبنفق 20% من الوقت والجهد لتحصيل 80% وهو فرق بالتأكيد شاسع ،
ولكى يتسنى لك ذلك فلك طريقتان كما ذكر ريتشارد كوتش فى كتابه مبدأ 80\20
اولهما إعادة توظيف الموارد وتحويلها الى موارد منتجه,وهو السر الذي طبقه اصحاب الاعمال على مدى العصور المختلفه, بمعنى ان تخلق لكل حالة ما يناسبها من موارد وان تعطي لكل شكل ما يلائمه ويناسبه تماما، فلم لا تحول الانترنت الذى تقرأ من خلاله هذه الكلمات الى وسيلة فعالة من خلال الانضمام الى دورات القراءة حتى يتسنى لك توفير الوقت الكثير فى اعداد الابحاث والمذاكر ة حتى تفتح لعقلك أفاق جديده واسعة على العالم الانهائى من المعرفة وهو ما سيعود عليك دون أن تشعر بنتائج رائعة من التفوق العلمى والعملى .

اما السبيل الثاني نحو التقدم فهي الطريقه التي يتبعها العلماء والاطباء والواعظون ومصممو برامج الكمبيوتر والمدربون والتي تحاول ان تحول الموارد غير المنتجه الى موارد فعاله في مكانها الحالي دون اعادة توظيف, اي احداث تحول في قدرة تلك الموارد الى الحد الذي تضاهي فيه مثثيلاتها. , وهو ما سبق الاشارة اليه من توظيف تلك القدرات الهائلة التى منحك الله اياها من قدرات عقليه وجسدية فلتستغل قدرات عينك على الالتقاط والتى لا تستخدم منها سوى 20% ولتستخدم قدات عقلك والتى لم تستخدم منها ولو واحد فى الالف ولتتخيل نفسك وانت تقرأ عشرات الكتب فى وقت قليل وبمجهود أقل ، لتتخيل الكم المعرفى الهائل الذى ستحصل عليه وكم الفائدة التى ستعود عليك ، لتتخيل معى عقلك وهو يزداد تفتحا وذكاءا يوما بعد يوم

اذا فلم تنتظر فلتنضم لسلسلة الناجحين المتميزين ممن حققوا 80% من الانجازات فقط بــ 20% من المجهود ولا تكن العكس
فالكمال ابدا لم يكن للبشر ولكن السعى للكمال هو اسمى صفات البشر
فأنت مكرم ويجب أن تكون أهلا لذلك