تعطل محرك إحدى البواخر وهي راسية في الميناء فعمل القبطان كل ما في طاقته لإصلاح المحرك ومن ثم الإبحار بالسفينة.


استعان القبطان بعدد من الخبراء في مجال البواخر، ولكن جميع جهوده لم تصل به إلى النتيجة المطلوبة، وظلت الباخرة لا تبرح مكانها عددا من الأيام.


وفي أحد الأيام وأثناء مناقشة بين القبطان ومساعده بخصوص وضع الباخرة تقدم منهما شخص عادي وقال للقبطان: آسف لإزعاجك فأنا أرى الباخرة معطلة منذ أيام، ومن باب الفضول سألت واحدا من بحارتك فأخبرني أن المحرك به عطل ويحتاج إلى إصلاح.. فهل ما زلت في حاجة لأحد يقوم بإصلاحه؟.
وبدون تردد قال القبطان نعم، ولكن لماذا تسأل عن هذا الأمر وما علاقتك به؟ فرد الرجل قائلا وبكل هدوء: بإمكاني إصلاحه.. وظهرت علامات الدهشة على وجه القبطان حيث إن مظهر هذا الشخص لا يدل على أنه خبير بإصلاح البواخر.. ومع ذلك اصطحبه القبطان إلى مكان المحرك وتركه وظل يراقبه من بعيد..
أخرج الرجل من جيبه مطرقة صغيرة وبدأ يطرق على المحرك بضربات متنوعة في أماكن مختلفة ويستمع إلى تلك الضربات، ويقوم بلمس المحرك ثم يقوم بالنظر إلى أماكن مختلفة في المحرك، وأخيرا طرق جزءا معينا في المحرك وقام بربط مسمار كان غير محكم، وطلب من القبطان تشغيل المحرك، وهناك بدأت الدهشة على وجه الأخير فالمحرك عاد للعمل من جديد.
وفي غمرة الفرحة بادر القبطان إلى سؤال الرجل عن أجرته فقال ألف دولار فقط، فاستغرب القبطان لذلك وصرخ في وجهه: ألف دولار مقابل عدة طرقات بمطرقة صغيرة على المحرك.. فرد الرجل بابتسامة وهدوء: دولار واحد مقابل ضربات المطرقة، و999 دولارا مقابل المهارة، مقابل خبرتي في معرفة المكان الصحيح الذي ينبغي الطرق عليه، إنها المهارة يا سيدي القبطان، ثم انصرف إلى حال سبيله بعد أن سلمه القبطان مبلغ الألف دولار.