يتحدث الناس في كثير من الأحيان عن الذاكرة وكأنها شيء مادي مثل قلب لا يخفق بصورة طبيعية. إلا أن الذاكرة لا توجد على هذا الشكل وما يقصد بالذاكرة إنما هو عملية التذكر.

وعلى العكس من الاعتقاد الشائع، فإننا لا نقوم بإخراج ذكرياتنا مكتملة التكوين من خزانة ملفات صغيرة في رؤوسنا. فالذاكرة ليست سوى طاقة بناءة ومعقدة بشكل كبير نمتلكها جميعاً.


في حين يتحدث معظم الناس عن أن لديهم ذاكرة سيئة أو ذاكرة جيدة إلا أن معظمهم يتذكر بعض الأشياء في حين لا يجيد تذكر أشياء أخرى. عندما يعاني شخص من تذكر شيء ما لا تكون المشكلة في نظام الذاكرة ككل وإنما في مكون من مكونات النظام يعمل بشكل غير كفء.

إذا أراد شخص على سبيل المثال أن يتذكر أين وضع المفاتيح، فإن عليه أن يون منتبهاً للمكان الذي وضعها فيه عندما دخل من الباب؛ أي يقوم بتسجيل ما يفعله من خلال الانتباه لعملية وضع المفاتيح على طاولة الصالة. ومن ثم يتم الاحتفاظ بهذه المعلومة وتكون جاهزة لاسترجاعها فيما بعد.

إذا كان نظام الذاكرة يعمل بشكل سليم، فيمكنه تذكر اين وضع المفاتيح بالضبط. أما إذا نسي أين وضعها فإن واحداً من عدة أشياء يكون قد حصل:
- ربما نسي أن يحل المعلومة بوضوح منذ البداية.
- ربما لم يحتفظ بالمعلومة التي سجلها.
- ربما لم يكن قادراً على استرجاع المعلومة بشكل دقيق.

هناك العديد من العوامل التي توثر في مدى جودة تكون الذاكرة، من بينها ما إذا كانت المعلومات مألوفة وما إذا كان الشخص منتبهاً. كما تلعب الصحة دوراً كبيراً في قدرة الشخص على التذكر.

وفي حين لا يفهم العلماء بشكل كامل كيفية قيام الإنسان بعملية التذكر أو ما الذي يحدث أثناء عملية الاسترجاع، إلا أنهم يدركون أنه من الممكن تحسين عملية التذكر. يمكن لممارسة الحفظ أن تساعد على تحسين الذاكرة، ولكن الأشياء التي يقوم بها الشخص أثناء هذا التدريب أهم من مقدار الوقت الذي يقضيه في الحفظ.
بينت إحدى الدراسات أن ثلاث ساعات من تدريبات الذاكرة العامة لا تحسن ذاكرة طويلة المدى، بينما استطاعت ثلاث ساعات من التدريب باستخدام أساليب معينة تحسين الذاكرة.

من الممكن خلال تعلم بضع طرق بسيطة أن تتذكر قدراً كبيراً من المعلومات التي كنت تنساها في العادة. وفي حين يفترض معظم الناس أن فقدان الذاكرة حقيقة لا مفر منها بين كبار السن، فإن هذا لا يمثل الحقيقة.

المصدر: كتاب الذاكرة 7 خطوات سهلة لتحسين ذاكرتك