تطوّرت التكنولوجيا بشكل سريع وهائل، خلال السنوات العشر الماضية، ففي حين كنا نعتمد على الهاتف الجوال فقط للتحدث مع من حولنا، بتنا الآن نعتمد على هذه الهواتف الذكية حتى لتصفح الإنترنت، والتواصل مع الأصدقاء البعدين عنا حول العالم، وعلى مدار الساعة.
وبعد أن كان أغلب الناس يعتمدون على أجهزة الكمبيوتر للدخول إلى حسابهم على الفيسبوك، أصبح بإمكانهم، الآن، الدخول عبر هواتفهم النقالة، وبالتالي باتوا قادرين على تصفح حساباتهم في أيّ وقت وأيّ مكان طالما كانت شبكة الانترنت الهوائية موجودة، ويراها الهاتف ويستطيع الاتصال بها.
إلا أنّ سهولة التواصل هذه كان لها الأثر السلبي على العديد منّا، فقد تحولت عادة تصفح الفيسبوك إلى ما يشبه الإدمان فعلاً، فهل أصبحت أنت، أيضاً، تعاني من "إدمان" الفيسبوك، ولا تستطيع أن يمرّ عليك يوم من دون أن تدخل لترى ما دوّنه أصدقاؤك، وإذا ما أعجبتهم "الحالة" التي دوّنتها أو لا؟

أعراض تؤكد إدمانك!
قد يحاول الكثير منا الابتعاد عن مناقشة فكرة الإدمان حتى مع نفسه، ويرفض الاعتراف بأنّه لا يستطيع الابتعاد عن تصفح الفيسبوك، إلا أنه من الضروري الانتباه إلى هذا "الأفيون" الجديد الذي يمكن له فعلاً أن يؤثر في حياتنا بشكل عام، صحياً واجتماعياً وعملياً، إن لم نكن قادرين على وضع حدّ لاستخدامه، وهناك ستة أعراض ينبغي الانتباه إليها:
1- تزيد من الوقت لكسب الرضا، فالجلوس لفترة بسيطة لا يشعرك بالاكتفاء وتميل إلى تغيير صورة البروفايل (الصورة الشخصية) أكثر من مرة في الأسبوع.
2- تشعر بالقلق والتوتر في حال لم تتصفح الفيسبوك وتأخذ الموبايل معك حتى إلى الحمام.
3- تراجع النشاط الاجتماعي في حياتك الطبيعية، التأخر في إنجاز الأعمال، أو الوصول إلى المواعيد متأخراً، أو بحالة من التعب.
4- أزمنة التلاقي مع الآخرين أصبحت افتراضية في أغلبها.
5- أصدقاؤك غير معروفين بالمعنى الحقيقي، فكلهم تصادفهم على الفيسبوك.
6- أعراض الإدمان الكامل: عندما تشاهد شخصاً لأول مرة تقول له "سنتحدث معاً على الفيسبوك"، وقد تنشئ حساباً خاصاً للكلب أو للقطة وتطلب له أصدقاء.

ما الحل؟
من الضروري مواجهة "الإدمان" قبل أن يلقي أثره السلبي الكبير على عملك وحياتك بشكل عام، فيمكن لتمضية ساعات طويلة في العالم الافتراضي أن تؤثّر في الحياة الاجتماعية والتواصل الحقيقي مع الآخرين، كما تؤثر في تقدّمك في العمل أو الدراسة، إلى جانب تأثيراتها السلبية على الصحة.
ولكي يتجاوز الشخص حالة الإدمان، عليه:
- أولاً، حدّد وقتاً معيناً فقط من اليوم لاستعمال الفيسبوك، وألا يتجاوز المدة المحددة أبداً. وللتخلّص من عادة تصفّح الفيسبوك، حاول استبدال عادة إيجابية بها، كالقيام بأنشطة أخرى من مثل ممارسة رياضة المشي، أو قراءة الكتب، أو الاستماع إلى الموسيقا.
- حاول أن تغيّر الروتين الذي تقوم به لكسر وإيقاف استعمال الانترنت، كما يمكن الاتصال بأحد الأصدقاء والتواصل معه بعيداً عن شبكة الإنترنت.
- يمكنك التعرّف إلى أشخاص جدد، وإضافتهم إلى شبكتك الاجتماعية "الواقعية" سواء من خلال العمل أم الأقارب أو الجيران في الحيّ.
من الضروري أن تنظر إلى شبكة الإنترنت على أنّها وسيلة وليست غاية، وحدد أهدافاً منطقية لاستعمال الانترنت، وتقيّد بها، كأن تدخل فقط للعمل، أو الدراسة من دون تتصفّح الفيسبوك.