معلمون يتكلمون عن تجاربهم الشخصية في التعلم السريع: كتب الأستاذ زياد محمد الحاج علي: المرحلة الأولى من مراحل التعلم السريع هي تقنيات الربط و تعنى هذه المرحلة بتهيئة المتدربين لعملية التعلم إنها الخطوة الأولى و المرحلة الأساسية في التعليم إن هذه المرحلة هي أشبه بتحضير الأرض لزراعة البذور. إذا قمنا بها بشكل صحيح فإننا نخلق الظروف الملائمة لنمو التعليم.
إن هدف هذه المرحلة هو إخراج المتدربين من العقلية اللامبالية أو السلبية و إزالة العوائق أمام العملية التعليمية وإستثارة إهتمام و فضول المتدربين و إعطاؤهم مشاعر إيجابية نحو موضوع التدريب و ربطهم به بعلاقة بناءة. أيضا تهدف مرحلة الربط إلى خلق مجموعة من المتدربين النشطاء و إخراجهم من مواقعهم الفردية المعزولة و خلق مجتمع تعليمي سليم. فيجب على كل معلم أن يقوم بإزالة العوائق أمام المتعلم لأن هذه العوائق هي أهم سبب للضغط النفسي و الكسل الدماغي للمتدرب كما أنها تقلل من القدرة على التعلم. أهم هذه العوائق: ( عدم الإحساس بالفائدة فيجب على المدرب أن يقوم بتبيين أهمية المهارات التي يتم إكتسابها وكيفية إستخدامها في حياتنا اليومية و كيف يمكن أن يؤثر عدم اكتساب هذه المهارات سلبياً على المتدرب في حياته العملية مستقبلاً ) و كذلك الخوف من الفشل والإحراج حيث يعتبر هذا عائقاً يؤدي إلى تردد كثير من المتدربين و و إنطوائهم و إنسحابهم من العملية التعليمية فيجب على المدرب أن يقوم بكسر الحواجز بينه وبين المتدربين والأنخراط بينهم وخلق جو من الألفة و المودة بينهم لتسيير العملية التعليمية بسلاسة أكثر.
وإضافة إلى ذلك فإن الحضور القسري للدورات التدريبية أو الحصص المدرسية يعتبر سبباً مهماً في فشل العملية التعليمية فيجب على المدرب أن يثير حافزية المتدربين / الطلاب و استثارة دافعيتهم لتكوين الذات ولتطوير المهارات بحيث يتولد لديهم الحس بالمسؤولية. تتكون مرحلة الربط من عدة عناصر مثل اٌيحاءات اٌيجابية فعلى المدربين أن يقوموا بإزالة جميع الإيحاءات السلبية لدى المتدربين تجاه العملية التعليمية واستبدالها بأخرى إيجابية لكي يحقق المتدربين الغاية المرجوة من التعلم. فيجب على المدرب أن يكون مولدا للأفكار الإيجابية بحيث يخلق جواً ممتعاً و مريحاً للمتعلمين. كما أن البيئة المادية الإيجابية تعتبر داعماً جوهرياً للعملية التعليمية لتزيد الطاقة و النشاط لدى المتدربين. يجب أن تمتاز مرحلة الربط بوضوح الأهداف وغناها و قربها من قلوب و عقول المتدربين و بيان مدى أهمية التعليم و المنافع التي ستعود على المتدربين جاء التعليم.
ولابد أن نشير هنا إلى أهمية إنغماس المتدربين في العملية التعليمية كلياً لقطف الثمار المتوقعة بسرعة و فاعلية أكبر و يكون ذلك باستثارة فضول المتدربين بحيث يتصرفون بحرية في جو ممتع وجذاب. من خلال ما تم ذكره فقد حرصت في مرحلة الربط أثناء الحصص الدراسية التي بدأت فيها استخدام استراتيجيات التعلم السريع على استثارة دافعية الطلاب و إشراكهم بكليتهم في النشاطات التعليمية اليومية مما كان له الأثر الواضح في استمتاع الطلاب و مشاركته بكل فاعلية ودافعية و لقد ذكر الكثير من الطلاب بأنهم لمسوا تغيير واضحاً في طريقة إدارة الحصة الدراسية و أنهم أمضوا وقتاً ممتعاً ومفيداً لم يلمسوه من قبل في السنوات الماضية من دراسته لنفس المادة الدراسية رغم أن المادة الدراسية والمهارات اللغوية هي ذات أو قريبة منها و لكن اسلوب الربط و مدى الإهتمام لديهم قد أختلف عما كانت عليه مسبقاً. و من أساليب الربط التي استخدمتها في الحصص الدراسية الألعاب التعليمية الهادفة التي تلبي حاجة الطالب / المتدرب إلى التسلية و لكن بطريقة مدروسة و مقننة و كذلك استخدام المواد المرئية و المسموعة التي تتعلق بالمادة بالمهارات التي يتم التدرب عليها و كذلك مناقشة أهمية المهارات التي يتم أكتسابها و كيفية تفعيلها في حياتنا اليومية و تحصيل القيمة الأكبر منها. و لكن و بسبب الفروق الفردية بين الطلاب و اختلاف أنماط التعلم لديهم فقد تباين مستوى إهتمام الطلاب في مختلف النشاطات. فبعض الطلاب كانت لديهم دافعية كبيرة في النشاطات البصرية أو السمعية أو الحسية أو الحركية فكنت أعتمد اسلوب التنويع في هذه النشاطات بحيث ينغمس الطلاب كلهم في العملية التعليمية.



موسوعة التعليم والتدريب
http://www.edutrapedia.illaf.net/arabic/show_article.thtml?id=599