روي عن علي بن ابي طالب رضي الله عنه ( خير محدث الكتاب ) .

وقال المتنبي : وخير مكان في الدنا سرج سابح **** وخير جليس في الزمان كتاب .

ولعل بيت الشافعي رضي الله عنه ينطبق على الكتاب حينما قال:

ولاخير في الدنيا إذا لم يكن بها **** صديق صدوق صادق الوعد منصفا
.
أحببت اليوم ان اطلعكم على مصطلح جديد وحديث في عصرنا الراهن الا وهو العلاج بالقراءه ( الببليوثيرابيا )

وهذا العلم ليس وليد الصدفه . بل كام موجودا منذ القدم قال تعالى لنبيه الكريم صلى الله عليه وسلم ( إقرأ ) ..
إيناسا له صلى الله عليه وسلم من وحشة المكان والزمان ....
وأول من عرف هذا المصطلح الامريكيه سادي ديلاني عام 1938م بأنه
( علاج المريض من خلال قراءات مختاره ) .....
وأدى هذا المصطلح الى نتائج ناجحة ونافعه في علاج المرضى النفسيين وأعتمد أطباء النفس على العلاج بالقراءه مما كان له كبير الاثر في علاج حالات كان ينظر لها بأنها مستعصيه ...

وأفتتحت عيادات نفسية خاصة تهتم بهذا العلاج اكثر من الدواء التقليدي وأرتبطت بعض هذه العيادات ارتباط بالمكتبات وتنويع الكتب على حسب طبقات المرضى وميولهم ....

حتى أن قاضيا إنجليزيا أصدر حكما بديلا على لص انجليزي بأن حكم عليه بالتعلم في مدارس محو الامية لتعلم القراءة والكتابة وقراءة كتاب على الاقل يوميا

في المكتبه تحدده إدارة المكتبه وبالفعل نجحت هذه التجربه وأجتاز اللص هذا الامتحان بإقتدار مما جعل القاضي يسقط عنه الحكم وخيره

بقراءة مايشاء من الكتب وبعد عدة سنوات أضحى هذا اللص من أشهر كتاب الصحف البريطانيه في ذلك الوقت

وطالما أثنى على القاضي ولقبه بلقب ( قاضي الاحكام البديله )....

وعلى الصعيد العسكري وإبان الحرب العالمية الثانيه لاحظ قادة الجيش تردي الحالة النفسية لمعظم الجند

مما سبب عدم التوازن في صفوف الجيش وهذا مااقلق قادة الجيش .

فانبرى لحل هذه المشكله ضابط بالجيش وهو طبيب سابق ولاحظ أن الجنود الذي يقرأون اكثر إلتزاما بواجباتهم من زملائهم الذين لايقرأون .

وتم بالفعل إنشاء مكتبة وإتاحة الفرصة للجند للقراءة الحره... فكان من هذه الفكره أن لاحظ القواد مدى التحسن الطارىء في نفسية الجيش بنسبة 60 الى 80% .....

وأولت حكومات الدول إهتماما بالغا بالعلاج بالقراءه فقامت بتحفيز المكتبات وعلماء المكتبات بإثراء المكتبات من الكتب النافعة

في هذا المجال وأنشأت عيادات خاصة بهذا الشأن ونادت بتعليم النشء القراءة في الصفوف الاولية والروضه ....

وفي عالمنا العربي الذي كان يغط في سبات عميق بينما الغرب يطور هذا العلم لم يكن هذا العلم معروفا لدينا بوجهه الحقيقي

فكان أن تنبه لهذا الامر الاستاذ شعبان عبدالعزيز خليفه وهو أول عربي يؤلف في العلاج بالقراءه وألف كتابه الموسوم بـ ( العلاج بالقراءه أو الببليوثيرابيا ) ط1 .

وتنبهت فيما بعد حكومات الدول العربيه ومؤسساتها التعليميه وقطاع الصحة فيها الى مدى الحاجة لمثل هذه المعارف وجودة هذا العلم ..

ولكن لاتزال الخطوات بطيئة مقارنة بالدول الغربيه ولازال الانتاج الفكري في طور الظهور...

ولعلي أورد في نهاية المقال قصة ساقها لنا كتاب ( قصص العرب ) :


لما مات جعفر بن أبي جعفر المنصور مشى أبوه في جنازته من المدينة الى مقابر قريش ومضى الناس معه حتى دفنه

ثم إنصرف الى قصره وأقبل على الربيع فقال: ياربيع أنظر من في أهلي ينشدني :

أمن المنون وريبها تتوجع **** والدهر ليس بمعتب من يجزع .

قال الربيع : فخرجت الى بني هاشم وهم بأجمعهم حضور فسألتهم عنها

: فلم يكن فيها أحد يحفظها فرجعت فأخبرته فقال :

والله لمصيبتي بأهل بيتي ألا يكون فيهم أحد يحفظ هذا ، لقلة رغبتهم في الأدب أعظم وأشد علي من مصيبتي بابني .

ثم قال: هل في القواد والعوام من الجند من يعرفها ؟ فإنني أحب أن أسمعها من إنسان ينشدها فخرجت فاعترضت الناس فلم أجد أحدا ينشدها الا شيخا كبيرا )...

ومن هذا المنطلق وجب علينا مصادقة الكتاب وتعليم اجيالنا القراءة وتوعيتهم بأهميتها ....