تشعر بعض الأمهات بالإطراء حين تعلّق إحدى الصديقات وتمتدح طفلها لهدوئه وخجله، علماً أن صفة الخجل التي يتمتّع بها الطفل تجعلها لا تعاني من انتقاد جاراتها أو أقربائها، بالمقارنة مع أمهات الأطفال الأشقياء. ولكن، تجهل معظم هؤلاء الأمهات أن الخجل الزائد ليس بالأمر الجيد دوماً!

يعرّف الخجل بأنه حالة عاطفية أو انفعالية معقّدة، تبعث على عدم الإرتياح والإطمئنان النفسي. ويعيش الطفل الخجول في صراع داخلي يمنعه من ممارسة حياته بصورة طبيعية مع أقرانه ومجتمعه، فهو يعاني من عدم القدرة على التفاعل، كما يشعر بالضعف مقارنة بأقرانه.

وممّا لا شك فيه أن الخجل الزائد يسبّب للطفل مشكلات عدّة في حياته، فهو يمنعه من تكوين صداقات طبيعية مع نظرائه ويشعره بالتعاسة حين يتعامل مع الآخرين، وتبدو عليه علامات واضحة، كالصعوبة في الكلام والتأتأة واللعثمة واحمرار الوجه والرعشة والتعرّق الغزير، في ظلّ وجود الآخرين.

ويتعرّض الخجول لمشكلات ترافقه في مراحل نموّه المختلفة. ففي مراهقته، يعرّضه خجله للكثير من السخرية، وفي عمله يكون شخصاً انطوائياً وغير متأقلم مع محيط عمله، وحتى في قرارات زواجه، فيسبّب له الخجل التردّد دائماً وعدم القدرة على تحمّل المسؤولية وضعف الشخصية أمام الجنس الآخر، وقد يصبح أباً ضعيف الشخصية أمام زوجته وأبنائه.

وتعود أهم أسباب الخجل، إلى:
-الوراثة.

- قسوة الوالدين في التعامل أو التدليل الزائد.

- غياب دور الأب في حياة الطفل.

- عزل الطفل عن مجتمعه.

- الخلافات الأسرية قد تحمل الطفل على الإنطواء.

- بعض العيوب الخلقية في الطفل، كالعرج أو العور أو التأتأة أو الإصابة ببعض الأمراض المزمنة.

- تعلّق الأم الزائد بابنها والإسراف في إحاطته وجعله دائماً إلى جوارها، لا يغيب عن عينها.

-الحرص على أن ينشأ الطفل مثالياً في كل شيء.

-التركيز على أخطاء الطفل وتضخيمها.

-تذبذب التربية وعدم وضوحها.

-خوف بعض الآباء من الحسد، ممّا يجعلهم يعاملون أطفالهم الذكور على أنهم بنات، ويشيعون ذلك، ويحجبونهم عن أعين الناس لفترات طويلة.

- الإجحاف وسوء المقابلة من بعض معلّمي الطفل في سنينه الأولى.

-الفقر المترتّب عليه فقدان الطفل لأبسط مظاهره، كالملابس والمصروف وغيره.

-الإغتراب، فالخجل منتشر بصورة واضحة في نفسية الأطفال المغتربين مع والديهم، بسبب عدم استقرار الحياة أو العلاقات الوطيدة المستمرّة.

-التأخّر الدراسي، ممّا يزيد الطفل شعوراً بفقدان الثقة والخجل.

هذه أبرز الخطوات الهادفة إلى التغلّب على خجل طفلك:
كوني النموذج الإيجابي الإجتماعي للطفل، لأنه يتعلّم من سلوكياتك، وكذلك من أبيه.

ساعديه على التفاعل مع الآخرين بتعرّضه لمواقف أمام أشخاص غير مألوفين لديه.

تحدّثي كثيراً مع طفلك عن تجاربك السابقة عندما كنت تعانين الخجل، وكيف تغلّبت على المشكلة، وأوضحي له الفائدة من تكوين صداقات والمشاركة في النشاطات المدرسية الجماعية.

لا تنتقديه، خصوصاً أمام الآخرين واحترمي مشاعره ولا تسخري منه أو تؤذيه.

أبرزي قدرات طفلك الذاتية والشخصية لإعطائه المزيد من الثقة، خصوصاً أمام الأهل والأقارب والأصدقاء.

مثّلي بعض المواقف مع طفلك في البيت، مع إظهار ردود الأفعال الصحيحة لهذه المواقف ليتعلّم منها.