يقول أحد زملائنا عن واحدة من خبراته:

لقد حضرت ذات مرة حلقة دراسية كان المتحدث فيها يتكلم عن الوقت وكيفية الإفادة منه. خلال محاضرته قال ما يلي: "حسناً، حان الوقت لعمل مسابقة". وهنا سحب من أسفل الطاولة التي يجلس عليها إناء سعة جالون له فتحة كبيرة ووضع هذا الإناء على الطاولة إلى جوار وعاء به بعض الأحجار، كل منها في حجم قبضة اليد، ثم توجه إلينا بالسؤال: "كم من هذه الأحجار يمكن إدخاله إلى الإناء؟ " رددنا: "فلنحاول معرفة ذلك". وبعدها بدأنا إدخال الأحجار الواحدة تلو الأخرى، حتى وصلت الأحجار إلى فتحة الإناء. هنا سألنا "هل امتلأ الإناء؟". وكان ردنا جميعاً بصوت واحد "نعم".

هنا قال: " حسنا"ً. ومد يده وسحب من أسفل الطاولة دلواً مملوءاً بالحصى الصغيرة. ووضع بعضها في فتحة الإناء فدخلت الحصى بسهولة في الفراغ الذي تركته الأحجار الكبيرة، ثم قام بهز الإناء عدة مرات، وسألنا" هل امتلأ الإناء؟ ". عند هذا الحد تملكتنا الحيرة ورددنا" ربما لا! ". فرد قائلاً: " حسناً"، ثم مد يده إلى أسفل الطاولة وسحب دلواً مليئاً بالرمال، وأفرغ كل الرمال في الإناء فاختفت تماماً، في تلك الفراغات التي تركتها الأحجار والحصى الصغيرة وعندما سألنا: "هل امتلأ الإناء؟" فرد الجميع بصوت عال "لا". وعندما قال "حسناً"، ثم سحب من أسفل الطاولة إناء مملوءاً بالماء، وبدأ يسكب بعضه في الإناء، ثم قال لنا: "ما هو الهدف من كل ذلك؟ ".

رد أحدهم قائلاً" حسناً، هناك دائماً فراغ ما في حياتنا، ولو حاولنا الاستفادة منه لفعلنا". وهنا رد قائلاً: "لا، ليس هذا هو الدرس. الدرس هو أنه لو أننا لم نضع هذه الأحجار الكبيرة أولاً ما كان بوسعنا إدخالها أبداً".









المرجع: إدارة الأولويات
اسم الكاتب: ستيفن ر.كوفي
دار النشر: مكتبة جرير
سنة النشر: 2000
رقم الطبعة: الأولى
رقم الصفحة: 131-132
كلمات مفتاحية: ترتيب الأولويات المهمة – إدارة القرارات – وضع المهم فالأهم
أرسل بواسطة: داري قدور
رابط القصة: http://trainers.illaftrain.co.uk/ara...il.thtml?id=85