من الطبيعي أن يكون النشاط المنطقي / اللفظي للنصف الأيسر من المخ مهما أيضاً في محاولتك صياغة تخيلات، ومشاعر، وصور النصف الأيمن للمخ على هيئة كلمات مكتوبة لرسالة حياتك، وبالضبط، مثلما تساعد تدريبات التنفس على تكامل الجسد مع العقل، فأن الكتابة تعد نوعاً من النشاط العضلي النفسي العصبي، والتي تساعد على تجسيد وتكامل العقلين الواعي والباطن، فالكتابة تعمل على تقطير وبلورة وتنقية الفكر كما تساعد على تفتيت الكل إلى أجزاء.

إن لكل منا عدداً من الأدوار المختلفة في حياتنا – مجالات أو قدرات مختلفة نتبوأ فيها مكاناً مسؤولاً. وعلى سبيل المثال، فقد يكون لي دور كفرد، وكزوج ، وكأب، وكمعلم، كعضو في مؤسسة دينية، وكرجل أعمال، ولكل من هذه الأدوار أهميته.

وعندما يتوجه الناس لبذل الجهد ليصبحوا أكثر فاعلية وتأثيراً في الحياة، فإن أحد أبرز المشكلات التي تنشأ من هذا التوجه تتمثل من هذا التوجه تتمثل في عدم توسيعهم لنطاق تفكيرهم بما يكفي، فاقدين بذلك الحس بالنسبة والتناسب، والتوازن، والتنبؤ الطبيعي اللازم للحياة الفاعلة، وقد يستغرقهم العمل إلى حد الاستنزاف دون أن يلقوا بالا للعناية بصحتهم، وباسم النجاح المهني، فقد يتغافلون عن اثمن العلاقات في حياتهم.

ولقد تجد أن رسالة حياتك الشخصية أكثر توازناً، وأيسر توافقاً في العمل به إذا ما قسمته على المجالات المحددة لأدوارك في الحياة وللأهداف التي تربو إلى تحقيقها في كل مجال. ولنأخذ مثالاً بدورك المهني، قد تكون مندوباً للمبيعات، أو مديراً، أو مسؤولاً عن الإنتاج، فكيف ستتصرف في هذا المجال؟ ما هي القيم التي سوف تسترشد بها؟ انظر إلى دورك الشخصي كزوج، كزوجة، كأم، كاب، كجار، كصديق. ما الذي ستفعله إزاء هذه الأدوار؟ ما هو الشيء المهم بالنسبة لك؟ فكر أيضاً في دورك المجتمعي – المجال السياسي، الخدمة العامة، المنظمات التطوعية.

لقد استخدم أحد المدراء التنفيذيين فكرة الأدوار والأهداف لوضع رسالة الحياة الشخصية هذه:
رسالتي في الحياة هي أن أعيش بنزاهة وأن أحدث تغييراً في حياة الآخرين.

لتحقيق هذه المهمة:

أكون خيراً: أسعى إلى معرفة ومحبة الآخر – أي آخر – بغض النظر عن حالته.

أكون مضحياً: أكرس وقتي، ومواهبي، ومواردي من أجل رسالتي.

أكون ملهماً: اضرب المثل لأعلم الآخرين أننا جمعياً أطفال أحباب الله وأن من الممكن هزيمة أي هواجس.

أكون مؤثراً: ما أفعله يحمل تغييراً في حياة الآخرين.

وهذه الأدوار لها الأولوية لتحقيق مهمتي:
الزوج – إن شريكتي في الحياة هي أهم شخص في حياتي، فمعا نتشارك في ثمار التوافق، والجد، والخير، والاقتصاد.
الأب – أساعد أبنائي على تجربة الاستماع المتزايد بالبهجة في حياتهم.
الابن / الأخ – أكون عادة "هناك " لمد يد العون والمحبة.
رجل الدين – أكون عبدا منفذا لإرادة الله في رعاية المؤمنين وخدمة عبادة الآخرين.
الجار – إن محبتي لله تظهر في سلوكياتي تجاه الآخرين.
مسؤول تطوير – إنني عامل مساعد لتطوير الأداء المتميز بالمؤسسات الكبرى.
الدارس – أتعلم أشياء جديدة مهمة كل يوم.

إن تدوينك لمهمتك في صيغة الأدوار المهمة في حياتك يسبغ عليك التوازن والتوافق، ويجعل كل دور ظاهراً وواضحاً أمام عينيك. وبوسعك أن تراجع ادوارك بين الحين والآخر لتتأكد من أنك لم تنغمس من في دور واحد إلى حد استبعاد الأدوار الأخرى التي قد تكون على نفس القدر أو أكثر من الأهمية في حياتك.



المرجع:العادات السبع للناس الأكثر فعالية
اسم الكاتب: ستيفن ر. كوفي
دار النشر:مكتبة جرير
سنة النشر:2004
رقم الطبعة: السادسة
رقم الصفحة:188-190
كلمات مفتاحية:تحديد الأهداف والأدوار – رسالة الحياة – تحديد الأولويات – أهمية وضوح الأدوار

رابط القصة:
http://trainers.illaftrain.co.uk/ara...l.thtml?id=135