قال ريتشارد، مدير الموارد البشرية بإحدى الشركات الكبرى ذات مرة: "شعرت منذ خمس سنوات بالحاجة إلى إنسان آخر يشاركني حياتي" لذلك بدأت في البحث في كل مكان، قابلت الكثير من الناس وأخبرتهم برغبتي، واستمريت في البحث حتى وجدت كارول أخيراً، وكارول فتاة متوسطة العمر، جميلة، ذكية ومرحة، وكنا نتواعد لمدة عام ولا يهم أين نذهب فدائماً كنا نقضي وقتاً رائعاً، لذلك طلبت منها يدها في الزواج، وكنت أسعد الرجال في العالم عندما قبلت الزواج مني، لكن بعد انقضاء شهر العسل بفترة وجيزة لاحظت تغيراً جذرياً في سلوك كارول، أصبحت غيورة جداً، فكلما أعود متأخراً من عملي كنا نتشاجر، ولا تكلمني بعدها لأسبوع كامل. كما كانت تغضب بسرعة جداً ولأتفه الأسباب .. أما أنا ففعلت كل ما أستطيع حتى أنقذ زواجنا ولكن دون جدوى، فقررنا ذات يوم أن أفضل حل هو الطلاق.. وأعيش الآن بمفردي وعلى أن أعاود البحث من جديد لكني أخشى أن أرتكب نفس الخطأ القاتل وأختار الشخص غير المناسب، وقف ريتشارد فجأت ونظر إلي بعيون حزينة وقال بصوت منخفض: "

"إن الزواج والتوظيف متماثلان" ثم ذهب بعيداً. نعم، فتعيين موظف جديد لينضم إلى المؤسسة ويصبح جزءاً من فريقك يشبه تماماً الزواج من شخص ما ليشارك حياتك، فيمكنك أن تفعل كل ما هو ممكن لتتخذ القرار الصحيح، بدءاً من إيجاد الشخص، مقابلته، ثم أخيراً تعينه، لكن بعد فترة وجيزة تتكشف لك شخصيته الحقيقية وتجد أنه قد صقل نفسه من أجل المقابلة الشخصية لكنه بالفعل لا يصلح للعمل في مؤسستك.

هل تتفق معي أنه ليس بالأمر الهين أن تقوم بتعيين موظف جديد؟ هل حدث لك مرة أن قمت بتعيين شخص ما اعتقدت أنه كفء ثم أصبح لزاماً عليك أن تفصله بعد فترة وجيزة أو قام هو بتقديم استقالته؟ إذا كنت مثل معظم الناس فسوف تكون إجابتك نعم، من هنا أصبح لزاماً عليك أن تتزود بكل الأدوات التي تمكنك من تقليل فرصة تعيين الأشخاص غير الملائمين، فحتى تختار الشخص المناسب للمكان المناسب فسوف تحتاج لأن تتعلم المهارات، والاستراتيجيات العقلية والمهنية، حتى تصنع قرارات أفضل على أساس من المنطق والحدس، وهذا هو الهدف.


المرجع: أسرار قادة التميز
اسم الكاتب: ابراهيم الفقي
دار النشر: مركز الخبرات المهنية للإدارة (بميك)
سنة النشر: 1996
كلمات مفتاحية: كفاءة الموظف – جمع المعلومات – معايير تعيين الموظفين

رابط القصة: http://trainers.illaftrain.co.uk/ara...l.thtml?id=417