كان محمد ابن أبى عامر يسكن مع اثنين من الحمّارين وكانوا يعملون كلهم حمّارين في قرطبة وكانت تعتبر من أدنى المهن آنذاك ...

وفى ليلة كان سهراناً مع صحبه يتحدث إليهم فقال: يا جماعه إذا اصبحت خليفة ماذا تريدون مني ؟!!!!

فضحكوا عليه ثم سكتوا.

فقال: لماذا سكتم ؟!!!!

قالوا: هل أنت جاد ؟!!!!

قال: أنا فعلاً جاد .. إذا صرت خليفة ماذا تريدون مني ؟!!!!

فقالوا له: اذهب لن تصبح خليفة .. من حمّار الى خليفه !!!!

فكرر سؤاله .. فقال الأول: إذا أصبحت خليفة يا محمد أريد قصر منيفاً !!

وقال : وماذا ؟

قال : وحدائق غناء.

وماذا؟ قال: وخيولاً اصيلة ،، وجوارى حسان وأيضا مائة الف دينار ذهب ...

قال: وبعد ؟

قال : لا شىء .

فـــضــــحـــــكــــــوا.

ثم التفت إلى صاحبه الآخر و قال: ماذا تريد لو أصبحت خليفة ؟!!

فقال له: أنت لن تصبح خليفة أبداً.

فكرر عليه السؤال فقال له: إذا أصبحت خليفة فضعنى على حمار واجعلهم يدورون بي فى الشوارع ويقولون دجال ومحتال !!

أيقن محمد ابن عامر أن طريق االحمارة طريق لن يؤدى به إلى الخلافة ففكر بالطريق التى تؤدى به إلى الخلافة وهو أن يصبح شرطي ،

وأصبح شرطي وترقى حتى أصبح رئيس شرطة قرطبة ثم مات الخليفة

وتولى هشام المؤيد بالله الخلافة وكان عمره (10) سنوات [ وهذه من سلبيات حضارتنا ] بالوراثة ،

فاختلف بنو امية من يوصون على الصبى؟

فقالوا: لن نعين شخصاً واحداً خوفاً من ان يأخذ الخلافة.

فقالوا: نعين مجلس وصايه. واتفقوا على أن يكون مجلس الوصاية من غير بنى أمية فاختاروا ثلاثة:

الوزير محمد المصحفى

ورئيس الجيش محمد بن غالب

ورئيس الشرطه محمد ابن ابى عامر

الخلاصة أن محمد ابن أبى عامر استطاع أن يزيل الاثنين الآخرين

وتفرد بالحكم ولم يستطع تسمية نفسه أميرالمؤمنين فسمى نفسه الحاجب المنصور وأصدر قراراً بعدم الدخول إلى الخليفة إلا بإذنه

وقرر ايضاً أن دواوين الحكم تنتقل إلى قصره هي وأموال الدولة. ومنع ان يخرج الخليفة من قصره إلابأذنه.

وبعض المؤرخين يسمونها الدولة العامرية حيث قام بفتح الفتوحات ووصل إلى ما لم يصل إليه أي حاكم من حكام الأندلس (الحاجب المنصور شىء عظيم فى تاريخنا)

وبعد ثلاثين سنه تذكر الاثنين الحمّارين الذين كانوا معه فلان وفلان.

فقال: آتونى بهم.

فذهبوا ووجدوهم فى نفس المكان الذى تركهم فيه ويعملون نفس العمل فحضروا إليه.

فقال لهم: أتذكرونى ؟؟؟!!!!!

قالوا: نعم كنا نخاف أنك أنت الذى لن تذكرنا - وكان جالساً بين الوزراء فحكى لهم القصة .

فسأل الاول: أنت ماذا طلبت؟

فقال: كذا وكذا...

فقال: أعطوه أعطوه.

وقال: وله راتب ثابت ويدخل علي بدون إذن .

وسأل الثانى: ماذا طلبت؟

قال: قضية انتهت يا أمير المؤمنين.

قال له: لم تنته قل ماذا طلبت.

فقال: العيش والملح.

قال: لا بل قل ماذا طلبت.

فقال: له طلبت أن تضعني على حمار ووجهي الى الخلف ...

فقال الأمير: اعطوه ما طلب حتى يعرف أن الله على كل شىء قدير .


(( انظروا بالطموح وبالتغيير أصبح الحمّار من أعظم خلفاء الدولة الأندلسية ))