دليل السالك إلى ألفية ابن مالك
بقلم
عبد الله بن صالح الفوزان
الجزء الأول جاء في المقـدمـة :
الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على خاتم الأنبياء والمرسلين. نبينا محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين. ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد . .فهذا شرح لطيف على ألفية العلامة محمد بن مالك الأندلسي – رحمه الله تعالى – كتبته بعد علاقة وثيقة طويلة مع هذه الألفية . . أولها: دراستي لها في المعهد العلمي وعنايتي بحفظها وفهمها. وثانيها: تدريسها في المعهد عدة سنوات. وثالثها: تدريسها للطلاب في المسجد.
وقد تبين لي من خلال ذلك أن الألفية بحاجة إلى شرح – يناسب أبناء هذا الزمن – يعتمد على سهولة التعبير، والبعد عن العلل النحوية، وتعدد الآراء، ويقوم على الأمثلة الواضحة المفيدة، مع العناية بالإعراب وقواعده، وكنت أستصعب ذلك. فأشار عليّ جمع من الأخوة – جزاهم الله خيراً – بشرحها. وحببوا إليّ الإقدام على ذلك. لاسيما بعد تدريسها في المسجد، وهو منهج يختلف عن منهج الدراسة النظامية، فاستخرت الله تعالى، وسألته العون، وبدأت في شرحها.
وقد وضعت لشرحي – هذا – منهجاً استفدته من تدريس الألفية. وهو كما يلي:
1) كتبت هذا الشرح بأسلوب واضح وعبارة بينة – قدر طاقتي – ليكون في متناول الدارسين لألفية ابن مالك؛ لأن من أسباب انصراف الناشئة عن دراسة النحو ورغبتهم عنه، اختصار العبارة وإيجازها، فلا يستطيع الطالب أن يطبق المثال على القاعدة، وقد احتفظت باصطلاحات المتقدمين في الغالب.
وطريقتي أنني أبدأ بشرح المسائل النحوية التي تحويها الأبيات مع إيراد الأمثلة، وقد أزيد على ما ذكره الناظم ما تدعو الفائدة إلى ذكره من شرط أو ضابط ونحوهما، وأرجح ما يؤيده السماع ولو كان فيه مخالفة لأئمة النحو، وفي نهاية المطاف أشرح الأبيات بأسلوب موجز، وأبين معاني ألفاظها، وما يحتاج إلى إعراب أو إيضاح أصل..
2) وضعت نصب عيني – أثناء شرحي – ثلاثة أمور: الأول: عدم اللجوء إلى التكلف والتأويل فيما خرج عن القاعدة، وخالف النسق الصحيح الوارد في تركيب الجملة؛ بل يبقى على ما سمع عليه من العرب. الثاني: التسهيل في اللغة، والتسامح في قبول ما تكلم به العرب، وعدم التشدد، وهذا أمر مطلوب. فما ورد عن العرب – وإن قل – كافٍ في القياس عليه. ومراعاة الأكثر أفضل. الثالث: عدم الإكثار من الحذف والتقدير في آيات القرآن، وهذه قاعدة ينبغي أن يستفيدها الدارس لإعراب الآيات، فقد تتعدد الآراء، وخيرها ما كان بعيداً عن التقدير، ما دام أن المعنى يشهد له.
المفضلات