ليس في القلة يكمن الضعف !

قالوا زمان أن في كالكثرة تكمن القوة والشجاعة ، صحيح ولكن أيضا ليس في القلة يكمن الضعف !
في الحقيقة أن التاريخ الشاهد النزيه على أنه لطالما حُكم العالم بالأقليات ، ففي الدول الديمقراطية الذي يؤثر على نتائج الانتخابات وتغيير اتجاهها كان دوما مجموعة قليلة من النخب السياسية التي تؤثر على الكثير من الناس وتدفعهم لاختيار ما يرغبون فيه أولئك النخب وبذلك تغازل الجموع الوفيرة بالخطابات والدعايات للتأثير عليهم وجعلهم يقوموا باختيار ما ترغب فيه النخب لا ما يرغب فيه كل تلك الجموع الوفيرة وبذلك نجد أن القوة ليست دائما في العدد وإنما دائما في العدة .
وكمثال حي على ما تقدم نجد أن العالم العربي يحتل حوالي خمسة عشر مليون كيلو متر مربع من هذا العالم ، بينما مساحة إسرائيل اثنان وعشرون ألف كيلو متر مربع فقط !
وعدد سكان العالم العربي يقدر بنحو 314 مليون نسمة ، بينما يقدر عدد سكان إسرائيل بنحو 7 ملايين نسمة فقط ويشكل مليون ومائتا ألف منهم من العرب !
كل هذا الفارق الصارخ في العدد والمساحة جاء بمكسب ليس للعرب وإنما لإسرائيل ، وربما كان من ضمن الموروث الثقافي عند العرب أننا الأغلبية و في الأغلبية تكمن القوة والعزة ساعد كثير في التراخي والاعتماد على الحلم القديم والباهت في الوحدة العربية والذي لو تحقق اليوم فلن يقدم كثيرا إذ أنه سيكون إتحاد مكون من مجموعة من الضعفاء وبذلك لن يكون في الإتحاد قوة كما كان يقال لنا في الصغر ! ولكن قبل الحديث عن الإتحاد المزعوم يجب أن نكون أقوياء على مستوى الدول منفردة وذلك بالاهتمام بقضايا التعليم والبناء ومن ثم نستطيع أن ننظر في حلم الإتحاد العربي المُشرف والذي سيتكون من مجموعة قليلة من الأسود وهذا طبعا أفضل بكثير من مجموعة كبيرة من النعام ! .

أنمـــار خــــريص