" إيمي "
كنت في الثالثة عشر من عمري مررت بفترة عصيبة فوجدت نفسي مضطرة إلى بيع رفيقي المقرب و هو حصاني البني الصغير . عندها شعرت بأنني محطمة وبائسة و وحيدة ، حينها لم أستطيع النوم أو تناول الطعام وكنت أبكي طيلة الوقت.
أخيراً بعدما أدرك أبي قدر معاناتي إثر فقدي للحصان، اشترى لي حصاناً عجوزاً أحمر اللون من أحد المزادات المحلية في المدينة .
كان " إيمي " بلا شك أقبح حصان على ظهر الأرض، ولكنني لم أكترث وأحببته بلا حدود .
و التحقت بأحد نوادي الفروسية في المدينة، وكنت ألاقي الكثير من الانتقادات الحادة والتلميحات الوضيعة عن شكل " إيمي " كنت أكتم مشاعري إلا أنني كنت أشعر في أعماقي بأن قلبي يكاد ينفطر حيث كان باقي الأعضاء في النادي يمتطون جياداً جميلة و أصيلة .
و عندما شاركت أنا و " إيمي " في مسابقة التقييم الشكلي سرعان ما تم استبعادنا حتى أنهم كادوا يلقون بنا على قارعة الطريق .كانت كل محاولات الترويض و كل الفيتامينات و مشاعر الحب المتدفقة قد عجزت عن إضفاء مسحة من الجمال على " إيمي " ، و أخيراً خلصت إلى أن فرصتي الوحيدة هي الاشتراك في سباق السرعة و بناء على ذلك اخترت سباق الحواجز .
و كان هناك فتاة تدعى " بيكي" تمتطي فرساً أصيلاً بني اللون في المسابقات، وكانت تحصل دائماً على الشريط الأزرق .
منذ ذلك الحين وأنا أستيقظ يومياً في الصباح الباكر على مدى شهر كامل و أمتطي " إيمي " و أقطع به مسافة خمسة أميال إلى أن أصل إلى المضمار .كنا نتدرب لساعات تحت أشعة الشمس المحرقة بجد وتصميم.
و على الرغم من كل ذلك فإن هذه المعاناة لم تمنعني من المواصلة حتى النهاية، جلست عند السور أجفف العرق فوق جسم " إيمي " بينما كنت أرقب " بيكي " في يوم السباق و هي تتخطى كل الحواجز بحصانها و تتغلب بمنتهى اليسر على كل من سبقها من منافسين .
و عندما حان دوري أخيراً، لكزت " إيمي " كي يتقدم فتعثرت خطاه وكاد يسقط مما شفى غليل الكثير من المنافسين .أحكمت تثبيت القبعة فوق رأسي و ربتت على عنق " إيمي " الأحمر الكبير ملاطفة .
و مع انطلاق إشارة البدء، هرعنا نحو الحاجز الأول و تخطيناه، ثم تخطينا الحاجز الثاني بمهارة فائقة ثم مررنا من فوق الحاجز الثالث و استدرنا حول المنعطف الأخير و أسرعنا نحو خط النهاية .
لم يعج المكان بعبارات التشجيع و إنما سادت حالة من الوجوم و بينما كنت أسمع صدى دقات قلبي في أذني سمعت المعلق و هو يذيع النتيجة ، لقد تغلبنا على " بيكي " و تفوقنا على حصانها الأصيل ببضع ثوان !
و في هذا اليوم لم أحظ فقط بالشريط الأزرق و إنما حظيت بما هو أكثر من ذلك فقد أدركت و ما زلت في الثالثة عشر أن الأمر مهما بدا صعباً فهو قابل دائماً للتحقيق إن كان الإنسان يملك ما يكفي من الإرادة التي تدفعه إلى بذل الجهد المفروض و يمكنني أن أبقى دائماً سيدة الموقف .
و استخلصت مما حصل معي حكماً ذهبية علقتها على جدار غرفتي :
" إن لم تساعدك ظروفك فلتساعدك أهدافك "
" ليس المهم أين أنا الآن، المهم أين أريد أن أكون "
" إن كانت إمكانياتي محدودة فآفاقي بلا حدود "
منقول من موقع الاديب
المفضلات