وصفة الحياة السحرية؟!
هنالك أسطورة صينية تحكي أن سـيدة عاشت مع ابنها الوحيد في سعادة ورضا حتى توفي ابنها واختطفته يد الموت.
حزنت السيدة جدا لموت ولدها ولكنها لم تيأس بل ذهبت إلى حكيم القرية, طلبت منه أن يخبرها الوصفة الضرورية لاستعادة ابنها إلي الحياة مهما كانت أو صعبت تلك الوصفة.
أخذ الشيخ الحكيم نفسا عميقا وشرد بذهنه ثم قال:أنت تطلبين وصفة غريبة لكن باستطاعتي مساعدتك إذا استطعت أن تحضري لي حبة خردل واحدة شريطة أن تكون هذه الحبة من بيت لم يعرف الحزن مطلقاً، وبكل همة أخذت السيـدة تدور على بيوت القرية كلها و تبحث عن هدفـها حبة خردل من بيت لم يعرف الحزن مطلقا.
طرقت السيدة بابا ففتحت لها امرأة شابة فسألتها السيدة هل عرف هذا البيت حزنا من قبل؟ ابتسمت المرأة في مرارة وأجابت وهل عرف بيتي هذا إلا كل حزن؟ و أخذت تحكي لها أن زوجها توفى منذ سنة و ترك لها أربعة من البنات والبنين, ولا مصدر لإعالتهم سوى بيع أثاث الدار الذي لم يتبقى منه إلا القليل؛
تأثرت السيدة العجوز جدا و حاولت أن تخفف عنها أحزانها و بنهاية الزيارة أصبحتا صديقتين، واستشعرت بصدقها وكم فاتت عليها مدة طويلة منذ أن فتحت قلبها لأحد تشتكي إليه همها،
وقبل الغروب دخلت السيدة بيتا آخر ولها نفس المطلب ولكن الإحباط سرعان ما أصابها عندما علمت من سيدة الدار أن زوجها مريض جداً, وليس عندها طعام كاف لأطفالها منذ فترة, وسرعان ما خطر ببالها أن تساعد هذه السيدة فذهبت إلي السوق واشترت بكل ما معها من نقود طعام و بقول ودقيق وزيت ورجعت إلى سيدة الدار وساعدتها في طبخ وجبة سريعة للأولاد, واشتركت معها في إطعامهم, ثم ودعتها على أمل زيارتها في مساء اليوم التالي.
و في الصباح أخذت السيدة تطوف من بيت إلي بيت تبحث عن حبة الخردل, وطال بحثها
لكنها للأسف لم تجد ذلك البيت الذي لم يعرف الحزن مطلقا لكي تأخذ من أهله حبة الخردل..
و لأنها كانت طيبة القلب فقد كانت تحاول مساعدة كل بيت تدخله في مشاكله وهمومه وبمرور الأيام أصبحت السيدة صديقة لكل بيت في القرية، ونسيت تماما أنها كانت تبحث في الأصل عن حبة خردل من بيت لم يعرف الحزن، فقد ذابت في مشاكل ومشاعر الآخرين ولم تدرك قط أن حكيم القرية قد منحها أفضل وصفة للقضاء على الحزن حتى ولو لم تجد حبة الخردل التي كانت تبحث عنها,
فالوصفة السحرية قد أخذتها بالفعل يوم دخلت أول بيت من بيوت القرية وقامت بمساعدتهم والاستماع لهم.
المفضلات