نريد أن نكون في تعاملنا مع أبناءنا ذوي نظرة إيجابية وأن نمنحهم الحب، والرعاية، والإهتمام، وصدق المشاعر، بدلًا من الصراخ في وجوههم و إعلان الثورة لاتفه الأسباب، حتى لا يكتسبوا منا سلوكاً غير مرغوب فيه. فلقد ثبت علميا أن الطفل يتأثر بما يحيط به من الحنان أو القسوة تأثرا عميقا يصاحبه بقيه حياته وعمره ويشمل نواحيه الصحية والنفسية، وكما هو معلوم لدى علماء التربية أن الطفل يولد وليس له سلوك مكتسب، بل يعتمد على أسرته في اكتساب سلوكياته، وتنمية شخصيته ومنها يكتسب الكثير من الخبرات والمعلومات، والمهارات، والسلوكيات والقدرات التي تؤثر في نموه و هي التي تشكل شخصيته وسلوكه.
أولاً: تعريف العصبية
هي ضيق و توتر وقلق نفسي شديد يمر به الإنسان سواء الطفل أو البالغ تجاه مشكلة أو موقف ما، يظهر في صورة صراخ أو ربما مشاجرات مع الأقران أو أقرب الناس مثل الأخوة أو الوالدين و هو عدم اتزان واضح في الشخصية و خلل عام في الحالة المزاجية و ذلك يؤثر بشكل كبير علي تصرفاته و سلوكه علي نفسه و علي من حوله.
ثانياً: اسباب العصبية لدى الأطفال:
  1. أسباب عضوية (مرضية): مثل اضطرابات الغدّة الدرقية أو اضطرابات سوء الهضم مرض الصرع، وفي حالة وجود سبب عضوي لا بد من اصطحاب الطفل إلى الطبيب المختص لمعالجته منه.
  2. أسباب نفسية واجتماعية وتربوية، وتتمثل في:


  • اتصاف الوالدين أو أحدهما بها، مما يجعل الطفل يقلد هذا السلوك الذي يراه أمام عينيه صباح مساء.
  • غياب الحنان والدفء العاطفي داخل الأسرة التي ينتمي إليها الطفل، سواء بين الوالدين، أو إخوانه.
  • عدم إشباع حاجات ورغبات الطفل المنطقية والمعتدلة.
  • القسوة في التربية مع الأطفال، سواء بالضرب أو السب، أو عدم تقبل الطفل وتقديره، أو تعنيفه لأتفه الأسباب.
  • الإسراف في تدليل الطفل مما يربي لديه الأنانية وحب الذات، ويجعله يثور عند عدم تحقيق رغباته.
  • التفريق بين الأطفال في المعاملة داخل الأسرة، سواء الذكور أو الإناث، الكبار أو الصغار.
  • مشاهدة التلفاز بكثرة وخاصة الأفلام والمشاهد التي تحوي عنفاً و إثارة، بما في ذلك أفلام الرسوم المتحركة.

ثالثا: خطوات العلاج:
  • أن يتخلى الوالدان عن العصبية في معاملة الطفل.
  • إشباع الحاجات السيكولوجية والعاطفية للطفل بتوفير أجواء الاستقرار والمحبة والحنان والأمان والدفء.
  • لا بد أن يتخلى الآباء والمعلمون عن القسوة في معاملة الطفل أو ضربه أو توبيخه أو تحقيره.
  • البعد عن الإسراف في حب وتدليل الطفل . لأن ذلك ينشئ طفلا أنانيا لا يحب إلا نفسه.
  • عدم التفريق بين الأبناء في المعاملة أو تفضيل الذكور على الإناث.
  • تعزيز السلوك الإيجابي للطفل سواء بالمكافآت المادية أو بالتحفيز المعنوي عن طريق إطلاق عبارات المدح والثناء.
  • إتاحة الفرصة للطفل في ممارسة نشاطه الاجتماعي مع الأطفال الآخرين، و عدم الإفراط في الخوف على الطفل.
  • مراقبة ما يشاهده الطفل في التلفاز، و عدم السماح له برؤية المشاهد التي تحوي عنفاً أو إثارة.