الجواب اللطيف يزيل الغضب


كان جورج رونا محامياً في فيينا، لكنه خلال الحرب العالمية الثانية، لجأ إلى السويد، لم يكن لديه مال، وكان بحاجة ماسة للعمل، وبما أنه يجيد عدة لغات نطقاً وكتابة؛ كان يأمل في الحصول على مركز مراسل لدى إحدى شركات الاستيرادو التصدير، وعندما كاتب تلك الشركات، أجاب معظمها، بأنها ليست في حاجة إلى تلك الخدمات بسبب الحرب، وإنها ستبقي اسمه في ملفاتها ....، لكن رجلاً كتب إلى جورجرونا رسالة يقول فيها "إن ما تتصوره بشأن عملي ليس حقيقياً، فأنت مخطئ و أحمق ،فأنا لست بحاجة إلى أي مراسل ، حتى وإن كنت بحاجة إلى مراسل ، فلن استخدمك لأنك لاتجيد الكتابة باللغة السويدية ، و الأخطاء تملأ رسالتك "
عندما قرأ جورج روناهذه الرسالة ، ثار جنونه ، فما الذي يقصده ذلك السويدي من قوله أنه لا يجيد الكتابةباللغة السويدية؟ فالرسالة التي بعث بها ذلك السويدي مليئة بالأخطاء ! فما كان منه إلا أن كتب رسالة يعبر فيها عن غضبه، ثم توقف وقال في نفسه" توقف لحظة الآن، كيف لي أن أعرف ما إذا كان هذا الرجل صادقاً؟ لقد تعلمت اللغة السويدية، لكنها ليست لغتي الأم، وربما اقترفت أخطاء دون أن أدري، وإن كان هذا صحيحاً، فعلي أن أدرس أكثر، إن أردت الحصول على عمل، لقد أفادني هذا الرجل من دون أن يقصد، ومجرد سوء التعبير عن نفسه لا يلغي كوني مديناً له بهذا المعروف، لذا سأكتب لهرسالة أشكره فيها على ما فعله من أجلي"
و هكذا مزق جورج رونا الرسالة المهينةالتي كتبها أولاً، وكتب رسالة ثانية قال فيها "لطيف منك أن تتحمل مشقة الكتابة لي، وخاصة عندما لم تكن بحاجة إلى مراسل، وآسف لأني أخطأت التفكير بشركتك، وسبب كتابتي هو أني أجريت بعض التحقيقات عن اسمك، وعلمت أنك رائد في مجالك، ولم أكن أدري أني اقترفت أخطاء لغوية في رسالتي، و أنا آسف وخجل من نفسي، وسأكرس وقتي الآن من أجل دراسة اللغة السويدية حتى أصحح أخطائي، وأود أن أشكرك لمساعدتي في السير في طريق تقويم الذات"
و بعد أيام قليلة تلقى جورج رونا رسالة من ذلك الرجل يطلب فيها مقابلته، وذهب جورج رونا، وقابل الرجل، وحصل على عمل.

هذه القصة أرويها لكم، وأرجح أنه ممكن للمدرب استخدامها في دورات إدارة الغضب