عضو نشيط
- معدل تقييم المستوى
- 32
وقود الانتصار
وقود الانتصار!!
وأكدت لنا فلسطين أهمية الصبر عند الصدمة الأولى، وأن التماسك هو الوقود الأهم للانتصار في جميع المعارك، وأن الأهداف العظيمة تتم على مراحل وضرورة الثبات في مواجهة صعوباتها للوصول إلى النتائج المرجوة ودفع الأثمان الباهظة بنفس راضية ورفض الاستسلام أو الرثاء للذات لتتضاعف القدرات وينمو التحدي لأن البديل هو الضياع.
كما أوضحت لنا فلسطين الحق المشروع في البكاء بشموخ، فالسيدة العجوز التي هدم بيتها بكت بعزة وهتفت" كلنا كبار أو صغار فداك يا فلسطين فدى ترابك". فمن حقنا التألم ولكن دون استسلام وأن يكون الألم دافعا للمزيد من النهوض وليس للانبطاح.
وأهدتنا فلسطين درسا رائعا في الانسجام بين مختلف الفصائل، ورفض الفرقة، والاستهانة بمحاولات العدو لإضعافهم نفسيا من خلال الحصار بالدبابات وتدمير المنازل، أو عبر تهديدات قادتهم أو بإلقاء منشورات تطالبهم بالإبلاغ عن أماكن إطلاق الصواريخ.
ولنتوقف عند رفض المقاومة لوقف إطلاق النار بعد إعلان إسرائيل من طرف واحد ثم إعلان ذلك بشروطهم أي عدم التسرع بإنهاء الصراع فلابد من ضمان الانتصار وليس الفرار من المذابح والسماح بالهزيمة التي ستضاعف من فرص تكرار الهزائم.
كما استفاد العدو –للأسف- من الإخفاق الذريع في حربه على لبنان في 2006 حيث لم يحققوا الأهداف الكثيرة التي أعلنوها حينئذ، لذا طرحوا أهدافا أقل؛ تفاديا للحزن المنتظر إذا خسروا.
وتعلن فلسطين دوما (استحالة) اجتثاث العزة والكرامة والصمود رغم إمكانية إلحاق الخراب والدمار بالمباني وقتل الأنفس، ولنتأمل طويلا ودائما قول رجل فلسطيني استشهدت عائلته وتدمر بيته: "الله أكبر من أمريكا وإسرائيل".
وهو ما يجب أن نزرعه في قلوبنا وعقولنا فلا نسمح لمعارك الحياة أن تنال منا أبدا.
المفضلات