الأعداء الحقيقيون!!
يزرع استنهاض الهمم بداخلنا قوة (هادرة) وهائلة تنمي الشعور بالعزة واليقين بقدرتنا على تولي زمام الأمور-بعد الاستعانة بالرحمن بالطبع- وهي أسلحة النجاح في الحياة وليس في المعارك فقط، فمن (يحرم) نفسه منها تحاصره الخسائر الفادحة، فالخوف والسماح بالانهيار والتخاذل هم أعداؤنا الحقيقيون في المعارك الوطنية والحياتية.
وأثبتت فلسطين أن ما لا يحطمني يقويني، فتماسكت شعبا وفصائل ولم يكتف أهل غزة بالمساندة المعنوية للمقاتلين -كما نفعل عادة- بل سارعوا بالخروج بالآلاف لتشييع قادتهم الذين استشهدوا وصلوا بجوار المساجد المهدمة وقدموا رسائل عملية بالثبات ورفض الانكسار.
ومنح التلاحم الشعبي واقتسام الزاد والأغطية والمأوى للجميع الشعور بالتضامن والتوحد في مواجهة المذابح، وعاد ذلك بالخير على كل من المانحين والمحتاجين، وأشاع روحا من التواد والتراحم ربت بلطف على الجراح العميقة وضاعف القدرات على الصمود للجميع، فالمانح شعر بقدر من الرضا، والمحتاج أحس ببعض من الأمان، فضلا عن تلبية بعض احتياجاته الملحة. وأثبتت قيادات الفصائل المبعدين عن فلسطين التصاقهم بالوطن وتلاحمهم معه رغم النفي، مما ساهم في تدعيم صمود غزة.
المفضلات