إن الطريقة التي يتم بها الترتيب لإخضاع شخص ما لمراقبة الأقمار الصناعية ما زالت سرية وربما تكون مؤامرة بين أكثر من طرف. إلا أنه يبدو بأن هناك احتمالين رئيسيين هما: المراقبة بواسطة قمر صناعي حكومي، أو المراقبة بواسطة قمر صناعي تجاري. طبقاً لمقال تم نشره في مجلة "تايم" (Time) عام 1997م، "بدأ نشر أقمار صناعية تجارية ذات بصر حاد يمكنها رؤيتك حتى وأنت في حوض سباحة صغير." ذكرت مجلة الدفاع والديبلوماسية عام 1985م بأن "تكلفة المستشعرات في متناول (أي دولة) لها الرغبة في ذلك، والمستشعرات عالية الأداء عن بعد (أو منتـَجات الإستشعار عن بعد) متوفرة بسهولة. إن التقدم الذي تحقق في الجيل الرابع (وقريباً الجيل الخامس) من قدرات الكمبيوترات خاصة في مجال الدوائر المتكاملة ذات السرعة العالية جداً (VHSIC) والمعالجة المتوازية هو سر الإستغلال السريع للبيانات الملتقطة من الفضاء. تقوم أقمار الترحيل الصناعية ذات الحزمة الواسعة والطاقة المنخفضة في نفس الوقت بتوفير الدعم لاحتياجات الإتصالات وترحيل بيانات الإستشعار عن بعد وبالتالي تقوم بتغطية إستشعارية عن بعد للعالم أجمع." بالإضافة إلى ذلك، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" (New York Times) في عام 1997م بأن "الأقمار الصناعية التجسسية التجارية على وشك أن تسمح لأي شخص لديه بطاقة ائتمانية من الحصول على رؤية فوقية لمقرات الطغاة أو الفناء الخلفي لجيرانهم ذوي الأسوار العالية." وأضافت الصحيفة قائلة "حتى يومنا هذا، أصدرت وزارة التجارة تراخيص لتسع شركات أمريكية – البعض منها لديها شركاء أجانب – لإحدى عشر فئة من الأقمار الصناعية تتمتع بمدى معين من القدرات الإستطلاعية." لكن هذا المقال الأخير تناول الإستطلاع والمراقبة الفوتوغرافية، والتي تقوم فيها الأقمار الصناعية بالتقاط صور لمواقع مختلفة على الأرض ثم تقذف كبسولة تحتوي على فيلم يتم إستعادته ومعالجته (وهي طريقة تعتبر بدائية)، بينما الجيل الحديث من الأقمار الصناعية يستطيع تصوير وتعقب الأهداف على الأرض مباشرة. يبذل القطاع الصناعي في الوقت الحالي قصارى جهده لتصغير الأقمار الصناعية التجسسية بغرض توفير المال ولكي يتمكنوا من ملئ السماء بالأقمار الصناعية.

مع ذلك، لا يوجد مصدر معلومات حول الأقمار الصناعية يوضح ما إذا كان إساءة إستخدام الأقمار الصناعية هو بسبب الحكومات أو المؤسسات التجارية أو كلاهما. الملفت للنظر أكثر هو ما ذكره مؤلف كتاب "الرقابة بالأقمار الصناعية (Satellite Surveillance) الذي نشر عام 1991م حيث قال: "إذا ما تم نشر المعلومات حول الأقمار الصناعية التجسسية فسيتضح أنه تم استخدامها ضد مواطنين امريكيين. في الوقت الذي يدعم الجمهور استخدامها ضد أعداء الولايات المتحدة، إلا أن غالبية المصوتين قد يغيرون وجهة نظرهم حول الأقمار الصناعية الإستطلاعية (التجسسية) لو أنهم علموا بالمدى الكبير الذي وصل إليه تجسسها. من الأفضل ... أن تظل هذه القضية الحساسة جداً طي الكتمان." القليل من الناس يعرفون أنه تم إنتهاك حقوق بعض الأمريكيين بشكل صارخ، وعدد أقل منهم ما زال لديهم رغبة في مقاومة ذلك، ولكن ما لم نقاوم ذلك، فإن مجتمع الرقابة الذي تنبأ به جورج أورويل في روايته بعنوان "1984م" يقترب منا أكثر فأكثر. "بعد تطوير التلفزيون والجهاز التقني المستخدم للإستقبال والإرسال في نفس الوقت، فإن الحياة الخاصة وصلت إلى نهايتها."