تحياتي للجميع وللأخت جوليا
قد ذكرت الأخت العزيزة جوليا:
إعلم أن بيع جزء من ضميرك مقابل الملايين اليوم، يكلّفك في المستقبل أضعافا مضاعفة.
ولك حرية الاختيار...........


أحببت أن أضيف بأن بيع جزء من ضميرك مقابل الملايين يكلفك أحيانا في نفس اللحظة أضافاً مضاعفة..
وبما أنني أحب الاستشهاد بقصص من الواقع ،أحببت أن أقص عليكم هذه القصة التي شاهتها في إحدى حلقات مسلسل مرايا الذي يعرض قصصاً واقعية هادفة ..

طبيب عظيم....اسمه معروف في بلده...عندما يقولون الدكتور فلان تتعالى المدائح عن نزاهته وأخلاقه وحفظه لسمعة مهنته السامية..
في أحد الأيام ..وفي منتصف الليل ..طُرق باب منزل هذا الطبيب..
نهض من فراشه مسرعاً ليفتح الباب، وإذا برجل ملهوف يترجى ويتوسل إلى هذا الطبيب أن يسعف صديقه ..وطبعاً أسرع ذلك الطبيب كعادته ليحضر حقيبته ويذهب مع الرجل ..في الطريق بدأ يسأل الشخص الذي طلبه عن وضع المُسعف ..وماالذي ألمّ به..
هذا الآخر بدأ يجيبه بكلمات مطمئنة " أغمي عليه فجأة " .." ربما أصابه دوار بسيط "
سأله الطبيب :" لما لم تأخذه إلى المشفى؟؟"
أجاب الرجل:" لأنني خفت عليه من الحركة وفضلت إحضارك لعنده دون أن أرفعه من الفراش وأضعه في سيارة "
وماهي إلا دقائق ووصلوا البيت..
دخل الطبيب إلى الغرفة .....وتفاجأ..!!!!
وجد رجلاً ممدداً على الفراش والدم يملأ صدره و ثيابه..وجهه غير مريح ..في خده الأيمن ضربة سكين قديمة ..
سألهم :" ماالموضوع ؟؟"
فأجابوه:" بصراحة لقد كنا نسرق أحد المحلات وفجأة تعرضنا إلى شجار مع صاحب المحل وفي الشجار قام ذلك الرجل بإطلاق الرصاص علينا ..وحث ماتراه ..ونحن نريد منك إخراج هذه الرصاصة..وبسرعة ".
رفض الطبيب إسعافه وأخبرهم أنه يجب إحضار الشرطة في الحال وإلا سيذهب هو ويخبر الشرطة بعملية السرقة وبالإصابة التي تعرض لها السارق..
حاول الاثنين إقناع الطبيب بعدم تبليغ الشرطة وهدّداه ولكن عبثاً..لم يقتنع
وفجاة أخرج الرجل رزم كبيرة من النقود ووضعها بين يدي الطبيب...
لما رأى الطبيب هذا المبلغ الكبير من المال صمت...وبدأ يحاور نفسه..
" معقول أن آخذ هذا المال وأبيع ضميري وأتستر على مجرمين؟؟"
" طيب ..ولم لاآخذ هذا المال الكثير فهذه رزقة بعثها الله لي "
" لن يعرف أحداً بما جرى بيني وبين هذين الرجلين"
" سيساعدني هذا المبلغ في شراء كذا وكذا وكذا..."
وبين النزاهة وموت الضمير تغلب المال على كل المبادئ السامية التي كان يتحلى بها طبيبنا
وانحنت رقبة الحرام ليوافق...!!!
أخرج الرصاصة وأخذ النقود وعاد إلى وكره كالحيوان الذي ترك عقله هناك في ذلك المنزل..
وماإن وصل منزله حتى رأى زوجته مستيقظة تنتظره ..سألها" ماالخبر؟؟ لم أنت مستيقظة في هذه الساعة ..؟؟هل تنتظرين عودتي؟"
فأخبرته والبكاء يسبق صوتها " أسرع إلى المشفى أبوك في حالة خطرة"
هرع الطبيب إلى المشفى ودخل غرفة الوالد الذي كان يئن من الوجع..ويحوم حوله ملك الموت...
رآه ..وكأنه يرى كيف وأين صرف ذلك المبلغ المشؤوم...ولكن.!!!
ياليته كان هذا فقط..ارتمى على صدر أبيه وبدأ يبكي ويسأله " أبي ماذا حل بك ؟؟من الذي ضربك على رأسك..هكذا؟؟"
أجاب الوالد بصعوبة بالغة " في آخر الليل كنت أغلق محلي ككل يوم وفجأة هاجمني سارقان وأخذا مني نقودي وبدآ يضرباني على رأسي وكان منهما واحداً في خده الأيمن ضربة سكين ..واستطعت بصعوبة أن اسحب مسدسي من جيبي وأطلق النار في صدر أحد.....أحد...( لم يستطع الأب تتمة حديثه لأنه كان يتنهد الصعداء ويرفع إصبع يده ليتشهد ) .....وبصعوبة بالغة أكمل كلمة (أحدهما) ..وفارق الحياة........
ارتمى الطبيب على رجلي أبيه وبدأ يقبلهما ويصرخ باكياً ..نادماً..مرتجف الأضلاع
" أبي سامحني ...أرجوك سامحني فلقد أنقذت غريمك من الموت"

وهكذا باع ذلك الطبيب ضميره بل باع شيئاً ما ، يمتلكه، لأأستطيع تسميته بالضمير لأنه برأيي لم يكن يمتلك الضمير أبداً...باع نفسه القذرة ..نفسه اليت أمرته بالسوء فانصاع لها راضياً...باع رسالته في الطب...مقابل شيء فان ..كلفه في نفس اللحظة أضعافا مضاعفة.
هل فكر طبيبنا في لحظة بقول الله تعالى
" من يعمل ثقال ذرة خيراً يره، ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره" صدق الله العظيم
مؤكد أنه لم يفكر فلقد أعمت النقود عيناه عن الحق..ولم يهنأ بما باع ضميره من أجله..ودفع المقابل في نفس اللحظة أضعافاً مضاعفة.........

اللهم طهر قلوبنا وضمائرنا واحمنا من أنفسنا..وابعدنا عن معصيك..وأعنا على طاعتك..اللهم آمين