http://www1.moheet.com/image/73/225-300/734688.jpg
لذلك كن مسرفاً في إظهار مزايا الآخرين حتى لو لم تجد، فالتشجيع والتحفيز يملكان القدرة على إيجادها وإظهارها ، ويسترسل كارينجي في سرد الأمثلة قائلاً : " كان صديقي "لويل توماس" فنانا متميزاً في العلاقات الإنسانية لأنه يعمل دائما على بناء شخصيتك ويمنحك الثقة والشجاعة، واذكر أنى قضيت معه ذات مرة عطلت نهاية الأسبوع ، وذات مرة طلب منى أن ألعب معه "البريدج" ، ولم أكن اعلم شيئاً عن هذه اللعبة ، ولا حتى قواعدها وأصولها ، ولكنه رفض حجتي قائلاً : "لماذا يا عزيزي ، لا يوجد في الأمر أيه أسرار ، فهي لعبة لا تحتاج إلا الذاكرة والتفكير .. وأنت على ما اذكر كتبت مرة عن الذاكرة وعلاقتها بالبريدج ، ولهذا ستكون سهلة لك لأنها تناسب مواهبك "
واعترف أنى وجدت نفسي بعد دقائق من هذا التشجيع جالساً أمام طاولة "البريدج" لأول مرة نتيجة انه اخبرني بأني املك موهبة طبيعية ومن السهل على ممارسة هذه اللعبة.
هذه الواقعة تقودنا الى حكاية اللاعب "ديلي كالبرستون" نجم لعبة "البريدج" والذي ألف كتباً عديدة عن هذه اللعبة ترجمت للغات عديدة بيع منها حوالي مليون نسخة ، واخبرني هذا اللاعب حين أتى إلى الولايات المتحدة عام 1922 كان يرغب في العمل بالفلسفة وعلم الاجتماع إلا انه فشل ثم حاول العمل في بيع الفحم ففشل ايضاً ، ثم راح يعمل في بيع الألبان ، وكان الفشل من نصيبه مرة أخرى ، حتى التقي بسيدة تدعي "جوزفين ديلون" وارتبط بها ،فاحبها وتزوجها وعرضت عليه مشاركتها في لعبة "البريدج"، لكنه رفض لجهله بقواعد اللعبة ، ولكنها ألحت عليه ثم أخبرته أنه شديد الذكاء والنبوغ ، وبالمدح رضخ كالبرستون وراح يشاركها اللعب ، مرة بعد مرة حتى وجد نفسه بارعا لا يفوقه أحد فيها ، وسرعان ما خاض بطولات على مستوى الولايات المتحدة كان هو الفائز الأول ، ثم خاض مسابقات دولية تصدر قائمتها حتى أصبح بالفعل أشهر لامع في لعبة "البريدج" على مستوى العالم ، وباع أكثر من مليون نسخة.
ويؤكد كارنيجي أن بضع كلمات مجانية لها مفعول الساحر تؤدي إلى إظهار مواهب الشخص الكامنة ، والتي كانت في حاجة شديدة لمن يكشف عنها الغطاء ، وحتى تتحول إلى حقيقة لذلك إذا أردت أن تغير الناس ، وتظهر مواهبهم الكامنة عليك أن تستخدم التشجيع والتحفيز ، على أن تجعل أخطاء الشخص لا قيمة لها .. ثم اجعل الشئ الذي ترغب أن يقوم الشخص الآخر به سهلا ويسيرا يعتمد على الذكاء والعبقرية.
تعليقات خفيفة :
نفس الطريقة لابد أن تتبعها الزوجة الذكية عند التعامل مع الزوج للتواصل الجيد بدلاً من إلقاء اللوم ، وخاصة عند شعور المرأة بالانزعاج وأنها تريد أن تتحدث عن مشكلة ما والتعبير عن مشاعرها بشكل يمكنها من إحراز الهدف من الحوار .
http://www1.moheet.com/image/73/225-300/735574.jpg
يشير البروفسير الأمريكي جون جراي في كتابه "الرجال من المريخ والنساء من الزهرة - كتاب الأيام" إلى أنه من المفترض بشكل خاطئ أن تخبر الزوجة زوجها عن مشاعرها لأنها تعتقد بأنه مسئول عن مشاعرها السلبية وأنه موضع لوم ، وبما إنها منزعجة وتتحدث إليه ، فإنه يفترض أنها منزعجة بسببه ، وعندما تشتكي المرأة لا يسمع الرجل سوى اللوم ، لكن تستطيع المرأة أن تتعلم كيفية التعبير عن مشاعرها دون أن يبدو ذلك شبيها باللوم ، ولكن تطمئن الرجل أنه ليس موضع لوم عندما تقوم بالتعبير عن مشاعرها ، فيمكنها أن تتوقف عن الحديث بعد دقائق قليلة من المشاركة وتخبره بأنها تقدر كثيرا إنصاته إليها.. ويمكنها ان تستخدم بعض العبارات والتعليقات الآتية :
- أنا سعيدة بالفعل لأنني استطيع الحديث عن ذلك.
- إن التحدث عن الأمر يجعلني أشعر بأني أفضل.
- أنا أشعر بالتحرر لأنني أتحدث عن هذا الأمر.
- أشعر بسعادة حقيقية أنني أستطيع أن أشتكي من هذا الأمر ، إن ذلك يجعلني أشعر باني أفضل.
- والآن بعد أن تحدثنا عن الأمر ، أشعر بأني أفضل حالاً .. شكرا لك.. فهذا التغير البسيط يصنع اختلافا كبيرا.