مرحبا بالزهور و الورود والياسمين
انه فصل تجدد الحياة و الامل فكما ان الاشجار تجدد غصيناتها و وريقاتهاو تبدأبالحياة فكذلك الانسان يبدأبتجديد خلايا جسمه وتتجدد مشاعره و نفسيته .....فما اجمل ان تلمس زهرة نضرة او وريقة خضراء فتشعر بالطاقةالقوية تنبث من بين اصابعنا لتقوينا و تدفعنا للتمسك بالحياة....اكثر واكثر
بكلمات الشاعر الكبير البحتري وبأروع النظم في وصف الربيع:
أتاك الربيع الطلق يختال ضاحكاً
من الحسن حتى كاد أن يتكلما
وبشدو الموسيقار فريد الأطرش وبصوته العذب ولحنه الجميل «ادي الربيع عاد من تاني والبدر هلت أنواره»، نحتفل بقدوم فصل الربيع ونبدأ سلسلة دراسات طبية عن تأثير طقسه على صحة الإنسان النفسية والعاطفية والجنسية والجسدية.
فلا عجب أن يهتم الأطباء بفصل الربيع مثل الشعراء والأدباء والمطربين والفنانين، فالطب يكشف عن أثر الربيع في النفس البشرية وانعكاس تأثير هذا الطقس على وظائف الجسم الفسيولوجية.
ويفسر الأطباء سر هذا الاهتمام بالربيع وبتأثيراته على الجسد والنفس بالقول ان فصل الربيع يتميز طقسه بزيادة ساعات النهار واشراقة الشمس مبكرا وغروبها متأخرة وانقشاع الغيوم من السماء وقصر ساعات ظلمة الليل ليتخلص الإنسان من الكآبة الشتوية والحزن الموسمي والاحباطات النفسية والشعور بالخمول والكسل التي تحدث في فصل الشتاء بفعل طول ساعات ليله وعتمة وغيوم السماء التي تطيل أمد هرمون الميلاتونين الذي تفرزه الغدة الصنوبرية التي تقع في وسط المخ الذي يؤدي إلى انعدام فاعلية السيروتونين الداعم للمزاج والرافع للمعنويات والذي يحد من الشهية للطعام.
هذه التبدلات الحيوية والتغيرات الفسيولوجية والسيكولوجية تحدث بفعل تغير مستويات مستوى هرمونات رئيسية معينة في فصل الربيع.
بهذا التفسير الطبي الحديث جدا لتأثير الربيع على النفس البشرية وعلى جسد الإنسان ومشاعره وحيويته وخصوبته جعل الشعراء والأدباء هم السابقون في الوصول لهذه الحقيقة الإنسانية والنفسية والعلمية والأدبية لاكتساب الوزن في فصل الشتاء لا يعود كله إلى عامل البرد والحاجة إلى اكتساب الدفء بتناول الأطعمة الدسمة والعصائر والمشروبات الدافئة الغنية بالسعرات الحرارية.
بل يعود إلى تضاؤل ضوء ونور الشمس في نهار الشتاء القصير واحتجاب الشمس بسبب العتمة والغيوم في السماء وزيادة ساعات الليل البهيم.
العلماء تأكدوا أن مثل هكذا طقس يمكن أن يولد في نفوس الكثيرين شعورا بالكآبة الموســـمية والاحباط يرافقهم خلال الأشهر من أكتوبر حتى نهاية فبراير.
وذلك بسبب زيادة أمد الميلاتونين بسبب طول ساعات الليل وقصر ساعات النهار لأن هذا الهرمون يفرز أثناء الليل ما ان يبدأ الليل في القصر وتشرق نور الشمس مبكرا حتى تتبدل حال أولئك الذين يعانون من الكآبة الموسمية والشعور بالاحباط والحزن والضجر ويفتقدون الطاقة والحيوية.
وكذلك يضطرب تركيزهم ويأكلون أكثر من أي وقت وتتغير رغبتهم الجنسية فتفتر وتبرد مشاعر الحب لديهم.
تتبدل حال هؤلاء في فصل الربيع إلى واقع ومشاعر وأحاسيس أخرى مغايرة تماماً لما كانوا يعانون منه في فصل الشتاء.
الربيع واستقرار الهرمونات
يرى الكثير من الخبراء والعلماء والباحثين ان استعداد الجسم والظلام يجعلان السيروتونين الداعم للمزاج والرافع للمعنويات والذي يحد من اشتهاء الطعام عديم الفاعلية.
الربيع واعتدال المزاج
عندما تزداد ساعات النهار المشرقة بنور الشمس وصفاء السماء فإن الميلاتونين الذي يصنعه الجسم ويفرز من الغدة الصنوبرية التي تقع في وسط المخ وأماكن أخرى من الجسم يتناقص افرازه ويقصر أمده عكس ما كان يحدث في فصل الشتاء وأشهر العتمة وغيوم السماء وطول ظلمة الليل.
ومع بداية فصل الربيع ينقص افراز هرمون الميلاتونين وبذلك يستعيد السيروتونين فاعليته وتبدأ المعنويات في الارتفاع ويتخلص الإنسان من الحزن الشتوي والكآبة الموسمية.
اعتدال الشهية في الربيع
مع ان الميلاتونين لا ينتج عنه في شكل مباشر زيادة في اشتهاء الطعام إلا انه قد يؤثر على مادة كيماوية أخرى في المخ يطلق عليها «السيروتونين» وهذه المادة بطبيعتها داعمة للمزاج وتحد من قوة اشتهاء الطعام.
وكما أوضحنا فإن ازدياد ساعات النهار وضوء شمس الربيع الساطع ينقص أمد الميلاتونين ويزيد من فاعلية السيروتونين فيحد من الشهية للطعام مع بداية فصل الربيع.
وزيادة افراز الميلاتونين وطول أمده وانعدام فاعلية السيروتونين ربما كان العامل المؤثر المؤدي إلى زيادة الشهية في فصل الشتاء.
ذلك لأن جسم الإنسان يقوم بانتاج السيروتونين عندما يتناول الأطعمة الغنية بالنشويات والسكريات كالأرز والبطاطا والمعكرونة.
وبسبب طقس الشتاء قصير النهار طويل الليل تزداد حاجة الإنسان إلى السيروتونين ليتغلب على الحزن والكآبة والاحباط الموسمي.
ويعتقد ان المخ «الدماغ» يتجاوب مع ذلك عن طريق إطلاق اشارات تنبئ بالحاجة إلى المزيد من السكريات والنشويات.
ويترجم ذلك عمليا باقبال الناس على تناول النشويات ولاسيما الكعك والفطائر والأرز والمعكرونة وليس عجيبا بعد هذا أن يؤدي استمرار الإنسان في تناول هذه الأطعمة إلى زيادة وزنه.
وعندما يقدم الربيع بنوره وضيائه واشراق الشمس مبكراً يقصر أمد هرمون الميلاتونين ويستعيد هرمون السيروتونين فاعليته ويستقر مستواه وتقل الشهية للطعام ويتحسن المزاج وترتفع المعنويات
المصدر:www.alraimedia.com/Alrai/Article.aspx?id=119508 - 82k