والان نتابع في المعتقدات ...
7- تقوم المعتقدات على اشباع ما نتوقع ما يمكن ان نحتاجه :
ان من اهم ما يمكن ان يزيد من قدراتنا بعد اذن الله هو اعتقادنا عن هذه القدرات, وهنا تذكر الكاتبة ان توقعاتنا عن ما نحتاج اليه تشبعها معتقداتنا, فاعتقادي اني استطيع التسلق سيجعلني اتوقع انه يكفيني تدريب لمدة بسيطة, واعتقادي أنني لن استطيع التسلق سيجعلني اتوقع ان اتدرب لمدة طويلة جداً.
8- المعتقد يوجه السلوك حسب التغذية الرجعية للانسجام مع الخريطة الذهنية :
انني كشخص لدي اعتقاد مثلاً عن التسلق انني قادر عليه واتوقع ان يكون تدريبي ذا وقت قصير فسألاحظ في تدريبي امور ومواقف تؤيد هذا المعتقد كأن اشعر بتنفسي مرتاح أو صديق يقول لي: " ما شاء الله لياقتك بدأت تتحسن" أو اصبحت استطيع ان اصعد مرتفع بسيط بسرعة ولياقة مرتفعة, فهكذا تجد ان تغذيتي الرجعية للمواقف يؤيد اعتقادي عن قدرتي او حالتي الراهنة, والخطير في الامر ان الحالة الفسيولوجية تتأثر غالباً بهذا المعتقد فتجد هذا الشخص صاحب المعتقد السلبي عن قدرته على التسلق سيشعر بألم في فخذه او أي عضو في جسده لينسجم مع معتقده عن عدم قدرته, وهنا الفت انتباهك لأمر مهم وهو اني ساوجه هذه التغذية الرجعية لتنسجم مع خريطتي الذهنية, فالشخص الذي لا يستطيع ان يتسلق ويعتقد ذلك تجده عندما يمشي في الطريق ثم يتعثر سيقول لنفسه او لصديقه : " الم اقل انني غير قادر على التسلق فهائنا اتعثر في الارض " مع أن الشئ الذي اعثره سيتعثر منه أي شخص آخر ولكن وجد ان هذا سيخدم عملية الانسجام مع معتقده.
9- المعتقد يضيق مساحة الاختيار او يزيده اتساعاً لان المعتقد يترادف مع المرشحات التي تسمح بملاحظة الاجزاء من العالم التي تتفق مع هذا المعتقد, فبمعرفة للمشكلة سوف يحكم الطريقة في التعامل معها فالناس تصنع الحقيقة من تعريفهم لها :
ان اعتقادي عن شئ ما يجعلني افترض نتيجة او مجموعة نتائج محددة فتترسخ معتقدات اضافية قبل ان اجرب هذه النتائج او اختبر الحالة الراهنة لاعرف هل ستحدث هذه النتائج او لا, وبهذا ستضيق مساحة خياراتي وبهذا لن ارى الا ما يؤيد هذا المعتقد, فمثلاً : رجل يعتقد انه فاشل في الالقاء فستجده يفترض انه سينسى ما حفظه واتقنه قبل اللقاء والجمهور لن ترتاح لما سيقول وتتفاعل بل سيعتقد اعتقاد اضافي ان صوته لن يساعده وسيصاب ببحة شديدة, ولاحظ انه لم يجرب نفسه ليعرف هل هذا سيحصل او لا ولكنه ضيق مساحة خياراته فهو حتىلم يجرب صوته وكذلك لم يقل ممكن الناس تتأثر وممكن لا تتأثر زممكن انسى بعض ما حفظته وممكن ان اتذكر وممكن ان اضيف معلومات اضافية وهكذا ستجد ان لديه خيارات ولكن بمعتقده المعيق لن يرى أي خيار آخر غير ما افترضه.
10- المعتقد يعتبر تعميم خاص بشئ محدد, وينشأ عن استقراء واستنتاج,والمعتقد لا يدعم بواسطة المعلومات التجريبية:
تزعم الكاتبة ان المعتقد لا ينشأ ويولد الا عن طريق الاستنتاجات والاستقراءت للمعلومات والمشاهد والمواقف وهي هنا تعتقد ان ليس هناك معتقدات غير مبنية على استنتاجات ونحن نخالفها كمسلمين فنحن لدينا معتقدات خاصة بديننا وبما ندين به وهو قائم على مصادر محددة كالنص الصريح والخبر المنقول باسانيد صحيحة ولا يمكن ان يكون رأي في ماانزله الله ونقول لا يمكن ان نعتقد حتى يكون لنا دور في الاستنتاجات الخاصة بما انزله سبحانه, وتضيف الكاتبة ان المعتقد لا يتم دعمها بالمعلومات وهنا احب ان انقل ما ذكره المدرب الفاضل محمد عاشور بقوله :" وأما قولها : إن المعتقدات لا تدعم بواسطة المعلومات التجريبية فهذه نقطة خلاف مع هول ، لأن المعتقدات تدعم بالمعلومات ، وهناك تأثير متبادل بين المعتقدات والمعلومات ، ومن ثم فإن المعتقد يزيد وينقص ، فكلما زادت المعلومات كلما رسخ المعتقد وازداد .
إن هول تتكلم هنا برؤية من يرى أن الاعتقاد أصل إما أن يوجد وإما ألا يوجد وهذه نظرة شبيهة بنظرة المرجئة إلى الإيمان ، فهم يرون أنه لا يضر مع الإيمان معصية ." انتهى كلامه ,, وهذه نظرة صحيحة للمدرب محمد عاشور تنبع من عقلية مسلمة واعية , واحب ان المح الى امر وهو ان المعتقد يزيد وينقص بالمعلومات التجريبية التي توافق المعتقد نفسه والمعلومات التي لا توافق هذا المعتقد ساحذفها او اشوهها وهذا ما اتوقع ان الكاتبة تقصده، لكن وبشكل معقول فالمعلومات له دور كبير في ترسيخ المعتقد او اضعافه بحسب نوع المعلومة وطريقة تلقيها وكذلك من القى المعلومة وعرضها والزمن واشياء كثيرة لها الدور الكبير في قوة المعلومة من عدمها.
والان اسمحوا لي ان اكمل بقية نقاط المعتقدات :
16- يذكر كورزبسكي ان المعتقدات تعتبر تعميمات صنفية قد تصح على اجزاء وتخطئ في اجزاء اخرى , ويذكر انها لا يمكن ان يتحقق منهاعبر الحس المعرفي وكذلك يذكر انها صناعية : ان المعتقدات كما نعلم هي تعميمات ولكنه يذكر انها صنفية, فماذا يعني ذلك ؟ ان المعتقدات مرتبطة بأصناف محددة فهناك معتقدات عن شئ معين ولكنها لا توجد في مكان آخر , فمثلاً عندما ارى احد ابنائي دخل البيت فهذا يجعلني اعتقد بان ابني الان في البيت وهذا يجعلني ان جميع ابنائي في البيت وذلك نتيجة خبرتي ولكن هذا لا يجعلني اعمم واقول كل ابناء الحي في بيوتهم فمعتقدي عن ابنائي يعتبر معتقد صنفي أي على صنف واحد صنفي , وهنا امر مهم وهو ان تعميمي لمعتقداتي دليل على محدودية ادراكي ومعرفتي , ويصعب غالباً ان يصح التعميم على اجزاء التعميم ككل فليس من العقل ان اذهب لكل بيت من بيوت الحي لمعرفة هل معتقدي صحيح او لا, وهذا يثبت ان المعتقدات التعميمية لا تثبت بالدليل الملموس بل هناك جانب كبير من الخطأ في تلك المعتقدات.ولكننا كمسلمين ومؤمنين نخالف تلك الفكرة في المعتقدات الدينية التي لها دليل من القرآن او السنة فلا يمكن ان نبحث عن دليل ملموس فهي حقيقية ونصدق بها.ويذكر كورزبيسكي ان المعتقدات صناعية أي نحن من اوجدها ومن وجهة نظري الخاصة ان في كلامه جانب من الصحة وجانب ىخر من الخطأ فهناك معتقدات فطرية وهذه لم يصنعها الانسان كالفطرة ومعتقد الانسان بوجود الاه وهذا يعتبر معتقد فطري فكما قال صلى الله عليه وسلم : " كل مولود بولد على الفطرة ..... " والله اعلم.
17- المعتقدات عن المعتقدات :
وهنا يذكر ثلاث اتجاهات:
الاتجاه الاول : تستطيع اختيار المعتقد الذي تريد:
ان المعتقد القوي هو المعتقد الذي نختاره ونحن نستطيع اختيار معتقداتنا لاننا سنصبح مسؤولين عنها , اما المعتقدات التي نجبر باعتقادها فهي سريعة الزوال.
الاتجاه الثاني : تستطيع ان تغير معتقدك:
ان امكانية اختيار المعتقد يدعونا لامكانية تغييره, وهنا يتجه علماء النفس والاجتماع واصحاب الفكر الى ثلاثة اعتقادات في تغيير المعتقدات:
- الاعتقاد الاول: امكانية تغيير المعتقد.
- الاعتقاد الثاني : استحالة تغيير المعتقد.
- الاعتقاد الثالث : تغيير المعتقد بحسب ثبات المعتقد
.
ويعتبر الاعتقاد الثالث هو الاتجاه الصحيح , فبحسب ثبات المعتقد نستطيع ان نعرف مدى امكانية الشخص في تغييره.
الاتجاه الثالث: يمكن للانسان ان يحمل معتقدين متضادين ولكنه قيدها بالتضاد الجزئي:
ويعني ان هناك معتقدان يستطيع الشخص ان يعتقدهما وهي متضادة ولكن بشرط ان يكون تضاد غير كامل, فمثلا لو اعتقدت انني في الدورة فلا يمكن ان اعتقد انني خارج الدورة لانهنا معتقدان متضادان تضاد كامل , ولكن يمكن ان اعتقد برغبتي في حضور الدورة واعتقد واعتقادي في رغبتي في عدم مشاركتي في الدورة , فالمعتقدان قريبان ومتضادان ولكنهما ليسا متضادان تضاد كلي بل جزئي.
كيف اعرف معتقد الشخص المقابل ؟؟
لدينا ثلاث طرق :
أولا : اللغة :
من خلال متابعة الكلمات ، من خلال التعبيرات والجمل والأفكار المطروحة ولب الفكرة وعقدة القصة .
ثانيا : الفسيولوجيا :
الاعتقادات لها فسيولوجيا معينة ، مثلا اعتقادات الصواب و الخطأ ، اعتقادات التقبل والرفض ، اعتقادات الاقتناع والشك كلها لها فسيولوجيات . هيئتك الداخلية والخارجية تنسجم مع نوع الاعتقاد .
سيكون هناك إشارات سلوكية وإيماءات تعطي جزءا من تركيب الفكرة.
ثالثا : السلوك
إذا نظرت إلى ما يفعل الإنسان من حيث الحقيقة فإنك ستعرف اعتقاداته . لأن لدينا نوعين من الاعتقادات و المعايير : اعتقادات ومعايير معلنة في الوعي ، واعتقادات ومعايير غير معلنة ولكنها هي الفعالة .
إذا أردت أن تعرف معتقدات ومعايير شخص ما فراقب سلوكه .