-
نعم أنا إرهابيّ....!!
بسام أبو هادي
أخبـرونـي يا شُــرطةَ الآدابِ واشرحوا ليْ عن قصّةِ الإرهابِ
صرَعَتْنا الأصواتُ في الغربِ حتّى فلَقــونا بقولِهـمْ: إرهـابـي
كلّمـا صـاحَ صـائحٌ : أنقِذونـي رَدَّ في الغربِ ناعقٌ : إرهابـي
أو شَـكا الظُّلمَ في الأقاصيْ أبـيٌّ قيـلَ : هاتُــوه، إنّه إرهـابي
أو تَنادَى شـعبٌ لنُصـرةِ شـعبٍ صنّفـوهُ في مِحْـورِ الإرهـابِ
أو تَداعَـى إلى جريــحٍ طبيـبٌ ألبَســوهُ جريــمةَ الإرهـابِ
أو تَزَكّـى غنيُّنـــا لفقيـــرٍ وضعــوه في سَـلّةِ الإرهـابِ
وإذا أَذَّنَ المُــؤذِّنُ فجــــرا أخرَسـوهُ بحُجّـــةِ الإرهـابِ
وإذا فوجِئـوا بصرخـةِ طِفــلٍ حَسِــبوها إشــارةَ الإرهـابِ
وإذا راودَ الحليـــــلةَ زَوجٌ شَــنقــوهُ لأنــه إرهــابي
وإذا خَطّطـا عَشِيّـــاً لطِفـلٍ قيل : طِفلٌ؟! إذنْ غـداً إرهـابي
-
يا جماعة..
يا جماعة..
أخبِروني كي لا أَشُــقَّ ثيابـي كيف يُمحَى الإرهابُ بالإرهـابِ ؟
كيفَ يُمحى الإرهاب؟!.. عفواً..
عفوَكم سـادتي.. وزَلَّ لسـاني: كيف تُمحَى "الآدابُ" بالإرهـابِ ؟
كيف يُعْزَى الإيثارُ والحُبُّ والإخـــلاصُ، ثمّ الفـــداءُ، للإرهـابِ؟
كيف يُسقَى الأطفالُ ذُعْراً وناراً وتُــدارُ الكـؤوسُ للإرهـابِ ؟!
أإذا ثــارَ للكــرامةِ حــرٌّ وصَمـــوه بأنّـه إرهــابي ؟!
هكذا؟.. هكذا إذنْ؟!.. فاصلُبوهُ ثمّ قولـوا إذا اشتكـَى : إرهـابي
إرهابي ؟!!..
أنا إرهابي؟!!...
أإذا ما فَدَيْـتُ أمّـي وأبنــا ئـي وأرضـي فإنّني إرهـابي ؟!
فليكُنْ..
فلْيَكُنْ إذنْ..
عندمـا يُصبحُ الفِــداءُ أوِ الذُّ لُّ خِيــاراً.. فإنّنــي إرهـابي
عندما تُقْلَـبُ المَوازينُ في الأر ضِ فيُرمَى النضـالُ بالإرهـابِ
حينَ يُدْعَى اللصوصُ فينا قُضاةً ويُـدانُ الشّــريفُ بالإرهـابِ
مَنْ يُضحّــي بغيرِهِ : وطنيّـاً ويُضحّـــي لغيـرِه: إرهـابي
قَتَلـوا الأنبيـاءَ قِدْماً وقالـوا: إنّـهم شَـرَّعوا خُطـا الإرهـابِ
أنبياءُ الإرهابِ قلتُمْ؟؟..
فاطمئِنّوا إذنْ...
اِطمَئنّي يا أختَ صُهيونَ إنّـا - هكذا شِئتِ – في هوَى الإرهابِ
اِطمئنّـي فإنّنــا قد كَفَرْنـا بالسّــلامِ المَحْشُـوِّ بالإرهـابِ
وبَحثْنـا عنِ الدّواءِ المُرَجّـى فوجدْنـا التِّريـاقَ في الإرهـابِ
كلّما أَنَّ في فِلسـطينَ جُـرْحٌ سَــحَرَتْنا حــلاوةُ الإرهـابِ
أو تَداعَـى تحتَ الدَّمارِ شهيدٌ هَزّتِ النفْـسَ رَوعـةُ الإرهـابِ
إنْ رأيْنا الإرهابَ يُرجِـعُ حقّاً فالأمـانُ الأمـانُ في الإرهـابِ
أو رأيْنا التاريـخَ يُكتَبُ زُوراً فاكتُبـونا في زُمـرةِ الإرهـابِ
كلّمـا تقتُـلون مِنّـا شـهيداً قامَ ألفٌ مجاهدٌ........ إرهـابي
اُقتُـلوا.. اُقتُـلوا.. فكلُّ قتيلٍ سوف تَغْـذُو أشـلاؤُهُ إرهـابي
اُقتُلوا فالدّمـاءُ للأرضِ زيتٌ منه تقتــاتُ شُـعلةُ الإرهـابِ
-
يا دُعاةَ السّـلام.. أيُّ سـلامٍ في حِصارِ التجويعِ والإرهـابِ ؟
يا دُعـاةَ الحقوقِ.. أيُّ حقوقٍ حينَ يُعطَى القِيــادُ للإرهـابِ؟
يا غُزاةَ الفضـاء.. هلاّ نزَلتُمْ فاكتشفتُـمْ طبيــعةَ الإرهـابِ
طَعمَه، لونَه، شعورَ ضحايـا هُ وأَوْلَى الشُّــعوبِ بالإرهـابِ
نحنُ لا نَملِكُ الصواريخَ لكنْ قد فَهِمْنــا حقيـقـةَ الإرهـابِ
نحنُ لم نكتشِـفْ معادَلَةَ الذّ رّةِ لكـــنْ تركيـبةَ الإرهـابِ
قد أردْنا خُطا السلامِ طريـقاً وأردتُــمْ لنـا خُطـا الإرهـابِ
وأدرْتُمْ رَحـَى المَجازرِ حتّى طحَنَتْــكمْ بها رَحَـى الإرهـابِ
وسيَقضي التاريخُ بالحقِّ يوماً بيـنَ صُنْعِ الحيـاة.. والإرهـابِ