-
خبر سار جدا :
إذا كنا نتحدث عن الثرثرة، فلا يجب أن نتحدث عن ثرثرة النساء فقط، فبرغم ما تسببه هذه الثرثرة في محيط العائلة والأصدقاء من منغصات قد تتحول إلى مشكلات، إلا أن أكثرها يظل من النوع الحميد. ولكن تبقى الثرثرة العامة التي يمارسها الرجال والنساء معا في حياتنا العامة أهم وأخطر خاصة عندما يتعلق الأمر بمعلومات مهمة، تتسبب تسريبها في خطورة كبيرة على الفرد وعلى الجماعة وعلى المجتمع ككل. ولأننا كشعوب عربية نتصف بالطيبة والتلقائية التي قد تصل إلى السذاجة، حتى أننا عندما نمتدح شخصا طيبا وعلى خلق، نقول "اللي في قلبه على لسانه"!!
والثرثرة مفتاح المعلومات، وبعض المعلومات تكون في غاية الخطورة، والتفريط فيها قد يؤدي إلى عواقب وخيمة على كل الأصعدة، وهنا سأركز على صعيدين فقط ولكنهما في غاية الخطورة، ألا وهما أمن الأسرة الصغيرة، وأمن الوطن الكبير. أما التفريط في أسرار الأسرة، فنجد أن كثيرين من الأزواج والزوجات لا ينتبهون لخطورة الأمر فيثرثرون ويخوضون في أسرارهم وأسرار أسرهم الخاصة، وهم لا يدرون أن هذه الثرثرة هي معول لهدم بيتهم وتدمير أسرهم، ويفرقون به بينهم وبين أزواجهم، ولا أبلغ في ذلك من حديث النبي صلى الله عليه وسلم حيث يقول: "إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة يجيء أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا فيقول: ما صنعت شيئا ثم يجيء أحدهم فيقول ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته ويقول نعم أنت فيلتزمه"، وكان أحد الصالحين في خلاف مع زوجه فحاول الفضوليون معرفة سر الخلاف فكان يرفض ويقول: العاقل لا يفضح نفسه، ثم انتهى الخلاف بهم إلى الطلاق, فأتاه الفضوليون يستطلعون سره فقال لهم: كيف أتكلم عن امرأة لا تخصني! والأمر يحتاج لتدبر.
وعندما ألف المفكر الأمريكي ألفن توفلر كتابه الشهير صدمة المستقبل "1972" قال : إن من سيحكم العالم في المستقبل هو من سيمتلك معلومات أكثر، وهذه هي خلاصة الكتاب ببساطة شديدة، فمن يمتلك المعلومات يكن قادرا على السيطرة على من لا يملكها، ومن يمتلك المعلومات يكن قادرا على قيادة من لا يملكها، ومن يمتلك المعلومات يكن قادرا على الانتصار على من لا يملكها، فحرب المعلومات أصبحت في الحقيقة أهم وأقوى من كل أسلحة الدمار الشامل في العالم.
أما نحن فعندما شيدنا مطارا عسكريا خلال فترة الحرب، وأحطناه بكل أنواع السرية، كان سائقو الباصات ينادون على الركاب: محطة المطار السري!! والأمر أيضا يحتاج لتدبر.
المصدر : http://www.al-sharq.com
-
اضافه...
تعقيبا على ما كتبت.... لما للعلم والمعرفة أهمية على مر االعصور
علوم يحظر دراستها
قرأت تصريحا لمسئول في الخارجية البريطانية يقول فيه أن سلطات بلاده تراجع الإجراءات المتعلقة بدراسة الطلبة الأجانب للمواد الحساسة في الجامعات البريطانية .. والمقصود بــ"المواد الحساسة" الهندسة النووية وتكنولوجيا الصواريخ والدفع النفاث والتقنيات الكيميائية والجرثومية الذي يمكن أن تستفيد منهــا "الدول الخطيرة" ..
وهذا التصريح (الذي ورد في صحيفة الشرق الأوسط / صـ11) يأتي كجزء من الحصار العلمي والتقني الموجة ضد إيران ودول عربية مهمة في المنطقة . وهو لا يختلف في هدفه النهائي عن القانون الشهير الذي أقره مجلس النواب الأمريكي عام 2002 بخصوص حظر أو تشديد الرقابة على بعض التخصصات التي يدرسها طلاب سبع دول أجنبية (أربع منها عربية) !
ويعد هذا القانون تأصيلا للمهام المناطة بـــ( لجنة المتابعة الأكاديمية) التي تم انشائها بعد تفجيرات نيويورك لمنع طلاب بعض الدول من دراسة التخصصات الحساسة مثل تكنولوجيا الصواريخ والفيزياء الذرية وانظمة التوجية واشعة الليزر والسبائك المتقدمة ... وأذكر حينها أن احد الطلاب العرب اخبرني بـأنه أصبح من المعتاد ان يطـُـلب من بعض الطلاب الأجانب مغادرة القاعة ــ أو المختبر ــ حين يتعلق الأمر بالتقنيات العسكرية الرائدة !
وغني عن القول ان الحكومات الغربية تحاول (من خلال هذا الحصار الأكاديمي) الحد من تسرب العلوم والتقنيات المتقدمة الى الدول المارقة ــ حسب مفهومها . وهي بهذا القانون " تـقـنـن" عادة قديمة بدأت مع قيام الثورة الكوبية حين منعت أمريكا الطلاب الكوبيين من دراسة التخصصات العسكرية الحساسة .. كما تـكررت نفس المعاملة مع الطلبة الليبيين حين سرت في الثمانينات "حمى القذافي" وسعيه لامتلاك قنبلة نووية . ثم توسعت القائمة بعد ذلك لتشمل طلبة إيران وكوريا الشمالية ولبنان وسوريا .... !!
وكانت واشنطن قد تطوعت (بعد تفكك الاتحاد السوفييتي في أوائل التسعينات) بدفع رواتب علماء الذرة الروس خوفا من هجرتهم إلى الدول العربية ؛ كما حرصت على شراء التقنيات الروسية المنسية أو المجمدة خوفا من تسربها الى دول المنطقة (.. وكأن أمورا كهذه تشغل بالـنا !)
... المعضلة الأخلاقية ــ التي تقع فيها بعض الدول المتقدمة ــ هي حـين يتفوق أحد الطلاب "المشبوهين" رغم كل عوامل الحصار الأكاديمي .. فــحين تتأكد من تفوق احـد هـؤلاء تأمل أولا ان يتكفل مجتمعها المترف بإقناعه للبقاء .. ثم تتدخل بطريقة غير مباشرة لدعوته للعمل في إحدى المؤسسات الحكومية أو الشركات المتعاقدة مع وزارة الدفاع .. أما الخطوة الثالثة فقد تتضمن اتخاذ "اجراءات استثنائية قاسية" لمنع عودته الى بلاده نهائيا ...
فحسب نظرية المؤامرة يتم سجن أو اغتيال كل من يرفض البقاء بحيث يبدو الامر كحادث عرضي. وحتى اليوم ما تزال مصر تتذكر بأسى اغتيال عالمة الذرة سميرة موسي التي نالت درجة الدكتوراة في الفيزياء الذرية واغتيلت بسبب إصرارها على العودة لمصر وقيدت القضية ضد مجهول... ونفس المأساة تكررت مع عالم عربي آخر يدعى سمير نجيب كان متفوقاً في علوم الذرة وعمل في أمريكا لفترة طويلة قبل أن يقرر العودة فجأة فاغتيل قبل سفره بـيوم واحد .. وهناك أيضا عالم الفيزياء سعيد بدير الذي رفض البقاء في المانيا وأمريكا فـألقـي من شرفة منزله (من قبل رجل مجهول) بعـد وصوله للأسكندرية بيومين فقط .. .. ..
وسواء صدقنا فرضية قـتـل النوابغ أم لا ، المؤكد حاليا ظهور توجه رسمي في بريطانيا وأمريكا لمنع تصدير العلوم الحساسة لدول تـراها "إرهابية" أو غير جديرة بالثقة !
29/01/2007
فهد الأحمدي............
-
أخي دياب افسدته علي فرحة الخبر السار بخبرك حظر العلوم الحساسة ولكن إذا نظرنا للأمر بأيجابية فنعم في هذا المنع فائدة في تطور البحث العلمي والاكتشافات (هذا رائي والله أعلم )