أشكرك يا أخي منير الخالدي لمبادرتك بطرح موضوع التفكير السطحي ، ودعوتك للتعمق في التفكير لما فيه من الأثر في بناء المجتمع ورقيه. وفي دولة الامارات شعارنا دائما " أمة تقرأ ، أمة ترقى" ، كما أنك بينت من خلال كتابتك في الجزئين بعض المظاهر والأسباب التي ينتهجها البعض في التفكير ومدى سطحيتها وكذلك سبل التفكير العميق والشمولي.
قد اتجرأ قليلا لكي انتقدك في ما كتبت في مقالتك السابقة والتي قلت فيها "هناك وسائل كثيرة أظن أن كل شخص هو أدرى بها كما أن الموقف له أثره" وقد بينت بعدها بعض الوسائل التي تكاد تكون متواضعة في مدى الاستفاضة المعلوماتية. وأود أن أدعوك من خلال ما كتبت بقلمك بتفهم وجهة نظري في أنني أطلب منك أن تستفيض نوعا ما في المعلومات التي تعطيها وأن تستفيد من بعض الاقتباسات الموضوعية التي ستثرى موضوعك بشكل جذري وفعال.
بداية استهل تعليقي بقوله سبحانه وتعالى في بداية سورة العلق :
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴿ 1 ﴾خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ ﴿ 2 ﴾ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ ﴿ 3 ﴾ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ﴿4 ﴾عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴿ 5 ﴾
من خلال معلوماتي المتواضعة في الوسائل التي تعمق من التفكير فإني قد أرى انه علي أن اطرح الموضوع في قالب واحد وأقوم بمناقشة وتحليل الموقف . مثلا عندما اناقش موضوع طلب المعلومات فإن الطالب في بداية المرحلة الجامعية عليه أن يختار التخصص. وبناء على اختياره سوف يحدد حياته المهنية حتى يحين وقت تقاعده كما أنها فترة عمر الانسان ولا يستطيع من خلالها أي مخلوق أن يستبدلها. فعندما يعي الطالب هذه الحقيقة ويدرك الأمر فإنه إما أن يفزع ويتردد في قراره أو أن يسعى لطلب المعلومات المساندة له في الاختيار وطلب المشورة من الأشخاص الذين يثق بهم أو على الأقل ممن هم في نفس حالته حتى يرى طريقة اختيارهم للتخصص. ومن ناحية أخرى قد تجد من يحبون التميز فينطلقون إلى حيث الكلية التي تلبي طموحهم في حب الظهور والتميز تسليط الأضواء عليهم.
من وجهة نظري الطالب الجامعي في بداية حياته لا يعلم ما قد يواجهه من تحديات ومصاعب في مستقبله وأنه يبني قراراته إما عن طريق اتبعاع رأي شخصية ذو خبرة أو من خلال نزوة وحب لمادة نتجت عن تجربة ربط بها أحاسيسه. فقد تجد من ربط احاسيسه بالنجاح في مادة بسبب مدرس أعجبه مثلا أو حضر صف فيه زملاء مريحن ومتعاونين وغيرها من الأمور العاطفية التي قد لا تتوفر في المستقبل ، فتراه يندم على اختياره ذاك بسبب طريقة اختياره العاطفية. وهنا يجب التمييز بين الاختيار عن طريق العاطفة والاختيار المنطلق من أساس منطقي وعقلاني وعلى الرغم من تدني نسبة النضج العقلي لفئة كبيرة من الطلبة في بداية مرحلة الجامعة التي تكون نهايات مرحلة المراهقة وبدايات مرحلة النضج والرشد. بالتالي نلاحظ ما يتخلل المرحلة العمرية من نضج غير مكتمل في الاختيار والتوجيه الذاتي.
المفضلات