عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 34
والان نتابع في المعتقدات ...
7- تقوم المعتقدات على اشباع ما نتوقع ما يمكن ان نحتاجه :
ان من اهم ما يمكن ان يزيد من قدراتنا بعد اذن الله هو اعتقادنا عن هذه القدرات, وهنا تذكر الكاتبة ان توقعاتنا عن ما نحتاج اليه تشبعها معتقداتنا, فاعتقادي اني استطيع التسلق سيجعلني اتوقع انه يكفيني تدريب لمدة بسيطة, واعتقادي أنني لن استطيع التسلق سيجعلني اتوقع ان اتدرب لمدة طويلة جداً.
8- المعتقد يوجه السلوك حسب التغذية الرجعية للانسجام مع الخريطة الذهنية :
انني كشخص لدي اعتقاد مثلاً عن التسلق انني قادر عليه واتوقع ان يكون تدريبي ذا وقت قصير فسألاحظ في تدريبي امور ومواقف تؤيد هذا المعتقد كأن اشعر بتنفسي مرتاح أو صديق يقول لي: " ما شاء الله لياقتك بدأت تتحسن" أو اصبحت استطيع ان اصعد مرتفع بسيط بسرعة ولياقة مرتفعة, فهكذا تجد ان تغذيتي الرجعية للمواقف يؤيد اعتقادي عن قدرتي او حالتي الراهنة, والخطير في الامر ان الحالة الفسيولوجية تتأثر غالباً بهذا المعتقد فتجد هذا الشخص صاحب المعتقد السلبي عن قدرته على التسلق سيشعر بألم في فخذه او أي عضو في جسده لينسجم مع معتقده عن عدم قدرته, وهنا الفت انتباهك لأمر مهم وهو اني ساوجه هذه التغذية الرجعية لتنسجم مع خريطتي الذهنية, فالشخص الذي لا يستطيع ان يتسلق ويعتقد ذلك تجده عندما يمشي في الطريق ثم يتعثر سيقول لنفسه او لصديقه : " الم اقل انني غير قادر على التسلق فهائنا اتعثر في الارض " مع أن الشئ الذي اعثره سيتعثر منه أي شخص آخر ولكن وجد ان هذا سيخدم عملية الانسجام مع معتقده.
9- المعتقد يضيق مساحة الاختيار او يزيده اتساعاً لان المعتقد يترادف مع المرشحات التي تسمح بملاحظة الاجزاء من العالم التي تتفق مع هذا المعتقد, فبمعرفة للمشكلة سوف يحكم الطريقة في التعامل معها فالناس تصنع الحقيقة من تعريفهم لها :
ان اعتقادي عن شئ ما يجعلني افترض نتيجة او مجموعة نتائج محددة فتترسخ معتقدات اضافية قبل ان اجرب هذه النتائج او اختبر الحالة الراهنة لاعرف هل ستحدث هذه النتائج او لا, وبهذا ستضيق مساحة خياراتي وبهذا لن ارى الا ما يؤيد هذا المعتقد, فمثلاً : رجل يعتقد انه فاشل في الالقاء فستجده يفترض انه سينسى ما حفظه واتقنه قبل اللقاء والجمهور لن ترتاح لما سيقول وتتفاعل بل سيعتقد اعتقاد اضافي ان صوته لن يساعده وسيصاب ببحة شديدة, ولاحظ انه لم يجرب نفسه ليعرف هل هذا سيحصل او لا ولكنه ضيق مساحة خياراته فهو حتىلم يجرب صوته وكذلك لم يقل ممكن الناس تتأثر وممكن لا تتأثر زممكن انسى بعض ما حفظته وممكن ان اتذكر وممكن ان اضيف معلومات اضافية وهكذا ستجد ان لديه خيارات ولكن بمعتقده المعيق لن يرى أي خيار آخر غير ما افترضه.
10- المعتقد يعتبر تعميم خاص بشئ محدد, وينشأ عن استقراء واستنتاج,والمعتقد لا يدعم بواسطة المعلومات التجريبية:
تزعم الكاتبة ان المعتقد لا ينشأ ويولد الا عن طريق الاستنتاجات والاستقراءت للمعلومات والمشاهد والمواقف وهي هنا تعتقد ان ليس هناك معتقدات غير مبنية على استنتاجات ونحن نخالفها كمسلمين فنحن لدينا معتقدات خاصة بديننا وبما ندين به وهو قائم على مصادر محددة كالنص الصريح والخبر المنقول باسانيد صحيحة ولا يمكن ان يكون رأي في ماانزله الله ونقول لا يمكن ان نعتقد حتى يكون لنا دور في الاستنتاجات الخاصة بما انزله سبحانه, وتضيف الكاتبة ان المعتقد لا يتم دعمها بالمعلومات وهنا احب ان انقل ما ذكره المدرب الفاضل محمد عاشور بقوله :" وأما قولها : إن المعتقدات لا تدعم بواسطة المعلومات التجريبية فهذه نقطة خلاف مع هول ، لأن المعتقدات تدعم بالمعلومات ، وهناك تأثير متبادل بين المعتقدات والمعلومات ، ومن ثم فإن المعتقد يزيد وينقص ، فكلما زادت المعلومات كلما رسخ المعتقد وازداد .
إن هول تتكلم هنا برؤية من يرى أن الاعتقاد أصل إما أن يوجد وإما ألا يوجد وهذه نظرة شبيهة بنظرة المرجئة إلى الإيمان ، فهم يرون أنه لا يضر مع الإيمان معصية ." انتهى كلامه ,, وهذه نظرة صحيحة للمدرب محمد عاشور تنبع من عقلية مسلمة واعية , واحب ان المح الى امر وهو ان المعتقد يزيد وينقص بالمعلومات التجريبية التي توافق المعتقد نفسه والمعلومات التي لا توافق هذا المعتقد ساحذفها او اشوهها وهذا ما اتوقع ان الكاتبة تقصده، لكن وبشكل معقول فالمعلومات له دور كبير في ترسيخ المعتقد او اضعافه بحسب نوع المعلومة وطريقة تلقيها وكذلك من القى المعلومة وعرضها والزمن واشياء كثيرة لها الدور الكبير في قوة المعلومة من عدمها.
المفضلات