عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 33
الابوة الحقيقة دعم و تكامل وترابط اسري ونفسي
الاسرة هى كيان متكامل يتكون من زوج وزوجه واطفال ، والترابط الاسرى شئ يجب ان تتسم به الاسرة بعيدا عن التوتر والمشاكل الاسريه ويعتبر تكوين اسرة سعيدة من الاشياء الهامة التى تشغل بال اى زوجين متحابين ،وبرغم ان هناك اختلاف فى سبل تحقيق السعادة فى الاسرة .
قد يختلف من اسرة لاسرة اخرى حسب مبادئ وعادات وتقاليد كل اسرة الا انه يجب ان يكون هناك نوع من السعادة الاسرية لافرادها ، ولكن فى بعض الاحيان قد يكون من الصعب الحفاظ على التوافق الاسرى والحفاظ على السعادة الاسرية فى ظل وجود بعض المشاكل الزوجية التى قد تحدث عند بداية انجاب الطفل الاول".
حيث ان الأطفال يشكلون للوالدين مصدر حماية وترابط وتماسك ضد العديد من العواصف النفسية والاضطرابات العاطفية والصراع الاجتماعي، حيث يجد الوالدان فيهم تفاعلاً مستمراً مشتركاً أساسه الحب والأمن والصداقة والتملك، كما يجدان فيهم معايير صائبة لتخطيط الحياة وآمالهما وطموحاتهما فيها.
والزوجان بدون أطفال يعيشان في جو من الوحدة والفراغ، وينشغلان في دوامة من الهموم، بدلاً من الانشغال في الإثراء العاطفي والإثراء العملي، وحتى في حالات الإثراء العملي، فإن فكرة عدم الإنجاب كثيراً ما تطل برأسها الكئيب لتبدد الإحساس بقيمة هذا الإثراء، ولا يجد الزوجان المتنفس المبتغى لتفريغ الشحنات الانفعالية والطاقة النفسية.
الإنجاب إذن دعم نفسي هائل للوالدين، وكل هذه الأحاسيس تفسر لنا بعض الأسباب الخاصة بالصراع بين الزوجين حول الأطفال، فكلاهما يريد أن يكون تحت ولايته وحضانته إذا ما احتدم الخلاف أو تم الطلاق.
من جهة أخرى، فإن إنجاب الأطفال يمثل لدى البعض القدرة على الإنجاز الاجتماعي والإنتاج البيولوجي، فالكثير من الأمهات والآباء يجدون في أطفالهم بذرة تم غرسها وإحاطتها بالرعاية والاهتمام حتى نبتت وكبرت حتى اشتد عودها وسوف تؤتي الثمار، ويزداد هذا الإحساس قوة كلما كبر الأطفال.
ويتعاظم أهمية في حياة الوالدين، إذا وجدا أطفالهما قد أصبحوا شبابا ورجالا وأجادوا فن الحياة، حينئذ يكون الأبناء مصدرا للفخر والاعتزاز فى كل الاسرة ، إن الوالدين يريان في نجاح الأبناء نجاحاً شخصياً لهما، ويعتبران ذلك شهادة تقدير على عظمة إنجازهما وجودة إنتاجهما، وان كفاحهما عبر السنين قد أتى ثماره المرجوة.
إن المناخ العائلي المليء بالعواطف يرتكز في أساسه على الدفء العاطفي بين الزوجين، كما يتدعم بقبول الطفل، فالعيش في الأسرة حق طبيعي للمولود، إنه لا يمكن أن ينمو نفسياً وجسمياً ومعرفياً وعقلياً على النمو السليم بدون المناخ العائلي، الدافئ من المنظورين الفيزيقي والعاطفي.
فالطفل في هذا المناخ يقابل عادة بالسعادة والفرح بصرف النظر عن جنس المولود، وفي هذا المناخ أيضاً يتغلب الحنان والعطف على القلق والتعب، فالمولود يؤثر في الراحة المعتادة للأبوين، ويحد من حريتهما، ويؤثر في برنامجهما اليومي وقد يجعلهما يعيشان الليالي الطوال في المعاناة من السهر والقلق والتوتر، ولكنهما مع ذلك يتغلبان على هذه المصاعب ويعتادان حياتهما الجديدة فيركزان على إشباع حاجاته الجسمية والنفسية.
وفي المرحلة الأولى من حياته لا يعرف الطفل سوى أسرة واحدة له هي الأم باعتبارها هي التي تؤمن له الرعاية المطلوبة والتي لا يمكن أن يوفرها أي إنسان آخر مهما كانت كفاءته وحساسيته وثقافته، وتعتبر عملية الرضاعة هي العلاقة الأولى بين الأم ووليدها بمجرد قدومه للحياة.
هناك من الأزواج من تصاب علاقتهما بالفتور، فالزوج كان يعتقد أن زوجته ملكاً له طوال الوقت، وهو يريدها دائماً كما كان حالها في بداية الزواج، أو كما كانت في مرحلة ما قبل الزواج حيث المظهر الجميل والاهتمام الزائد، لكن بعد إنجاب الطفل الأول تقوم بدور جديد وهو تربية الطفل والاهتمام به، فالزوج قد لا يقدر هذه المسؤولية الجديدة التي طرأت على حياتهما ومن ثم يشعر بهذا الفتور.
على الزوج أن يغير حياته ويجددها ويكون هو المبادر، ولا يجعل وجود الطفل عقبة، ويوقن بأن الإنجاب هو الاستخلاف في الأرض بالذرية وفي ظل الأولاد يستطيع الزوجان أن يظلا منسجمين طوال الوقت عبر قضاء بعض الأوقات والإجازات السعيدة بما يخفف عنهما وطأة الحياة وضغوطاتها.
فالاهتمام بالطفل من قبل المرأة هو أمر فطري ورحمة أودعها الله عز وجل فيها وإذا حاول الزوج أن يكون أنانياً ويحظى بكل اهتمامها دون طفلها فإنها لن تقبل ذلك لتعارضه مع فطرتها ولأن الطفل في سن مبكرة يحتاج إلى رعاية تامة : وبالتالي على الزوج أن يتعامل مع الطفل بروح حانية وحنونة بعيداً عن الأنانية وتلك هي الأبوة الحقيقية
المفضلات