مقدمة :
يجمع هذا الكتاب المتميز بين الحكمة القديمة والعلم الحديث . وتشمل فصوله الرائعة ، على سبيل المثال (الكنز الذي في داخلك – كيف يعمل عقلك – القوة صانعة المعجزات في عقلك الباطن – الكشف عن طريق العقل في الأزمنة القديمة – نزوع العقل الباطن نحو الحياة وعقلك الباطن شريكك في الحياة) .
تأليف : جوزيف ميرفي
الناشر : مكتبة جرير


من بين اهم النقاط التي تعرض لها الكتاب نذكر:


1 - الكنز الذي بداخلك


2 - طريقة عمل عقلك الباطن


3 - قدرة عقلك الباطن على المعجزات


4 - دور العقل في الشفاء


5 - طرق عملية في الشفاء عن طريق العقل الباطن


6 - عقلك الباطن يميل إلى الحياة


7 - كيف تحصل على النتائج التي تريدها ؟


8 - كيف تستخدم عقلك الباطن في تحقيق الثروة ؟


9 - كيف تكون غنيا ؟


10 - عقلك الباطن شريك في نجاحك


11 -عقلك الباطن و عجائب النوم


12 - عقلك الباطن و المشاكل الزوجية


13 - عقلك الباطن و سعادتك


14 - العقل الباطن و العلاقات الانسانية


15 - كيف تستخدم عقلك الباطن في الصفح


16 - كيف يزيل اللاوعي العوائق العقلية ؟


17 - كيف تستخدم عقلك الباطن في إزالة الخوف ؟




هذه هي النقاط الرئيسة و ستكون هناك نقاط فرعية تندرج تحتها و سأعرضها اثناء الشرح


لنبدأ على بركة الله


اختي الكريمة ، اخي الكريم ، ان عقلكم الباطن هو مفتاحكم السحري للسعادة و راحة البال


قد يتسائل أحد منكم ، ماذا يمكن ان يفعل هذا العقل الباطن ؟ وماهي النتيجة الايجابية التي يمكن ان نحصل عليها من استخدام (العقل الباطن) اللاوعي في داخلنا ؟


هناك أمور كثير يمكن الاستفادة منها اذا عرفتم كيف تتعاملون مع الكنز الثمين وهو العقل الباطن منها :


1- زيادة الحيوية و الصحة حتى شفاء الجسم من كثير من الامراض الشاسعة بإذن الله


2- الحصول على التقدير الذي تريدونه ، والنجاح الذي تطمحون للوصول إليه


3- بناء الثقة اللازمة لفعل اشياء لم تكونوا قد تجرأتم على الاقدام عليها قط ، لكنكم دائما تريدونها


4- تنمية الصداقات و تعزيز العلاقات مع افراد الاسرة و الاصدقاء و زملاء العمل


5- تقوية اواصر الزواج او علاقات المودة و الحب العائلي


6- التغلب على العادات السيئة و التخلص منها


والكثير و الكثير من الاشياء و المعارف الاخرى


1- الكنز الذي بداخلك:






هل تعلمون اعزائي ان في باطن كل منكم منجم ذهب ؟


نعم هناك منجم ذهب في باطنكم تستطيعون من خلاله استخلاص كل شي ترغبون فيه ، فمهما كان الشيء الذي تبحثون عنه فإنكم تستطيعون استخراجه من هذا المنجم ، هذا المنجم هو عقلكم الباطن


تخيلوا أن أمامكم قطعة صلب ممغنطة يمكن ان ترفعوها حوالي عشر مرات من وزنها ، فإذا نزعتم من نفس قطعة الصلب قوة المغناطيس تلك ، فهل يمكنها ان ترفع دبوس صغيرة ؟


بالتأكيد لا ، هذا يشبه نوعين من الاشخاص أحدهما به قوة المغناطيس ، فهو يتمتع بالايمان و الثقة الكاملة في نفسه ويعلم انه ما ولد إلا كي ينجح و يحقق الفوز ، أما الاخر ليس بداخله قوة المغناطيس الجاذبة ، يملؤه الخوف و تسنح الفرص العديده امام عينه فلا يستغلها و يقول لنفسه سأفشل ، سأفقد أموالي ، لن احقق احلامي وهكذا ، ان هذا النوع من الناس لن يحقق الكثر من الانجازات في حياته ، لانه إذا كان خائفاً من المضي قدماً ، وسيبقى في مكانه ولن يتقدم ، فهو لم يجعل عقله الباطن منفتحا او بالاحرى لم يكتشف قوة عقله الباطن في تحقيق المعجزات


اذا اعزائي عليكم ان تصبحوا مثل المغناطيس الجاذب لتنطلقوا نحو النجاح بكل ايمان وثقة ، عليكم اكتشاف القوة العجيبة الموجودة في عقلكم الباطن التي تحقق المعجزات ، تستطيعون ان تحققوا في حياتكم المزيد من السلطة و الثروة و الصحة و السعادة و الهناء من خلال تعلمكم الاتصال بقوة العقل الباطن و اخراجها من مكمنها


انكم لستم في حاجة لامتلاك هذه القوة فانتم تملكونها فعلا ، ولكن انتم بحاجة إلى ان تتعلموا كيف تستخدمونها ، لتطبقونها في جميع جوانب حياتكم


ما هو هذا العقل الباطن ؟!!


العقل الباطن هو مركز للعواطف و الانفعالات ومخزن الذاكرة ، عليكم ان تنظروا لعقلكم الباطن كحديقة وانتم من يقوم بزراعتها ، فانتم من يقوم ببذر البذور وهي الافكار في حديقتكم ( عقلكم الباطن ) طوال اليوم وعلى اساس تفكيركم المعتاد ، واذا كنتم تبذرون الحب و السلام في عقلكم الباطن فإنكم ستحصدون الزرع في جسمكم و حياتكم ، واذا كنتم تبذرون الكره و الشر في عقلكم الباطن فانكم ستحصدون الفساد في جسمكم وحياتكم


اذا اعزائي من اليوم لا بل من الان ابدؤوا في زرع افكار السلام و السعادة و الرضا و السلوك الصحيح ، واستمروا في بذر هذه البذور (الافكار) الرائعة في حديقة عقلكم الباطن و سوف تحصدون محصولا رائعا ، وقد يكون عقلكم الباطن شبيه بالتربة التي ستنمو فيها البذور سليمة أو فاسدة ، اذا من المهم ان تتولوا رعاية أفكاركم بطريقة صحيحة لكي يثمر ذلك أوضاعا مرغوبة فيها فقط ، فعندما تكون الافكار التي اودعتموها في عقلكم الباطن أفكارأً بناءة خالية من الاضطراب فان القوى العجيبة الفاعلة لعقلكم الباطن سوف تستجيب و تتماشى مع الظروف بطريقة ملائمة


إن معرفتكم لتفاعل عقلكم الواعي و عقلكم الباطن سوف تجعلكم قادرين على تحويل حياتكم كلها ، صحيح اننا لا نستطيع تغير الظروف المحيطة بنا او العالم الخارجي و لكن نستطيع ان نغير أفكارنا و ما بداخلنا حتى نتأقلم مع الظروف و الاحوال




قد يسألني احدكم : ذكرت العقل الواعي والعقل الباطن فهل يوجد لدى الانسان عقلان ؟!!


لا بل كل شخص يملك عقلا واحدا إلا ان عقلكم يتسم بسمتين مميزتين والمهمتان اللتان يقوم بهما غير متشابهتين فكل مهمة لها خواص مميزة تفصلها والتسمية التي تستخدم للتمييز بين وظيفتي العقل هي العقل الواعي و العقل الباطن ، في المحاضرات القادمة سأوضح معنى العقل الواعي و العقل الباطن


كان هناك شاب في مقتبل العمر يعمل في احدى الشركات الكبيرة ، وكان شاب نشيط ومجتهد وذات يوم طلب منه المسؤول ان يلقي خطابا في ندوة تعقدها الشركة توضح اعمالها و انتاجاتها وما إلى غير ذلك ، فلما حان ذلك الوقت اصيب هذا الشاب بحالة رعب شديد وقال بأنه صوته اصيب بشلل نتيجة تقلصات سببها الخوف ، أدى الى انقباض عضلات الحنجرة ، وقد تصبب وجهه عرقا و شعر بالخجل لانه على وشك ان يلقى خطاب خلال دقائق معدودة ظل يرتعد من الخوف و الرعب ، وقال : ( ان الجمهور سوف يسخر مني ، لا استطيع ان القى هذا الخطاب ) ولكن فجأة صرخ قائلا ( نقطة الضعف في داخلي تريد القضاء على نقطة القوة عندي ) ووجه كلامه نحو نقطة ضعفه قائلا ( اخرجي من هنا )


ويقصد بنقطة القوة هي القوة اللامحدودة وحكمة عقله الباطن ثم بدأ يقول بتحدي ( اخرجي اخرجي نقطة القوة على وشك ان تنطلق )


هنا استجاب عقله الباطن و أطلق سراح القوى الحيوية الكامنة داخله ، عندما وصل إليه النداء ووقف وبدأ يلقى خطابه ، وفرح مرؤوسه بخطابه


اذا اعزائي عقلكم الباطن يتميز بالتفاعل و يستجيب لطبيعة أفكاركم ، وعندما يكون عقلكم الواعي ( هوالعقل الظاهري المتصل بالعالم الخرجي ويكتسب منه المعرفة ) مليئا بالخوف و القلق و التوتر، تطلق الانفعالات السلبية المتولدة في عقلكم الباطن


فعندما يحدث ذلك عليكم ان تتكلموا بحزم و احساس عميق بالمسؤالية إلى الانفعالات اللاعقلانية المولدة في عقلكم الباطن وتقولوا : ( إهدأ ، لا تتحرك ، إلني مسيطر على الوضع يجب ان تطيعني ، انت خاضع لقيادتي ، إنك لا تستطيع الدخول عنوة إلى مكان لا تنتمي إليه )


أنه امر مذهل ان تلاحظوا كيف تستطيعون التحدث بشكل رسمي وباقناع مع الحركة اللاعقلانية لذاتكم الخفية لكي تجلبوا الهدوء و الانسجام والسلام لعقلكم


إن العقل يشبه الملاح وقائد السفينة الواقف على مقدمتها ، فهو يوجه السفينة و يصدر الاوامر إلى طاقم السفينة في غرفة المحركات و الاخرين الذين يتولون قياس المسافات بين السفينة و السفن الاخرى ..الخ ، فالرجال في غرفة المحركات لا يعرفون اين يتجهون فهم يتبعون الاوامر فقط ، فقد تصطدم السفينة بالصخور إذا أصدر الربان تعليمات خاطئة ، فيكون هو المسؤول عن ذلك فهو الذي يصدر الاوامر التي يتم تنفيذها بطريقة آلية ، فاعضاء طاقم السفينة لا يراجعون القائد في تعليماته فهم ببساطة ينفذونها


هذا يشبه عقلكم ، فعقلكم الواعي هو الربان و القائد لسفينتكم التي تمثل جسمكم و بيئتكم ، ويتلقى عقلكم الباطن الأوامر التي تصدر من عقلكم الواعي ويقبلها كحقيقة


فعندما يقول احد ما: (أنا فاشل لن انجح ) عندئذ يقتبس عقله الباطن كلمته ويعتبرها دليلا على انه فعلا فاشل ، وعندما يصر على هذه الكلمات فان عقله الباطن سوف يتبع اوامره و سيمضي طوال حياته فاشلا


هناك مثال آخر بسيط : عندما تقول امرأة ما : ( استيقظ حتى الساعة الثالثة ، إذا تناولت قهوة في الليل ) فعندما تتناول هذه السيدة قهوة فان عقلها الباطن ينبهها ويقول لها (( الرئيس (عقلك الواعي ) يريدك ان تظلي مستيقظة هذه الليلة )) إذا هي التي ادخلت هذه الافكار و المعتقدات في عقلها


اعزائي ان عقلكم الباطن يعمل اربعا وعشرين ساعة يوميا ، ويضع ترتيبات مسبقة من اجل نفعكم ، ويصب ثمرة تفكيركم الاعتيادي في داخلكم


اعزائي هذه امثلة حقيقة من ارض الواقع ، وليس من الخيال ، وفعلا حدثت معي تجربة ثبتت صحة هذا الكلام ، سأخبركم بها


في احدى المرات قدمت على تخصص الخدمة الاجتماعية وهذا التخصص يحتاج لمقابلة شخصية وهي تحدد مصيري اما القبول او الرفض من قبل الجامعه ، مرت الايام وحان موعد المقابلة ، كنت خائفة إلى درجة بأن وجههي اصبح احمرا ، و صوتي يتخلله الخوف ، وقبلها سمعت ان فلانة رفضوها و فلانة تم رفضها وفلانة حولت لتخصص آخر بس رفضها وتم قبول 40 طالب و طالبة فقط من 120 في العام السابق ،( كنت اقول لنفسي لن يقبلوني هل سيتركون 100 طالب و طالبة و يقبلوني انا ؟ اضافة إلى ان هناك طلبة لديهم واسطات و اما انا فليس لدي احد ) فجأة توقفت و كأن احدا نبهني ، قلت لدي رب العباد انه لا احتاج للبشر ، فتوكلي على الله وحده ، هنا تذكرت قول الله عزو وجل ( ومن يتوكل على الله فهو حسبه ) قلت بحزم سأنجح في هذه المقابلة بإذن الله ، وسأساعد الناس وسأحقق حلمي الكبير ثم قالت يا رب ساعدني ، والله احسست بالشجاعة و القوة و الثقة ، وفعلا دخلت غرفة المقابلة لم اكن خائفة بل واثقة من نفسي و اجاباتي ، بعدها بفترة وجدت اسمي ضمن المقبولين في هذا التخصص


من هنا اكتشف كنز الثروة الذي بداخلي ، دعائي تغلغل إلى قلبي وثقتي و ثباتي توغلا إلى داخل عقلي الباطن ، استجاب عقلي الباطن لحديثي ، وهذا كله بفضل الله عز وجل


اعزائي تأكدوا ان تفكروا بكل ما هو صادق و شريف و نقي ومحبب إلى النفس و كل ما يشيع الخير ، وستحصلون عليه و خصوصا ، اذا كانت النية خالصة لوجه الله


تمرين بسيط