من يقول بأنه لايخاف من شيء هو شخص غير طبيعي وبالطبع غير خارق.


لكل منا مخاوفه، أو بالأحرى الأشياء التي تخيفه في الحياة.. يمكننا القول بأن للخوف حدود، اذ لايعقل أن نخاف من كل ماهو حولنا لأن ذلك أيضا يعتبر غير طبيعي.. والنتيجة المنطقية هي أنه يجب أن نخاف مما هو مثير للخوف بالفعل لأن الخوف هو رد فعل ذكي تجاه المواقف المخيفة وغياب رد الفعل هذا هو المرض وليس الخوف الطبيعي.


الخوف يؤثر سلباً على نوعية الحياة: يقول الدكتور كيرسو سيلفا ماثيوس "61 عاما" المختص بالمعالجة النفسية لظاهرة الخوف واستاذ علم النفس الوقائي في الجامعة الفدرالية في مدينة ساو باولو في دراسة على موقع "تيرا" البرازيلي على الانترنت انه يجب ايضاح بأن المرأة تخاف أكثر من الرجل بنسبة ستين الى أربعين بالمائة طبقا لاحصائيات عالمية قال بأنه جمعها من عدة دراسات عالمية حول ظاهرة الخوف عند المرأة. وأضاف بأن خوف المرأة ظاهر أكثر من خوف الرجل الذي ، وبسبب أمور تتعلق بالذكورة والرجولة، يحاول اخفاء خوفه وبخاصة بحضور الجنس الناعم.


وأوضح الدكتور "كيرسو" بأن من أبرز نتائج خوف المرأة هو انخفاض نوعية حياتها وحياة أسرتها. وشرح ذلك بقوله ان خوف المرأة الظاهر يؤثر على الأسرة بأكملها لكونها محور انتباه الأولاد والزوج. فاذا كان مستوى الخوف عند المرأة عالياً فإنها لاتستطيع بث جو من التناغم والانسجام في حياة أعضاء أسرتها. والنتيجة تكون انخفاض نوعية الحياة في كل جوانبها.


وأوضح بأن هناك علاجاً طبيعياً ونفسياً لظاهرة الخوف عند المرأة مشيراً الى أن المعالجة الطبيعية عبر اتباع خطوات عملية تعتبر الأهم في رأيه لأن المعالجة النفسية تتضمن تناول أدوية كيماوية ليس لها مفعول جيد على الناحية الفيزيولوجية وربما تكون الآثار الجانبية لهذه الأدوية حافزاً لظهور حالات غريبة من التصرف.


معرفة بواعث الخوف هي بداية المعالجة: قال "كيرسو" ان محاولة المرأة معرفة بواعث خوفها وطبيعة الأشياء التي تخيفها تمثل الخطوة الأولى للمعالجة، وهي ربما تميل الى الخيارين النفسي أو الطبيعي. وأضاف بأنه أراد تكريس دراسته هذه للمعالجة الطبيعية، خاصة وأن هناك نساء كثيرات لاتستطعن تحمل تكاليف المعالجة النفسية.


ماهي خطوات مواجهة الخوف؟
تمارين : عندما تكون المرأة جالسة على الصوفا في المنزل وانتابتها نوبة من الخوف، عليها أولا أن تكتشف ما الذي أخافها ومن ثم تعلم طريقة للتحكم بآلية تنفسها وذلك يتضمن التنفس عبر الأنف بشكل عميق وبطيء منتبهة في نفس الوقت الى حركة البطن للتأكد بأن أكبر كمية من الهواء قد دخلت الرئتين. والآلية الصحيحة لمثل هذا التنفس هو ثلاث مرات شهيق ومثلها زفير. وأضاف بأنه يفضل خلال عملية التنفس هذه وضع اليد على البطن لمراقبة حركة البطن أثناء التنفس، وأشار الى أن ذلك يفيد في تحويل الانتباه من حيث أن المرأة يمكن أن تفكر بحجم بطنها وتبدأ بالتساؤل حول وزنها وفيما اذا كانت قد اكتسبت وزنا وكذلك فان التنفس العميق يساهم في تهدئة الأعصاب.


وأوضح الدكتور "كيرسو" بأن عملية التنفس هذه تعتبر في غاية الأهمية لأن من يشعر بالخوف يشعر بضيق التنفس وهذه الطريقة تساعد على زيادة تدفق الهواء الى الرئتين. ونصح بإطالة عملية التنفس المذكورة أعلاه.


تمرين آخر: اذا انتابتك نوبة من الخوف سارعي الى الجلوس على كرسي وانحني برأسك واليدين الى الأسفل بحيث تلامس يديك الأرض واستمري في تلك الوضعية لمدة ثلاثين ثانية ومن ثم ارجعي بشكل سريع الى وضعك الطبيعي في الجلوس. وأوضح الدكتور بأن الوضعية المذكورة ومن ثم سرعة العودة الى الوضعية الطبيعية تساعد على احداث حركة متسارعة للدورة الدموية تنشط الحالة الذهنية. وقال ان ذلك كله يجب أت يترافق بنفس عملية التنفس الموضحة أعلاه.


تمرين ثالث: قال "كيرسو" ان التمرين الثالث يتمثل في الوقوف على القدمين عند الشعور بالخوف وعدم التحرك من المكان وممارسة الهرولة من نفس المكان لمدة دقيقة أو محاولة الصعود درجة واحدة ومن ثم النزول اذا كانت المرأة بالقرب من الدرج. وأضاف الأخصائي النفسي البرازيلي بأن هذا التمرين قد يسبب ضعفا في التنفس ولكن على المرأة أن لاتقلق من ذلك لأنه بعد الانتهاء من التمرين ستبرز بشكل أوتوماتيكي الحاجة للتنفس الهادىء والعميق. وشرح بأن هذا التمرين يفيد الذين لايستطيعون التحكم بآلية تنفسهم بشكل صحيح.


تمرين رابع: ويتمثل في تشغيل المخيلة بإتجاه التفكير الايجابي. وهنا من المفيد أن تتذكر المرأة يوم زفافها والفرحة التي رافقة مشاعرها أو التفكير بشراء شيء جميل لتزيين المنزل أو تذكر حديث جميل دار بينها وبين زوجها جعلها تشعر بأنوثتها. وذهب الى أبعد من ذلك بالقول ان محاولة المرأة التفكير بالمعاشرة الحميمة مع الزوج يفيد في افراز مواد كيماوية في الدماغ تخفف من الآثار السلبية لنوبة الخوف. ويتضمن هذا التمرين أيضاً إسراع المرأة في الاتصال هاتفياً بأحدى صديقتها والتطرق الى حديث شيق.