مفهوم الذكاء وسر النجاح
*****




لا نستطيع أن نحكم على درجة ذكاء الفرد باختبار جزء محدد من المخ،
لأنه لا توجد منطقة بالمخ تختص بالذكاء.
كل ما استطاع العلماء التوصل اليه لمعرفة درجة ذكاء الفرد،
هو قياس مقدرته على التكيف مع المواقف الصعبة أو طريقته في حل المشكلات،
فكلما زادت هذه المقدرة والتي تعتمد اساسا على استعمال العقل اتصف بالذكاء.
أما من يشعر في قرارة نفسه بانخفاض درجة ذكائه
فانه غالبا لا يجيد استخدام عقله بطريقة صحيحة.



فالطالب الفاشل في دراسته لم يخلق أبدا فاشلا،
فهو يتمتع كغيره من الطلاب بالقدرة على التعلم والنجاح.
ولو حاولنا الكشف عن أسباب هذا الفشل أتضحت انها أسباب نفسية
ترجع الى عهد الطفولة مثل احساس الطفل بالاحباط،
أو كبت المشاعر أو غيرته من اخيه أو كراهيته للمدرس،
أو وجود مشكلة ما بالمنزل الى آخره.



ولذا فإنه ليس غريبا أن نجد طالبا يجيد كل المواد الدراسية
باستثناء مادة واحدة مثل اللغة الانجليزية بسبب كراهيته لمدرس هذه المادة
وليس يسبب ضعف مقدرته على تعلمها.
وبالتأكيد لن يستطيع كل طالب من هؤلاء الطلبة الذين يفشلون في دراستهم
أن يحلل نفسه، وسنغوص في أعماق عقله الباطن للكشف عن مثل هذه الاسباب.



ولكن لو كنت واحدا من أولئك الطلبة، فتأكد أنه مهما كان سبب فشلك،
فلا يزال لديك المقدرة على التعلم والنجاح، فليس هناك شيء اسمه فشل
بل خبرات وتجارب، هذا ما تعلمناه في دورات البرمجة اللغوية العصبية،
ولكن بشرط أن تبدأ أولا في تغيير موقفك إلى موقف إيجابي،
وتعرف كيف تجيد استخدام عقلك، وكيف تذاكر، وكيف تتذكر ما حصلته.




وكما يقول الدكتور واين دايير غير الطريقة التي تنظر بها الى الاشياء، وسوف تتغير بدورها.
وكيفية مواجهتك لأي صعوبة هي أساس نجاحك في العمل،
أو في المذاكرة، أو في الحياة بوجه عام.
فالمصاعب والمشاكل والضغوط النفسية لا تخلو منها الحياة،
فلن تستطيع ان تحل مشكلة بأن تشتكي منها.



فلا يبقى أمامك في النهاية سوى الاختيار، فإما أن تواجه مشكلتك
بموقف ايجابي فتحاول التغلب عليها أو التكيف معها حتى تصل للنجاح،
وإما أن تلتزم بموقف سلبي، فتهزم في هذا الصراع.



فأي الموقفين ستختار؟؟ أنا متأكد أنك ذكي وحكيم وستختار الموقف الاول
وستواجه تحديات الحياة بكل جرأة وشجاعة.
فالطاب الناجح هو الطالب القوي في الصراع والذي أصر على موقفه
الايجابي وفي رأيي أنه من أهم وسائل القوة التي يجب
أن يتزود بها أي طالب يريد النجاح والتعلم من الأخطاء وتكرار المحاولة،
فالخطأ شيء ضروري لنجاح عملية التعلم.



وفرصة الطالب للتعلم من الأخطاء فرصة ذهبية تتوافر له بلا ضرر
على مدار العام الدراسي، فلا ينبغي أن يضيعها، وأن يتعلم دائما
من أي خطأ في الدراسة. وحذار من اليأس، فتكرار المحاولة
مرة وعشرات المرات، وأصر دائما على النجاح.
فبالاصرار والمثابرة والعزيمة القوية والايمان بقدراتك اللامحدودة
سوف تحقق أهدافك في الحياة مهما كانت درجات التحديات.



هل تعلم كم عدد المحاولات التي بذلها العلماء حتى يتمكنوا من غزو الفضاء؟
أو حتى عدد المحاولات التي بذلت لصنع تلك الطائرة التي تراها تحلق في السماء؟
أو عدد المحاولات التي قام بها توما س اديسون لاختراع المصباح الكهربائي؟
بالتأكيد هي عشرات أو المئات المحاولات، فليس من السهل على الانسان
أن يصل إلى كل ما يحلم به دون جهد وعرق، وأيضا دون أخطاء.
ففي كل هذه المحاولات كان هناك أخطاء، تعلم منها الانسان،
حتى استطاع أن يتجح في محاولته الأخيرة.



فالحقيقة أن النبوغ أو العبقرية ليست صفة يولد بها الانسان وتميزه
عن باقي البشر، وإنما هي محصلة للعمل الجاد المنظم والمهارة
في ممارسة التفكير المبدع الخلاق والاستفادة من إمكانية المخ الهائلة.




أتمنى أن يفيدك هذا الموضوع ويكون نبراسا يضيء طريقك
نحو تحقيق هدفك وحلمك في الحياة وكل ما تتمناه.