أنت جزء من العقل الكوني
إن عزمي هو: أن أحترم نفسي في كل الأوقات


"لا يمكن أن يشعر المرء بالراحة ما لم يرض عن نفسه"
إليك حقيقة بسيطة سوف نستهل بها هذا المقال" أنت لم تنبع من جزيء مادي كما هو شائع ومتداول. إن هذه النبتة التي نشأت منها والتي هي ثمار اجتماع أبيك بأمك ليست هي بدايتك. فأنت بلا بداية. لقد نشأت من هذا الجزيء من مجال الطاقة الكونية للعزيمة؛ شأنك شأن كل الجزئيات. أنت جزء من العقل الكوني ويجب أن تكون قادرًا على رؤية القدرة الإلهية داخلك؛ يجب أن تنظر إلى نفسك بصفتك مخلوقًا روحيًا لكي تتواصل مع طاقة العزيمة في الحياة.
فكر في هذه الفكرة جيدًا في هذه اللحظة بينما تقرأ هذه الكلمات. راقب عظمة ما تقرؤه. أنت جزء من القدرة الإلهية. أنت مخلوق حي يتنفس؛ مخلوق نبع من العقل الكوني للمصدر الخالق. أنت نفحة من الله. أنت ببساطة عندما تحب نفسك وتثق بها سوف يحب الحكمة التي خلقتك وتثق بها؛ أما عندما تعجز عن حب نفسك والوثوق بها؛ فسوف تكون نادرًا لهذه الحكمة اللانهائية التي أوجدتك لصالح الأنا الخاصة بك. أنت تملك الخيار؛ إما أن تكون ضيفًا على الله وإما أن تبقى أسير الأنا الخاصة بك.


هل أنت ضيف أم أسير؟
إن الأنا الخاصة بك تمثل مجموعة من المعتقدات، فهي التي تعرفك بمقدار ما حققته من إنجازات مادية. إن الأنا هي المسئول الوحيد عن مشاعر التشكك ونكران الذات. عندما تسعى للعيش وفق المعايير منخفضة المستوى للانا فسوف تسقط أسير لها. وسوف تقيِّم نفسك كشخص بناءً على ممتلكاتك وإنجازاتك. مما يعني أنه كلما قلَّت ممتلكاتك؛ قلَّ تقديرك لذاتك مما يدفعك إلى النظر إليها على أنها غير جديرة بالاحترام من قبل الآخرين. وإن لم تحظ باحترام الآخرين وبقيت قيمتك معلقة بهذا الاحترام فسوف يستحيل عليك أن تنظر إلى نفسك بعين الاحترام أي أن تحترم ذاتك. وهكذا سوف تصبح أسير طاقة الأنا المنخفضة التي سوف تدفعك دائمًا إلى بذل الجهد لكي تحظى باحترام ذاتك من خلال الآخرين.

إن الأنا الخاصة بك تعتمد أنك منفصل عن الجميع؛ منفصل عن كل ما هو ناقص في حياتك؛ ولكن الطاقة الكبرى هي أنها تعتقد أنك غير متصل بالله. كما أنها سوف تعوق قدرتك على بلوغ العزيمة واحترام الذات. إن مشاعر الانفصال التي تولدها الأنا هي التي تغذي شعورك بالتنافس مع الغير وتقديرك لقيمتك بناءً على مستوى ما تحققه من انتصارات. أنت إن بقيت أسير الأنا؛ فسوف تفقد احترامك لذاتك لأنك سوف تدين نفسك على كل فشل. إن هذه الصورة القاتمة- التي تفرزها الأنا السلبية- هي سبب رفضك لذاتك. إنها تستحوذ عليك وتأسرك وتمنعك دائمًِا من أن تكون ضيفًا للمصدر الذي نبعث منه.


إن كونك ضيفًا على الله يعني رؤية الرابطة الحقيقية التي تصلك بالمصدر؛ إنه إدراكك بأنه يستحيل عليك أن تنفصل عن المصدر الذي نبعث منه. أنا شخصيًا أستمتع بكوني ضيفًا على الله. بينما أكتب هنا في صباح كل يوم؛ أشعر بأنني أتلقى الكلمات والأفكار من قوة العزيمة التي تسمح لي بتدوين كلماتي هذه على الورق. إنني أثق في قدرة المصدر على إمدادي بالكلمات وبالتالي فإنني أثق في المصدر الذي جاء بي إلى هذا العالم المادي. إنني متصل اتصالاً أبديًا بهذا المصدر.
إن هذا الإدراك ببساطة لا ينتقص إطلاقًا من خروج هذا المقال إلى النور. إن النتيجة التي خلصت إليها هي أنني أستحق هذا العزيمة الذي دفعني إلى تأليف المقال.
إذن؛ أنت بحبك واحترامك لذاتك؛ سوف تستعين بالقدرة الإلهية وسوف تستدعي طاقة الخلق في حياتك اليومية بينما تتواصل مع طاقة العزيمة واحترامك لذاتك.