الاسلوب العقلاني للتفكير
العاطفة/التوجه: الخوف والاستياء وحب الذات التصرف العقلاني البديل: الشجاعة والإيثار
كان ينتابني شعور دفين بعدم الأمان من الناحية المالية. عندما جاء "بريان" إلى المملكة المتحدة لأول مرة، كنت أعيش في بيت صغير وقديم بدون تدفئة مركزية. وكان بإمكاني تركيب جهاز التدفئة المركزية، لكنني كنت أشعر بالارتياح ببراميل المياه الساخنة التي تبعث على الدفء، أما "بريان" ، وهو من سكان ولاية تكساس الأمريكية، فقد وجد الأمر صعبًا، وذات صباح قارس البرودة، حينما رأى أنفاسه الساخنة تنبعث في الهواء البارد أثناء حلاقة ذقنه، قال لي محذرًا: "إما أن نركب نظام تدفئة مركزي وإما أن أرحل" . لذا، كان على أن أتخلى عن مخاوفي بشأن الشعور بعدم الأمان من الناحية المادية ونقوم بتركيب جهاز التدفئة المركزية!
العاطفة/التوجه: الخوف وعدم مراعاة مشاعر الآخرين والعناد
التصرف العقلاني البديل: القبول وإبداء الاهتمام بمشاعر الآخرين

منذ فترة، كنت متورط في منازعة قضائية كبيرة، وكانت هذه الفترة من أصعب فترات حياتي. وحسب أسوا سيناريو متوقع للقضية، كانت أسرتي ستظل على ما يرام من الناحية المادية، إلا أنني كنت مذعورة وكاد خوفي يسيطر تقريبًا على جميع غرائزي الأساسية، وأتذكر جلوسي مع المحامي الخاص بي للتفكير في موقف الطرف الآخر. وفي أحد الأيام ذهبت إلى المحامي في مكتبه بعدد من السيناريوهات المحتملة: "ماذا لو قاموا بذلك، ماذا لو ظنوا بأن، ماذا لو حاولوا القيام بهذا، يا إلهى، ماذا لو وجدوا أن؟" ، كانت قائمة مخاوفي لا تنتهي. وتركني المحامي، وهو رجل في غاية الذكاء، أثرثر بالكلام التافه ثم قال""حسنًا، إن باستطاعتنا العمل فقط على ما هو أمامنا حتى لا نشوش انتباهنا بما قد نصادفه. إن ما تقومين به الآن هو استنزاف للطاقة وسيؤدى بك إلى الجنون، وقد تؤدى بي إلى ذلك أيضًا" . وكان علىَّ أن أسلم المشكلة برمتها إليه وأن أثق في نصيحته وأن أتمتع بالإيمان المطلق بأنني سأجتاز الأمر. وبالفعل نجح الأمر في النهاية. وحين أنظر الآن إلى الأمر برمته، لا أصدق كم أهدرت من الوقت وأنا أنمى مشاعر الخوف والأنانية خلال هذه الفترة، الخوف (الذي يجعلنا نرى أحداثًا كاذبة تبدو كحقيقة) من أن أفقد ما أمتلكه ولا أحصل على ما أريد.

العاطفة/التوجه: الخوف والاستياء والسيطرة
التصرف العقلاني البديل: الشجاعة والتنازل و قبول الضعف

هكذا، نستطيع أن نختار استجابتنا نحو الحياة بطريقتنا القديمة، وذلك من خلال الاستجابة لعواطفنا، أو الاستجابة بطريقة جديدة وذلك من خلال الاستجابة باتخاذ التصرف العقلاني. وثق بأن التصرفات العقلانية أكثر فاعلية لمساعدتنا على طريق تحقيق الإشباع.
في شركتي، عندما تضطرم المشاعر بين الأفراد، كانت تعويذتي السحرية: "لنضع المبادئ فوق الأمور الشخصية" . بعبارة أخرى، الأمر لا يتعلق بمن هو على صواب بل ما هو الصواب. إن هذا بمثابة طريقة للعيش والعمل في المجتمع أكثر فاعلية من الطريقة الهوجاء التي كنت أقود بها حياتي انسياقًا وراء مشاعري. وهكذا بدأت أعيش حياتي محاولة القيام بالشيء الصواب التالي مرة واحدة في اليوم. كانت نتائج هذه الفلسفة بالنسبة لي مدهشة، ومن الممكن أن تكون كذلك بالنسبة لك.

· حسنًا، أنا مستعدة ماذا بعد؟ ·
إن أساس نجاح هذه الخطوة في حياتك هو توجهك، ومثلما كان الاستعداد ضروريًا للبدء في الخطوة السابقة، فإن الحاجة تدعو إلى نفس توجه الاستعداد والانفتاح من أجل بدء هذه المرحلة من التغيير. والخطوة الرابعة ليست بمثابة حل سريع، بل هي عملية مستمرة من الاكتشافات للتخلص مما هو مكروه بالنسبة لك ثم السماح لشيء أفضل بالدخول إلى حياتك.