بسيطة لتحقيق التوازن يبدو لك شيئًا رائعًا، أليس كذلك؟
ولكن كيف تحقق التوازن الذي أتكلم عنه؟ بأن تفعل المزيد من الأشياء متعمدًا بدلاً من أن تتركها تحدث لك بالمصادفة - والقيام بدور أكثر نشاطًا تجاه الأشياء التي تؤثر عليك في حياتك . أتتذكر قائمة "لا" حيث كتبت الأشياء التي قررت أنك لن تقوم بها بعد الآن؟ وهنا نوع جديد من قائمة "لا" سيفيدك جدًّا. لقد قررت أنني لن أقوم بجز العشب في بيتي بعد الآن؛ لأنني أفضل أن أقضي الثلاث ساعات التي يستغرقها هذا العمل عند البحيرة مع أبنائي. وبالنسبة للعمل، قررت أنني لن أغير موعدًا اتفقت عليه مع شركة صغيرة من أجل شركة كبيرة تريد هذا الموعد. لماذا؟ أولاً: لأنه ليس من الصائب أن أفعل هذا مع الشركات الصغيرة، وثانياً: لأن هذا يعنى التلاعب بالمواعيد وبالتالي سيؤثر على الوقت الذي أقضيه مع أسرتي. هذان مثالان دقيقان للغاية، ولكن المهارات التي ستحتاج إليها لتحقيق التوازن واضحة جدًّا، أنا أعلم أنك تعرفها وتحتاج فقط لأن تجدها، فإليك خطوات بسيطة تساعدك على هذا:
أعدَّ قائمتك
لأسف، يعيش معظم الناس الحياة على أنها رد فعل؛ حيث تحدث الأشياء فيقومون بما في وسعهم للاستجابة، وفي بعض الأحيان يكون هذا كافيًا، ولكن في معظم الأحيان هذا ليس بكافٍ، ومن ثم هل هناك عجب في أن يعيش معظم الناس حياتهم تحت ضغط؟ فأن تعيش حياتك مثل عامل الإطفاء الذي ينتظر الحريق ليتحرك ليس صحيًّا، كما أنه ليس بنَّاءً بالطبع. عليك أن تبدأ التخطيط لحياتك، مما يعنى أنه عندما تصل لنهاية يوم من العمل، عليك أن تكتب قائمة بالأشياء التي تريد أن تنجزها في اليوم التالي وأنها مازالت موجودة في عقلك، ومن ثم عندما تأتى في اليوم التالي تكون الخطة جاهزة. ونفس الأمر بالنسبة لحياتك الأسرية: عندما تستعد لتنام، اكتب قائمة بالأشياء التي تريد إنجازها غدا بالبيت، وتأكد من أن القائمتين – البيت والعمل- لا تتعارضان مع بعضهما فيما يخص التوقيت. هل هذا يعنى أن كل شيء سيسير وفقًا لخطة؟ كلا، ولكنك ستكون قادرًا على الاستجابة للتحديات والمفاجآت بسهولة إذا كانت لديك خطة وستعرف كيف تستخدم وقتك ومواردك. إن أحد الدروس التي تعلمتها في الحياة بالطريقة الصعبة هو أنه إذا لم تقم بوضع قائمة بما ستقوم بفعله غدًا- سواء أكان ذلك في مذكرة بجانب فراشك أو احتفظت بها في رأسك- فأضمن لك أنك ستعمل غدًا وفقًا لقائمة شخص آخر، وهذا ليس دائمًا سيئًا- عندما يضع الآخر اهتماماتك في الاعتبار- ولكني لا أعتقد أن هذا شيء تريد أن تعيش فيه طوال الوقت. من التعليقات التي أسمعها دائمًا من المجموعات التي أتحدث إليها عن إعداد تلك القائمة أن مجرد عمل تلك القائمة في حد ذاته يحررك؛ فهو يمنح الناس الشعور بأن لديهم الحق في رفض الأشياء التي لا تناسب أهدافهم وأولوياتهم.
وعندما تحرر نفسك بهذه الطريقة فأنت تضع نفسك في مكانة تستطيع بها أن تؤدي بشكل أفضل- في البيت وفي العمل- وتمنح نفسك الوقت لتتمتع بالمفاجآت التي تتحفك بها الحياة؛ فأنا أرى بعض الناس يسيرون في الحياة بشكل رائع محاولين التقدم والوصول لأن يكونوا "منتجين" ولكنهم فقدوا التمتع بالأشياء العظيمة التي تتحفهم بها الحياة، مثل التمتع بالمنظر الطبيعي على الطريق أثناء العودة للبيت أو الرجوع مبكرًا للبيت لمفاجأة أبنائهم واللعب معهم في الفناء. لقد تكلمنا في القاعدة الرابعة عن فكرة مواجهة الموضوعات في وقت حدوثها- مما يعني أنك يجب أن تتخذ خطوة تجاه حل شيء ما طرأ على بالك خلال ثمانٍ وأربعين ساعة، وإلا ستفقد الدافع لعمل هذا الشيء للأبد. فحين تبدأ في وضع قائمة بالأشياء التي تريد إنجازها، يجب تطبيق قاعدة "في وقت حدوثها"؛ فالأشخاص الذين حققوا توازنًا رائعًا بين العمل والبيت حققوا هذا لأنهم تعاملوا مع كل تحد على القائمة في وقت حدوثه، ولم يؤجلوا محادثة مع عميل لليوم التالي بينما في استطاعتهم أن يقوموا بها اليوم. لماذا؟ لأنهم لا يعرفون ما قد يفاجئهم غدًا ، بجانب أن إضافة أشياء يمكن إنجازها اليوم إلى جدول أعمال الغد يزيد من مخاطر تراكم الأشياء على بعضها لاحقًا.
هل ستكون قادرًا على إنجاز كل الأشياء الموجودة على القائمة يوميًّا؟ مستحيل، فأحيانًا لا تستطيع أن تتجنب تأجيل شيء ما من اليوم إلى الغد. ولا بأس بهذا، ولكن القائمة تصبح مثل معدل الأهداف التي يحرزها لاعب البيسبول خلال الدوري الممتاز، ففي بعض الأيام يحقق ثلاثة أهداف وتصبح النتيجة 5- 0 ولكن هذا لا يغير من الحاجة لإحراز الأهداف لأنه يجب أن يحرز 300هدف في الموسم الواحد.