استنجد بالطاقة الإضافية في ذاتك

فيما يأتي خمس مبادئ في ذلك:

1 -ركز على النقطة المهمة.

مثلاً في لعب الكرة يكون هذا المبدأ في شكل " ابق عينيك على الكرة"
هذا المبدأ يطبق حرفياً على حلبة الرياضة , لكنه يكتسب معناً مجازياً في ميادين الحياة الآخرى . وهو يشير إلى التركيز على الناحية الأهم في أي عمل تؤديه .
ويعتقد غالوي أن التركيز لا ينبع من الإرادة بل من العقل الذي يشغفه هذا العمل أو ذاك . وهذا يعني أن على لا عب كرة المضرب أن يدرب نفسه على " الافتتان بالكرة " إلى الحد الذي يكف معه أي جهد لمراقبة حركتها , ويغدو تتبعه لها تلقائياً عندئذ يبصر كل خط أو خيط أو ثنية فيها . وعندما يحقق المرء هذا الأمر , يلازمه شعور غريب يفوق التصديق والوصف.
وفي الألعاب الأخرى على المرء أن يقرر ما هي " الكرة " ففي أعمال البيع مثلاً قد يقرر البائع أنه الكرة , وهذا يجعله يركز على مظهره وشخصيته , وربما قرر أن " الكرة " هي السلعة التي يحاول أن يبيعها , فيركز على حسناتها ويبرزها للآخرين . وقد يكون المشتري هو الكرة , يقول : " ركز عينيك على البائع كما تركزها على كرة المضرب , وسيبدوا لك أن تفاصيل الكرة هنا هي أمور مثل احترام المشتري ومحاولة إرضائه "

2-ثق بنفسك.

أن ذاتنا الأولى , وهي المسؤولة عن اكتساب لمعارف , نافذة إلى أبعد حد . وغالباً ما تنقد الذات الثانية بعنف قائلة لها : " لا يمكنك أن تنجزي أمراً حسناً " .
وهذا خطأ فالذات الأولى بدلاً من انتقاد الثانية , ينبغي أن تنظر بإجلال إلى الطاقة البشرية . وكما نثق كلنا بقدرة الذات الثانية على أنجاز أعمال يومية بسيطة مثل كتابة مقال , وإدخال خيط في ثقب إبرة , وقيادة سيارة , هكذا يجب أن نثق بقدرتها على إنجاز الأمور الأخرى الأكثر تعقيداً .

ولكن كيف نتعلم أن نثق بأنفسنا؟.

والجواب : أن هذا يتم بالممارسة .... لنع الأمور تجري على سجيتها ! لندع ذاتنا الثانية تعمل . وهذا يعني تعليق أحكام الذات الأولى , سواء كان التحدي الذي يواجهنا آتياً من انعطاف مفاجئ في حلبة التزلج أم من كرة في ملعب .

وقد وجّه غالوي تلاميذه في ملعب كرة المضرب إلى رمي الكرة نحو علبة , من غير أن يجعلوا همهم تسجيل إصابة . وسألهم أن ينظروا إلى الكرة جيداً وهي تقطع طريقها نحو العلبة , ثم يراقبوا النقطة التي توقفت عندها وبعدها عن العلبة وبعد رمي الكرات واحدة بعد الأخرى صححت الذات الثانية حركاتها دوما جهد واعٍ , إلى أن تمكنت الكرة من إصابة الهدف .

3-ركز على ما يحصل هنا والآن :

الذات الأولى لا يقر لها قرار حتى تفعل شيئاً نافعاً , مثل مراقبة الذات الثانية باستمرار , والتركيز على ما يحصل فعلاً أفضل م القلق على ما يمك أن يأتي أو لا يأتي . فإذا كان المرء يتسلق جبلاً , مثلاً فيجدر به التنبه لوضع قدميه عدما يبلغ رأسه تلة عوضاً ع الخوف م سقطة ممكنة , أن القلق هو خوفا مما يمكن حدوثه , ولكن إذا ركز المرء أفكاره على ما يحصل هنا والآن , فهو يمنح ما يريد تحقيقه أفضل صيب كي يحدث فعلاً .
أن التنبه لما نفعل يجب أن يكون إدراكاً موضوعياً لجميع العناصر التي ينطوي عليها الموقف وإذا بلغ المتزلج قمة تلة , ربما توقفت ذاته الأولى لتقول : " هذه هي التلة اللعينة التي سقط منها زميلي أمس ".
والحق أنه ليس هناك تلال " لعينة " وآخرى " مباركة " , إنما هناك تلال ذات خصائص مختلفة . والذات الثانية ترى تلك الخصائص على حقيقتها إذا نظرت إليها وهي متحررة من المخاوف والشكوك التي تثير الذات الأولى .

4-لا تجعل النجاح هاجساً مقلقاً:

يعتقد غالوي أن القلق هي أكبر خدعة تمارسها الذات الأولى على الذات الثانية , والقلق يصلب العضلات ويوتر الأعصاب , وفي هذا تكمن أكثر أسباب الإخفاق انتشاراً . ويقول هذا الرجل أن الذات الثاية تؤدي عملها على خير وجه عندما تكف الذات الأولى عن جبهها بالأوامر المستحيلة .

وإذا استطاع المرء أن يتوقف عن إجهاد نفسه , فإن جهده يفيض عنذئذٍ من غير تعب . وهذا يتيح للذات الثانية تحقيق الامكانات التي حباها الله تعالى , فضلاً عن المعارف التي اكتسبها . وقد وجد غالوي أنه كلما تضاءل قلقنا على تيجة أفعالنا جاءت هذه النتيجة خيراً مما نظن .

ويقول " الاستسلام فكرة جيدة نصف بها ما يحدث للاعب كرة المضرب , أو أي لا عب آخر , عندما يدرك أنه ليس ثمة ما يخسره , وهو عندئذٍ يكف عن القلق على النتيجة ويستسلم لممارسة لعبته كغاية في ذاتها , ومن الغرابة أن هذا الأمر تتولد منه في الغالب , أفضل النتائج الممكنة " .

5-لا تشك في إمكاناتك"

الشك بالذات يسفر عموماً عن أسوأ العواقب . واللاعب الذي يقول لنفسه , وهو يرى الكرة تأتي نحوه , إنه لن يتمكن م ردها , يخفق فعلاً في ردها , ونحن لا نتغلب على هذا الشك إلا بالتركيز على الحاضر .
وكما في الألعاب كذلك في الأمور الجادة في الحياة , فربّنا منح البشر كل ما يحتاجون إليه في إدارة حياتهم وتطويرها , ومن يفشل في ذلك فهو بسبب سؤء إدارته , أو عدم استخدامه لطاقاته , أو عدم ثقته بنفسه , أو تشاؤمه.