جذب الحب نحو حياتنا

يوماً ما كنت على معرفة بسيدة جميلة جداً ولقد كانت ذكية وساحرة ومتعلمة ومتحدثة لبقة، حتى ارتبطت ببعض الرجال الذين كانوا يسيئون معاملتها.: مارشيا: كانت تسعى للحصول على طلاقها الثالث عندما لجأت لي من أجل الاستشارة. زوجها الأول كان يفوقها سناً وكان يسيطر عليها تماماً، وفي علاقتهما كانت تقوم بالدور الكلاسيكي الذي يطلق عليه: فرويد: عقدة إلكترا: فكانت تحت سيطرة عقلها الباطن تحاول أن تجذب حب زوجها الذي تحبه كوالد لها. ولكن لم يفلح ذلك. فلقد كان ذلك الزوج الأب شديد الشك بسبب شبابها وجمالها مما منعها من تكوين أية صداقات، فكان يراقبها عندما تسافر في رحلة عمل وكان يرفض السماح لها بالذهاب للعمل في حال مقابلتها لشخص جذاب هناك في المكتب. وبعد خمس سنوات من السيطرة والمشكلات والآلام، حصلت: مارشيا: على الطلاق لصالح حالتها الصحية الجسمية والنفسية.


وبعد ذلك بفترة قصيرة، ارتبطت بشخص من نفس عمرها واكتشفت فيما بعد أنه مدمن كوكايين. وكان قادراً على إخفاء عادته حتى أنها لم تكن تدرى بها، وبعد أن مر عام كامل من زواجهما بدأت تشكو من فقدان المال وضياع المجوهرات. وبعد الطلاق الثاني ومرور أربع سنوات من الحياة مع الوحدة حاولت أن تتخطى تلك الصدمة العاطفية، تزوجت: مارشيا: رجلا يعمل كموظف إداري كبير ومرموق لكنه لم يكن قادراً على الإخلاص لها. فلقد كان أيضا محباً لشرب الخمور وكان يسيء معاملتها ويعاملها معاملة سادية.


ولقد كشفت استشارتي الطبية ل: مارشيا: حقيقة كامنة، فلقد كانت: مارشيا: تكره نفسها في عقلها الباطن. وكانت تنجذب لمثل هذا النوع من الرجال لأنها كانت تعتقد أن ذلك هو ما تستحقه. لقد عاشت تلك الجميلة الذكية الحساسة: مارشيا: في منزل كانت تعامل فيه كما لو كانت بلهاء تماماً وكانت تعامل بقسوة كلما حاولت القيام بأي شيء، فكان دور والديها يتمثل في إذلالها واحتقارها مما أدى إلى تطور مركب النقص لديها إلى حد كبير. وليس من العجب أن تثير إعجاب الرجال من ذلك النوع الذي يقوى إحساسها الداخلي ويزيد الشعور لديها بأنها شخص غير محبوب وغير جدير بأي شيء.


إن القانون الكوني يؤكد لك أن الآخرين سوف يتعاملون معك من منطلق تعاملك مع نفسك، فإن كنت تكره نفسك فلن تسمح للآخرين بأن يحبوك. وإن كانت آراؤنا حول أنفسنا سيئة فلن نستطيع تقبل فكرة أن هناك شخصاً ما يحبنا بالفعل مما يجعلنا نصد أي شخص يحاول ذلك لصالح شخص آخر سوف يسيء معاملتنا ويزيد إحساسنا بالنقص. نجذب إلينا هؤلاء الناس والأشياء التي ترتبط بنوع الذبذبة التي نقوم بإرسالها.


ففكرتنا عن إحساسنا بقيمتنا الذاتية تخرج إلى العالم مثل المغناطيس وتجذب إلى محيطنا نمط الشخصية الذي يتلاءم مع صورتنا الداخلية. ويوضح ذلك: ستيوارت إيميرى: في كتابه: Actualization: ويقول:: إذا كانت علاقات البشر مع حياتهم الخاصة هي علاقات غير سعيدة، فستكون إذن علاقاتهم بنا غير سعيدة بالمثل، فالشخص الذي لا يستطيع أن يحب نغسه لا يمكنه أن يحب الآخرين: .


وربما تقول لنفسك في نهاية العلاقة المدمرة:: لم أكن أعلم أن رفيقي على هذا النحو: . ربما يكون ذلك صحيحاً على مستوى الوعى ولكن على مستوى العقل الباطن فأنت دائماً على علم بذلك، فذلك الجزء من عقلنا هو المتصرف الأساسي في حياتنا. وكما يؤكد: فرويد: :: إن العقل الباطن لأحدنا يمكنه أن يفهم العقل الباطن لشخص آخر: . وعلى هذه الدرجة من الوعى فنحن نعلم تماماً ما علينا القيام به حتى لو كان الأمر يصل إلى تدمير أنفسنا. فإذا كانت أنماطنا السابقة مبرمجة على العلاقات المدمرة والسلبية فذلك تماماً هو ما سنركز عليه حتى نتعلم كيف نغير تلك الأنماط العصبية.