كم عانى في بيته الأول ,من صعوبات ,لم ولن يبوح بها,

لأنه لا يتذكرها.


ولا يتذكر الألم, الذي لابد أنه ,عَصَره خلال, مغادرته "الرحم"!


يعلم جيداً , أن إراده إلهيه , كانت تدفعه دفعاً , بإتجاه الطريق , إلى

الحياةالجديدة .


التي سيرى, فيها , نظراءه , (ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ)( عبس : 20).


الحياة فرصة جميلة .. والفرص الجميلة .. عادة ما تكون محوطة
بالصعوبات .


والتحديات التي, تحفز ,وتستحث, الإرادة.


بكاء المولود , ليس تعبيراً , عن التشاؤم , من الحياة ، بل إيذان بأن

عليه العمــل , من أجل,

الحصول على , المكاسب والإنجازات , وأن يتحمَّل المخاطر

والصعاب !

عالم مزدحم ,بالفرص, كما هو,مزدحم بالناس، فيه التنافس

الشريف ،والتدافع القدري.


والتحاسد , والتحاقد, المبني على, البغي والظلم,

(وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ

النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ)

( البقرة : من الآية251).


الخلاف,بين الناس, يُولِّد صراعات ، ويُفجِّر حروباً,قد تكون

آلتها,الكلمة، أو الطلقة .


وربما , كلما مشى, إنفجر به لغم, أو شهر سلاح,ولو كان,لا

يدري.

لماذا؟ وممن؟

هي الحياة,مشحونة بالصراع, ولا تتضح فيها ,الحقائق دائماً.


وحين طلب ,موسى من ربه,أن يكفيه,ألسنة الناس.


أجابه بأنه , لم يجعل ذلك,لنفسه -سبحانه -فكيف بغيره ؟

عليك أن تنظر,إلى المعوقات والعقبات, التي تعترض طريقك .

على أنها ,محفزات ومحرضات ,لإستخراج المزيد,من الطاقة

والحيوية,والفعل.


قد تجبرك,على التقارب,مع الآخرين , الذين تجمعك بهم,

قواسم مشتركة.


أو تفعِّل طاقاتك , المكنونة المكبوتة .


أو أن , تستمتع بهذه , التحديات , وتقرأ وجهها , الإيجابي العاجل أو , الآجل .


شر التحديات , أن ينشأ المرء , وكل مطالبه متاحة , وحاجاته موفَّرة .


إنه الترف الذي , يقتل طموحه ، ويئد خياله .



ويستل روحه , ليعيش جسداً خاوياً , لا يعرف لذة الحصول , على الأشياء ؛ لأنه لم يقس , مرارة الحرمان.

أن يكبر , دون أن يشعر , بالحاجة إلى المقاومة , أو الإبداع , أو الكدح الذي , هو طبع الحياة .


حين يحوّل , المرء العائق , الموجود في , خارجه , إلى طاقة تستفزّه من الداخل , يصبح التحدي , دعوة مفتوحة
, للنجاح والتفوق .


وحين تكون , الإعاقة من , داخل النفس , فليس يفيد أن , تكون العوامل الخارجية , كلها في صالحك !


القارب المعطوب , لا يصلحه أن , تأتي الريح , كما يشتهي !


كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يضع أصول , النجاح في مقاومة , الصِّعاب حين , يقول :


1- « إحْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ »

2- « وَإسْتَعِنْ بِاللَّهِ »

3- « وَلاَ تَعْجِزْ » ( لا تمل من المحاولة )


4- « وَإِنْ أَصَابَكَ شَىْءٌ فَلاَ تَقُلْ : لَوْ أَنِّى فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا ..

وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللَّهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ » !