عندما ينام الإنسان يسلم العقل الواعي القيادة للعقل اللاواعي، ويبدأ الإنسان رحلته اليومية في عالم الأحلام! فكيف تحدث الأحلام؟ وهل لها دور في تشكيل مستقبلنا؟ وماذا عن تفسير الأحلام؟ وهل للروح دور في الأحلام؟
حال الإنسان عندما يحلم يقول الله تعالى ( الله يتوفى الانفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الاخرى الى اجل مسمى ان في ذلك لايات لقوم يتفكرون ) الزمر 42. الإنسان مكون من جسد وعقل وروح، الجسد والعقل يبقى حيا ما بقيت فيه الروح ولم تغادره مغادرة الموت. والآية تبين أن مغادرة النفس للجسد والعقل على نوعين مغادرة الموت ومغادرة النوم. إذن فعند النوم الجسد حيّ والعقل الواعي سلم القيادة للعقل اللاواعي والنفس ربما بقيت في الجسد وربما حلقت بعيدا وهذه هي الحالة التي تتم فيها الأحلام. مصادر وموارد الأحلام العقل بمعارفه وتجاربه وقدراته هو المصدر الأول للأحلام. وفي حال النوم يتسلم العقل اللاواعي القيادة ويكون لديه حرية التصرف بجميع موارد العقل. فربما استرجع بعض التجارب المخزونة وسلمها لقدرة الخيال فأثارها في العقل فيراها النائم فيسترجع بعض ما مر به في يومه السابق من تجارب. وربما قامت قدرة الخيال بإضافة أو تعديل بعض جوانب التجربة فيراها بشكل مختلف عما عاشه في واقعه. والروح لها أمنياتها وتطلعاتها فربما تدخلت في مجريات الأحلام وأدخلت عليها التعديلات التي تتمنى تحقيقها. كما أن الروح في حال تحليقها وخروجها من الجسد أثناء النوم تقوم بجولات وربما زيارات لأرواح أحبتها وتمنت لقاءها. والأرواح تتلاقى وتتزاور في أثناء نوم الجسد. وهذا مصدر آخر من مصادر الأحلام، فيرأى النائم نفسه وقد إلتقى ببعض الناس الذين ربما تطلع للقائهم أو كان يحذر مقابلتهم وتعمل قدرة الخيال على تخييل ذلك في العقل أثناء النوم. أفكار الإنسان قبل النوم وما كان يشغل تفكيره يعتبر مصدرا آخر لإثارة الأحلام. فمن كان يحلم بزيارة بلد سياحي ويقلب صفحات كتاب أو ربما موقع يتحدث عن ذلك البلد ويطالع صوره وربما ناقش الموضوع مع بعض المقربين، فستكون هذه الأفكار مصدرا لإثارة الأحلام عند نومه، وربما رأى نفسه في ذلك البلد وزار الأماكن التي رآها في الصور وربما استحدث أماكن وأحداث وأضافها إلى حلمه. الشيطان مصدر آخر من مصادر الأحلام. ولا ينفك الشيطان يوسوس للإنسان ليصرفه عن الخير ويوقعه في الشر. وهو لا يترك الإنسان حتى حال نومه فيستمر في الإيحاء إليه من خلال الأحلام ليدفعه أو ييئسه أو يثبطه. ولهذا جاء في الحديث عن المصطفى ( صلى الله عليه وسلم ) إذا كانت الرؤيا خيرا فليحمد الله وإن كانت غير ذلك فلينفث عن يساره ثلاثا ويستعيذ بالله من الشيطان فإنها لا تظره. أنا لا أحلم عبارة يرددها بعض الناس "أنا لا أحلم". أثبت علماء الأعصاب من خلال قياس نشاط الدماغ عند النوم أن جميع الناس يحلمون. وتوصلوا إلى أن الأحلام نشاط طبيعي وضروري للإنسان ويعتبر نوعا من التفريغ والتنفيس لما يخالج نفس الإنسان. فما لا يستطيع أن يعبر عنه، ربما، حال اليقظه يستطيع أن يعبر عنه في منامه وبمطلق الحرية. إذن فكل الناس يحلمون ولكن البعض يتذكر أحلامه والبعض الآخر لا يتذكر. وبعض الناس يتذكر أحلامه عندما يجد نفسه يعيشها في الواقع. فبعض الأحلام إنما هي قراءة للمستقبل ... وإذا لم يتذكره الانسان عند استيقاظه فتراه يتذكره عندما يتحقق ذلك المستقبل. وتجده يقول لنفسه لقد رأيت هذا من قبل وحدث لي هذا من قبل ولكن أين؟ ؟ وبعد برهة يتذكر أنه كان حلما!! تفسير الأحلام الروح تشارك في صناعة الأحلام وترسل رموزا للدماغ لتدله على بعض المعاني وربما تحذره من بعض الأعمال. وتفسير تلك الرموز لا يتيسر إلا لمن أعطاه الله البصيرة في تفسير الأحلام. والرؤى على نوعين فهي إما أن تكون من الشيطان وهي التي يرى فيها الإنسان الشر فهذه عليه أن يتناساها وينفث عن يساره حتى يطرد الشيطان وأما إن كانت غير ذلك فيمكنه أن يسأل فيها من يثق بعلمه في تفسير الرؤى إن شاء. مخترعون وأحلام عالم الكيمياء فريدريك كيكول كان يدرس ركبات البنزين، وهي مركبات هيدروكربونية، وقد احتار الكيميائيون في الصيغة الكييائية للبنزين. وكان كيكول منهكا في البحث عن الصيغة والشكل المناسب عندما أغفى أمام المدفأة ورأى في غفوته حية تعض ذيلها، فاستيقظ واقترح الصيغة الحلقية للبنزين. وقد اعتمدت وأصبحت حقيقة في وقتنا الحاضر. مخترع ماكينة الخياطة وجد صعوبة في تنفيذ حلمه بتصميم الماكينة وكانت المشكلة تكمن في ثقب الإبرة. فثقب الإبرة يوجد في رأسها كما نعلم ولكن ما كينة الخياطة يوجد ثقبها في الطرف الآخر فكيف توصل لذلك. يروى عنه أنه قال أنه رأى حلما وكان فيه أشخاص يرمون رماحا وأن رماحهم كانت لها ثقوب مثل العين في أطرافها. وقد أوحى له ذلك بوضع الثقب في طرف الإبرة الحاد ونجح في اختراعه وظهرت ماكينة الخياطة للوجود.