بعد أن تجمعنا بهم علاقة لفترة من الزمن ونختبر ردود أفعالهم ومواقفهم
تجاه أمور معينة تحدث يوميا وهذا ما يميز العلاقات القوية
التي تبنى بين الأصدقاء وأفراد العائلة الواحدة.

ولكن السؤال هنا! إلى أي مدى يمكن أن تصيب تصوراتنا واستنتاجاتنا
في قراءة
أفكار الآخرين ومعرفة أمور لم يعلنوها هم أنفسهم جهارا؟
وهل نعتمد هذا الاستنتاج كحقيقة خرجنا بها لوحدنا دون التأكد من صحتها؟
ومثال على ذلك :

- اتخاذ قرار بالنيابة عن صديق أو قريب وربما أيضا زوج
لمجرد أنك تعرف ماذا سيقول لو طرح الأمر عليه.

- وقد يحدث أن تقول لشخص ما : أنا أعلم لماذا فعلت هذا!
لأنك تفكر في كذا وكذا.. الخ من الأمور التي تجعلنا نعتمد
على قراءة
أفكار الآخرين سواء كانت قراءتنا صحيحة أو خاطئة.

إن النفس البشرية عميقة جدا، ولا يمكن للمعاشرة اليومية بين الأشخاص مهما
طالت أن تكشف الأعماق الداخلية ونمط التفكير والحكم على الأمور بهذه السهولة
فالإنسان تحكمه ظروف متغيرة ومشاعر متحركة بعدة اتجاهات
ولا يمكن أن يكون مثل الآلة التي تعمل باتجاه واحد
فما يستحسنه الشخص اليوم قد يستاء منه غدا
وهناك أيضا عامل الزمن الذي يؤثر في تغيير أنماط التفكير والسلوك
وليس من يعلم أفكار القلب وما يدور في رأس الإنسان إلا الله
خالق هذا العقل وهذه النفس.

وقد يواجه الشخص الذي يعتمد في علاقاته على الاستنتاجات والافتراضات
المسبقة وقراءة أفكار الآخرين الكثير من المشاكل لأنه يتكل على حدسه
وليس على حقيقة صحيحة.

لقد أعطى الله الإنسان ملكة التكلم والتواصل مع الآخرين
عن طريق الكلام المنطوق والتعبير الكامل عن النفس
وهذا ما يستبعد الاعتماد على التخمين والتكهن
لكي تبنى العلاقات الصحيحة بين البشر ويفهم كل شخص الآخر
دمتم بحفظ الرحمن