قد يتبادر إلى ذهن القارئ للوهلة الأولى تساؤل هل توجد غِيرة مرضية وأخرى غير مرضية؟ الإجابة: نعم.
فتنقسم الغيرة إلى نوعين وهما: الغيرة الحميدة المُستحبة وهى التى تدفع الفرد إلى الإنجاز والعمل والجد والتقدم والابتكارية ، والغيرة الذمية المكروهة الغير مُستحبة التى تتسم بالحقد والحسد والغل والكراهية.

فقد تكون الغيرة غالباً بين الزوج والزوجة ، أو بين الأطفال وبعضهم البعض ، أو قد يصادفك فى بعض الأحيان أشخاص يكرهونك بدون أسباب أو دوافع مُقنعة للكُره ، لكن يوجد دافع واحد فقط وهو الأنانية وحب الذات ، وعدم رغبته فى نجاحك والوقوف جلياً وباستمرار فى محاولة منعك إلى تكملة مسيرتك ، وفى هذه الحالة تغلُب عليه قوة الأنا على قوة الأنا الأعلى وهو الضمير ، فتجده دائماً كثير الشكوى بسبب أو بدون سبب ، وأحياناً قد يتجنى على ضحيته فى بعض المواقف لمحاولة إيذاءه.

لاشك إن هذا الحقد والغل والحسد له تأثيره السلبى على شخصية الحاقد نفسه فتجده دائماً قلقاً متذبذب يشعر دائماً بأعراض نفسية فقد يقع أحياناً تحت براثن القلق والاكتئاب ، ونتيجة هذه العوامل النفسية تظهر عليه أعراض جسدية مثل الصداع وارتفاع ضغط الدم والغثيان والميل إلى القيئ وتظهر عليه هذه الأعراض خصوصاً عندما يشعر بالغيرة الشديدة مِمنّ يُغار منه.

وبلا شك يؤثر ذلك فى محيط الأسرة فالشخص الغيور بغيرة مرضية يؤثر بالسلب فى محيط أسرته سواء كان ذلك بالنسبة للزوج أو الزوجة أو أبنائهم فقد تعانى الأسرة معاناة شديدة بهذه الأفعال والتصرفات التى تنتج عن الشعور بالغيرة من قِبَل هذا الشخص الغيور الذى يوجد فى محيط الأسرة.

وياليت المشاكل تتوقف فى محيط الأسرة فقط ؛ فكثيراً ما تجدها تتسع إلى محيط العمل لتغطى وتنتشر فى المجتمع بأسره ، وبذلك لا يسلم المجتمع من شروره وأفعاله وتصرفاته الغير مسئولة ، وبلا شك أن هذه الأسرة قد تنتج أجيال تتسم بنفس الصفات التى توجد فى الأب أو الأم نتيجة التربية والتنشئة الاجتماعية الغير سوية.

ولكى يتسم الشخص الغيور أو غير الغيور بصحة نفسية جيدة هذه بعض النصائح الموجهة إليه ليسترشد بها ويضعها نصب عينيه أثناء تعامله فى حياته اليومية وهى: كُن دائماً شخصية إيجابية ومؤثرة فأولى خطوات الشخصية الإيجابية هى الإيمان بالله وبحكمه وقدره خيره وشره ؛ كُن دائما صادقاً مع الله ، مع النفس ؛ ابتعد عن الكذب والغيبة والنميمة فهذه الصفات من أهم صفات الشخصية الإيجابية الناجحة التى تؤثر تأثيراً إيجابياً فى النفس والأسرة والمجتمع.