لقد منحنا الله تبارك وتعالى نعمة هي من أعظم نعمه علينا، ألا وهي نعمة العقل، ذلك العقل الذي يقول عنه الدكتور عبد الكريم بكار إنه (أعظم ما وهبه الله تعالى لبني آدم بعد نعمة الإيمان، لكنهم لا يستفيدون منه على الوجه الصحيح، فقد دلت بحوث كثيرة في مجالات مختلفة على أن العقل البشري لم يُستخدم إلا في حدود 1% من طاقته الحقيقية).
ومن هنا؛ كان لابد لك ـ عزيزي القارئ ـ أن تعمل على زيادة استغلالك لطاقات عقلك الكامنة، فأنت كلما تعلمت كيفية استخدام عقلك بصورة أفضل فيما هو نافع ومفيد؛ كان ذلك أكثر شكرًا لنعمة الله تعالى عليك، وأكبر عون لك بعد الله تعالى على تحقيقك لأعلى درجات النجاح والتفوق.
ومن أبرز الأدوات التي تساعدنا على استخدام عقولنا بطريقة أكثر فعالية الخرائط الذهنية.
ما هي الخرائط الذهنية؟
إن الخرائط الذهنية هي الطريقة الأسهل لتخزين المعلومات في مخك، واستخراجها منه، إنها وسيلة إبداعية فعالة؛ لتدوين الملاحظات التي ترسم الخرائط لأفكارك وهي طريقة في غاية البساطة.
وتعتمد هذه الطريقة على تفجير أكبر طاقة ممكنة من الطاقة الذهنية والإمكانات العقلية، وذلك باستخدام إمكانات شقي المخ الأيسر والأيمن معًا، حيث يركز الشق الأيسر على الكلمات والقوائم المرتبة، بينما يركز الشق الأيمن على الألوان والصور والأشكال، وكل هذه الأدوات تُستخدم معًا في الخريطة الذهنية، لتمنحك بعدها أكبر قدر ممكن من الاستيعاب لكافة أنواع المعلومات والمعارف.
والخريطة الذهنية تشبه إلى حدٍّ كبير خريطة المدينة؛ فمركز الخريطة الذهنية يقابله مركز المدينة، ويمثل ذلك فكرتك الأهم، بينما تجد الطرق المتشعبة من المركز تمثل الأفكار الرئيسية في عمليتك الفكرية، أما الطرق الثانوية فتمثل أفكارك الثانوية.
فوائد الخرائط الذهنية:
تمكِّنك الخرائط الذهنية من المذاكرة بطريقة فعالة؛ وذلك لما يلي:
1.
تمكِّنك من اختصار المعلومات الكثيرة في ورقة واحدة بدلًا من وجودها في أوراق كثيرة.
2.
تذكِّرك بكمية كبيرة من المعلومات بصورة سريعة وفعالة.
3
.تمنحك نوعًا من التسلية والمتعة أثناء المذاكرة؛ فهي تعتمد على الأشكال والرسوم والألوان.
4.
تعطيك القدرة على تذكر الموضوعات والمعلومات لمدة طويلة من الزمن.
5.
تمكِّنك من تنظيم الأفكار في ذهنك؛ مما يسهل حفظها، ويزيد من قدرتك على استعادتها مرة أخرى.
ميدان الاستفادة:
وربما تتساءل ـ عزيزي القارئ ـ فتقول: وفي أي شيء يمكنني استخدام تلك الخرائط الذهنية؟ وإليك الجواب:
1.
تلخيص أهم أفكار الدروس والمحاضرات.
2.
تجميع الأفكار اللازمة لكتابة الأبحاث.
3.حفظ القوانين والمعادلات بسهولة ويسر.
4.الاستعداد للاختبارات الشفوية والتحريرية.
5.إلقاء ورقة بحثية أو عرض تقديمي "Presentation".
وبالجملة فإن الخرائط الذهنية يمكن استخدامها في أي نشاط يتعلق بالعقل البشري بصفة عامة.

مفتاح الخريطة:
وفيما يلي خطوات رسم الخريطة الذهنية:
1.قم بكتابة الفكرة الرئيسية في منتصف صفحة بيضاء غير مخططة.
2.
قم برسم خطوط متفرعة عن الفكرة الرئيسية تمثل الأفكار الفرعية، ثم قم برسم خطوط متفرعة عنها تمثل الأفكار الثانوية.
3.اجعل الخطوط المتفرعة منحنية وليست مستقيمة؛ لتسهل على ذهنك تذكرها، وتدفع عنه السأم والملل.
4.استخدم أقل عدد ممكن من الكلمات التي تعبر عن الأفكار الفرعية والثانوية؛ لأن ذلك يجعل الخريطة الذهنية أكثر تركيزًا فلا تشتت ذهنك، ويمكنها أن تحتوي أكبر قدر ممكن من الأفكار والمعلومات.
5.
ارسم صورًا أو أشكالًا تعبِّر عن الفكرة الرئيسية والأفكار الفرعية، وضع كل صورة بجانب الفكرة التي تمثلها، واستخدم الألوان أثناء الرسم فهي تثير المخ، وتحفزه لمزيد من الإبداع، كما أنها تضفي جوًّا من الحيوية والمتعة على الخريطة.
الواجب العملي:
1.ابحث عن موضوع صعب تريد حفظه "خطبة أو درس"، وقم باستخدام الخرائط الذهنية في تلخيصه وحفظه.
2.قم بتعليق الخريطة الذهنية على جدران غرفتك، فوق مكتبك، أو أي مكان آخر تكرر النظر إليه.
3.
قم بقراءة الخريطة الذهنية قبل النوم مباشرة فهذا يقوي ذاكرتك.