دور الإيمان في قيادة العقل



دائما ما نفكر في الإيمان على انه عقيدة وتعاليم ، وهذا حالنا في الكثير من المعتقدات ، لكن المعنى الحقيقي للإيمان هو أو مبدا أو اعتقاد أو عاطفة يمكن أن تمد المرء بمعنى مرشد للحياة ، فالمعتقدات هي المرشحات المعدة مسبقا ، والتي تنظم رؤيتنا للعالم ، وهي أشبه بالقائد لعقولنا ، فعندما نؤمن بصورة كبيرة بصحة شيء ما ، فإن ذلك يُعد بمثابة إشارة للمخ تخبر بكيفية تمثيل ما يحدث ، فقد كان " كازال" يؤمن بالفن والموسيقى وهذا هو ما منح حياته لونا من الجمال والنبل والنظام وهذا هو المصدر الذي استمر في امداده بالمعجزات طول رحلته ، وذلك بفضل إيمانه بالقدرة الجبارة لفنه الذي منحه القوة بصورة تكاد لا يصدقها عقل ، فقد تحول بفضل معتقداته يوما ما من رجل عجوز متعب إلى عبقري ملئ بالحيوية .
كما اوضح الدكتور زكي نجيب محمود أن الإيمان بالفكرة هو العجلة التي دفعت الأمم العظيمة نحو التقدم على مدار التاريخ .

- الإيمان هو خريطتنا الإرشادية نحو الأهداف

فهو البوصلة الحقيقية التي ترشدنا نحو أهدافنا ، إنه هو الذي يمنحنا الثقة في الوصول إلى أهدافنا ، وبدون القدرة على إستدعاء الطاقة الإيمانية سيكون الإنسان عاجزا تماما ، وسيصبح مثل القارب البخاري الذي تعطل فيه المحرك وانكسرت الدفة ، فتقاذفته الأمواج في بحر الحياة وبوجود المعتقدات القوية المرشدة ، سيكون في مقدورك القيام بالدور الفعال وخلق العالم الذي تحلم بالعيش فيه ، كما أن الإيمان سوف يساعدك على رؤية ما تريد أن تراه ، ويمنحك النشاط والقدرة للحصول عليه .

- الإيمان سر التغيير :
لا توجد قوة قادرة على توجيه الإنسان أكثر من التغيير ، وفي الأصل فإن تاريخ البشرية الحافل هو تاريخ الإيمان ، فأولئك العظماء الذين غيروا مسارات التاريخ هم أنفسهم الذين غيروا من قيمنا ومعتقداتنا وسلوكنا ، لذلك علينا أولا علينا أن نبذأ بتغيير معتقداتنا كي نستطيع أن نحاكي التفوق ، ثم علينا ان نحاكي معتقدات من حققوا ذلك النجاح .
ولكلما ازدادت معرفتنا عن السلوك الإنساني ازدادت معرفتنا للأثر غير العادي للإيمان في حياتنا ، وفي الكثير من الحالات يتحدى ذلك الأثر النماذج المنطقية التي يعتقد فيها معظمنا ، ولكنه الواضح أنه على المستوى الفسيولوجي أن المعتقدات تسيطر على الواقع ، وقد تم اجراء دراسات وتجارب عديدة على حالات انفصام الشخصية وكان من بين الحالات امرأة تعاني من الإنفصام ، وكانت نسبة السكر في الدم حتى تظهر عليها أعراض المرض ، وذلك يدل على تحول المعتقدات إلى أمر واقع بسبب قوة الإعتقاد فيها
\...\