يفترض الكثير من الناس أن من الممكن لشخص أن يكون ناجحا وفاعلا من دون أن يكون محبوبا. من الناحية الفنية هذا الأمر صحيح، لكنك قد لا تحب النتيجة التي توصلت اليها دراسة أعدتها هارفارد بزنس ريفيو (التابعة لجامعة هارفارد لادارة الأعمال) وشملت 51836 رئيس عمل. اذ وجدت الدراسة أن 72 فقط صنفوا في الربع الأخير من حيث كونهم ودودين ومحبوبين، لكن في الربع الأول من التصنيف من حيث فعالية القيادة العامة، بلغ معدل من هم ليسوا محبوبين واحدا من أصل 200 قائد.

مؤشر المحبة الذي أعدته هارفارد بزنس ريفيو يستند الى بيانات مجمعة من 360 تقييما، يقيس مجموعة واسعة من السلوكيات تتجاوز كثيرا الابتسامة أو أن يتمتع القائد بشخصية ودودة ولطيفة. وتبدو ميزة أن يكون المرء محبوبا وكأنها سمة ثابتة غير قابلة للتغيير، أي بمعني أنها صفة اما أن يمتلكها المرء أو لا. لكن خبرة هارفارد بزنس ريفيو في العمل مع آلاف القادة تشير الى خلاف ذلك. وتبرز البيانات المستقاة من 360 تقييما لأكثر من 50 ألف قائد ورئيس عمل 7 خطوات رئيسية يمكن للمديرين التنفيذيين أن يتبعوها لزيادة محبتهم عند الآخرين بشكل كبير. يوضحها الدكتور أحمد شلتوت – خبير التدريب والتنمية الإقليمي كالآتي:

1) زيادة التواصل العاطفي الإيجابي مع الآخرين
تماما كما هو حال الانفلونزا أو نزلة البرد، العواطف معدية. فاذا كان القائد أو الرئيس غضبان أو محبطا، فان تلك المشاعر ستنتشر بين الآخرين. والعكس صحيح، اذا كان القائد ايجابيا ومتفائلا، فان تلك المشاعر ستنتشر هي الأخرى بين الآخرين. لذلك كن حذرا حيال حالتك العاطفية واعمل على نشر العواطف والمشاعر الايجابية.

2) أظهر ثباتاً وحزماً في نزاهتك واستقامتك
هل يثق الآخرون بأنك تحفظ وعودك وتعهداتك؟ هل يثق الآخرون بأنك ستكون منصفا وأنك ستفعل الشيء الصحيح؟ الناس يحبون القادة الذين يمكن أن يثقوا بهم، ولايحبون الناس الذين لايثقون بهم.

3) التعاون مع الآخرين
يعتقد بعض القادة أنه في حال تنافس مستمر مع الآخرين العاملين معهم في المؤسسة نفسها، لكن الهدف من المؤسسة هو توحيد الموظفين ليعملوا بعضهم مع بعض من أجل تحقيق غاية مشتركة.

4) كن مدرباً ومعلماً وناصحاً
فكر في شخص ما كان قد ساعدك يوما على تطوير أو تعلم مهارة جديدة. كيف هو شعورك تجاه ذلك الشخص؟ معظم الناس لديهم ذكريات أثيرة وايجابية تجاه من علموهم أودربوهم. مساعدة الآخرين على التطور هبة لا يمكن أن تنسى.

5) كن مصدر إلهام
يعرف معظم القادة كيف يدفعون الآخرين للعمل على تحقيق النتائج المرجوة. فهم يطلبون التفوق والامتياز في العمل ويصرون على أن يحقق الموظف أهدافا قصوى. أي بعبارة أخرى يقومون بالضغط على الموظفين. وهو أمر يقوم به حتى أفضل الرؤساء. لكنهم لا يقومون بذلك فقط. فأكثر القادة نجاحا فاعلون جدا في تأثيرهم بالآخرين. فهم يشمرون عن سواعدهم عند الضرورة وينخرطون في العمل مع الفريق ويتواصلون معهم بقوة. فالقادة الذين يكونون مصدرا للالهام محبوبون أكثر.

6) كن صاحب رؤية وتركيز على المستقبل
عندما لا يدرك الموظفون اتجاههم بوضوح ولا كيف سيصلون الى مبتغاهم، يصابون بالاحباط والاستياء، ويشعرون كما لو كانوا ركابا فقدوا السيطرة ولا خيارات أمامهم سوى الشكوى. تقاسم الرؤية حيال المستقبل ومساعدة أعضاء الفريق في فهم كيف يمكن تحقيق هدفهم يلهم بالثقة: ومن الصعب أن تحب قائدا فاقدا لبوصلته.

7) اسأل عن ردود الفعل والانتقادات الموجهة لك وابذل جهداً للتغير
تظهر البيانات المستقاة من 360 تقييما بوضوح أن معظم الناس يصنفون أنفسهم على أنهم محبوبون أكثر من رؤسائهم وزملائهم ومما تقدمه التقارير المباشرة. فكيف يمكن سد هذه الفجوة؟ توضح الدراسة وجود ارتباط قوي بين أن يكون القائد محبوبا ومدى ما يطلب من الحصول على انتقادات الآخرين وآرائهم واستجابته لذلك. فالانتقادات والآراء التي يقدمها الآخرون تساعد القادة على فهم تأثيرهم (ايجابيا كان أم سلبيا) على الآخرين.