أهلاً بك عزيزي الزائر, هل هذه هي زيارتك الأولى ؟ قم بإنشاء حساب جديد وشاركنا فوراً.
  • دخول :
  •  

أهلا وسهلا بكـ يا admin, كن متأكداً من زيارتك لقسم الأسئلة الشائعة إذا كان لديك أي سؤال. أيضاً تأكد من تحديث حسابك بآخر بيانات خاصة بك.

النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: كلام كلام

العرض المتطور

  1. #1
    عضو مميز
    تاريخ التسجيل
    Mar 2014
    المشاركات
    1,423
    معدل تقييم المستوى
    23

    افتراضي كلام كلام



    كلام في كلام




    قد تسمع من شخص كلامًا يصدمك للوهلة الأولى؛ نتيجة إخضاعك هذا الكلام لمعايير نقدية محددة تعلّمْتَها، أو تربَّيْتَ عليها، وأنت بهذا تُصْدِر حُكمًا من منظورك أنت، لكنك إن هدأت، وبدأت تفكر في كلامه، وتربطه بشخصيته وثقافته ومجتمعه المحيط به، فستتكشف لك أمور كثيرة، قد تجعلك تعيد النظر في كلامك بشأنه، وحُكْمك الذي أصدرته عليه.

    كثير من الناس من حولنا بحاجة إلينا، حتى وإن كانوا لا يوافقون توجُّهَاتنا ومبادئنا، بحاجة إلى أن نحتويهم من أجل أن ننفعهم، لا أن نهاجمهم حتى لا نخسرهم.

    إن التعصب للرأي ولو كان صوابًا،والهجوم على الآخَر حتى وإن كان مخطئًا، لا يُغَيِّر من الأمر شيئًا، فلا المصيب أصاب، ولا المخطئ رجع عن خطئه، بل وربما أصر كل منهما على رأيه، فبقي واقفًا في مكانه، وزادت الفرقة والاختلاف بينهما.

    ورود الخطأ من الآخرين أمر طبيعي، لكنْ رحمة الإنسان بهم مطلب، وهي الرحمة النابعة من يَنْبُوع الوعي السليم الذي سيقودنا إلى محاولة إصلاحهم باختيار الأسلوب الأمثل، والطريقة الناجعة، وفي حال تعذَّر علينا إصلاحهم، فإن من الواجب علينا سترهم، وعدم التلذذ بكشف أمرهم.

    كثيرون اليوم يرون في التشهير والبحث عن الفضيحة تفرُّدًا وتميُّزًا، فأخطَؤوا في حق أنفسهم وفي حق الآخرين!

    وآخرون وقفوا متأملين، درسوا، وحللوا، واستخلصوا الفوائد والعِبر في هدوء وحكمة، واستطاعوا - بتوفيق الله لهم - الوقوفَ عند الخطأ مُلَمِّحين ومُحَذِّرين دون إساءة، أو تجريح!

    هنا - حقيقةً - يبرز دور الإنسان المفكر المصلح الذي صَفَتْ نيته، وسما هدفه، وأدرك ببصر بعيد، وبصيرة موفقة، أن الناس أخياف فيهم من يوفَّق في كلامه وكتاباته، وفيهم من يخفق في حديثه وتغريداته!

    وما أجمل قولَ الشاعر في بيان طباع الناس واختلاف تعاملاتهم مع الآخرين حين أبدع:

    الناسُ كالأرْضِ ومنها هُمُ
    فَمِنْ خَشِنِ الطَّبع ومن ليِّنِ
    فجندلٌ تدمى به أرجلٌ
    وإِثْمِد يوضع في الأعينِ



    عوِّد قلبك الحب، وأغلق بابه في وجه الكره، لا تكره أحدًا مهما أساء، ولا تحب أحدًا؛ لأنه يفعل ما تشاء، واجعل لضعف الآخرين وجهلهم واختلاف أحوالهم وأمزجتهم حسابًا في تعاملك معهم، بعد أن تجعل من نفسك إنسانًا لينًا في كلامه، عَفْوًا في تعامله، كاظمًا لغيظه!!





    الصور المرفقة الصور المرفقة  

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178