عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 29
فن صياغة الأهداف!!
إذا كان النجاح هو تحقيق الأهداف وحتى نحقق أهدافنا فإننا لا بد إن نقوم بإعدادها وصياغتها بطريقة تساعدنا على تحقيقها وتشحذ عزائمنا للعمل بفاعلية وكفاءة .
والصياغة اللغوية للأهداف مهمة للغاية لما للغة من أثر على تفكيرنا ربما نتعرف عليه في مقال لاحق . وهناك قواعد أو شروط ينبغي توفرها عدما تقوم بعملية صياغة أهدافك ..
** أن يكون الهدف إيجابياً **
فتكتب مثلا : أريد أن أصبح الأول , لان صياغة الهدف بالطريقة السلبية تبعدك عن الشعور بقيمة الهدف فإذا قلت لا أريد أن أكون كسولاً فهل هذه الصياغة تجعلك تفكر في الهدف أم في الكسل , بالتأكيد سوف تجعل تركيزك منصباً على التفكير على الكسل . ومن أمثلة الصياغة الإيجابية :
أريد أن امتلك مليون ريال . ……….. وفي المقابل لا أريد أن أظل فقيراً وعلى هذا فقس بقية الأمثلة .
** أن يكون الهدف محدداً **
وذلك بالإجابة على أسئلة : ماذا , كيف , متى , أين …. لأن الهدف العائم يفقد قوته والهدف المحدد يجعل تركيزك مثل المجهر الذي يقوم بتجميع أشعة الشمس لتزداد قوة بينما كانت متناثرة قبل ذلك . مثال ذلك : أريد أن احصل على الشهادة الثانوية بتقدير ممتاز عام 1427 وتظل كلمة ممتاز تحتاج إلى التحديد أكثر فهل هي مع مرتبة الشرف أم بدون . أرجو أن تتقبل هذا التدقيق بصدر رحب فهذا من أسرار الناجحين ولا حظ معي الفرق بين العبارتين التاليتين :
أريد أن انجح ……………. أريد أن أحصل على نسبة 90%
ايهما أكثر حماساً لتحقيق ما وعد به أو ما خطط له .بالتأكيد سيكون المثال الثاني لأنه سيحفزك تجاه شيء محدد .. ولا يعني تحديد الأهداف بالضرورة تحقيقها كما هي .
** أن يخصك أنت **
بمعنى أن الذي يقوم بالهدف هو أنت ولو كانت النتيجة لغيرك ..فإن الذي يصيغ أهدافاً يقوم بها الآخرون سوف يفقد القدرة على التحقيق لأن الأمر ليس بيده فمن يقول أريد أن يكون أبنائي مؤدبين فهو قد صاغ الهدف بطريقة ايجابية ومحددة تقريباً ولكنه لا يستطيع القيام بذلك فهذه تشبه الأمنية . ومثله من قال أريد أن يهتدي الناس أو أن يصلح المجتمع .
فليس له من الأمر شيء . أما صياغتها بالطريق المناسبة بحثت تصبح تلك الأهداف تخصني : أريد أن أأدب أبنائي __أريد أن أصلح المجتمع __أريد أن أقوم بدعوة الآخرين … لأنك بمجرد أن تكتب ذلك الهدف فإنك تستطيع أن تفكر بالإجراءات المناسبة التي تساعدك على تنفيذ تلك الأهداف
** أن يمكن قياسه **
أي بإمكانك معرفة مدى تقدمك نحو أهدافك ..والسؤال المطروح هنا هو كيف تعرف أنك تتقدم نحو لهدافك ؟ وكيف تعرف أنك قد حققته فعلاً ؟ هل هو بشيء تشاهده أم بشيء تسمعه أم بشيء تشعر به أم بشيء تشمه أم بشيء تتذوقه ..لاحظ أنني ذكرت لك الحواس الخمس لأنها مقاييس واقعية وسهلة الاستخدام .
** أن يمكن تحقيقه **
فلا تضع هدفاً مستحيل الوقوع شرعاً أو قدراً . وما عدا ذلك فلك حرية التوقع والإبداع فهناك الكثير من المخترعات والتقنيات الحديثة كانت في يوم ما ضرباً من ضروب الخيال والسحر مثل طيران الإنسان واتصاله بآخرين في أماكن متباعدة أو معرفة أخبارهم عن بعد كما هو حاصل اليوم .
** الآثار المترتبة **
كل أمر يحدث للإنسان ,يترتب عليه آثار منها ما يكون بالغ الأهمية ومنها ما يكون ضئيلاً . وحتى تكون أهدافك منسجمة ومتناغمة مع بيئتك وحياتك ينبغي عليك دراسة الآثار المترتبة على ذلك فمن وضع هدفاً له بإكمال الدراسة بالخارج , فهو بالتأكيد سيمضي أعواماً بعيداً عن أهله وعمله وعلاقاته , فماذا سيترتب على ذلك من نتائج .
وتجد أن بعضهم يفرح بذلك وما إن يبدأ في مشروعه حتى يشعر بعدم الطمأنينة في الاستمرار لأن هناك أمورا أخرى لا تزال تؤثر عليه فيعود دون إكمال هدفه .
– إن ما سبق من قواعد وشروط معينة على إعداد وصياغة الأهداف تعبر مهمة للغاية فالناس ما بين مهمل لكتابة أهدافه بالكلية وما بين من يصوغها بطريقة لا تحفزه على تحقيقها وقلة هم الذين ينهجون الأساليب الفعالة في تحديد وصياغة أهدافهم .
– وبعد صياغة الهدف جيداً سوف تلاحظ أمراً عجيباً وهو أنك كلما مررت بمكان أو قرأت صحيفة أو جلست في مجلس له علاقة بتحقيق هدفك فإنك ستلاحظ أن الأشياء المعينة على تحققه تقفز أمام ناظريك والناس يتحدثون عنه ..وأنت تردد بداخلك ..نعم هذا سوف يساعدني على تحقيق أهدافي .
مثال ذلك لو وضعت هدفاً مثل شراء قطعة أرض في مكان معين فسوف ترى كل الأراضي البيضاء (التي لم تعمر بعد ) في طريقك من المنزل إلى العمل وبالعكس .
وسوف يشدك كل إعلان يمر عليك في الصحف لبيع الأراضي وسوف تلاحظ أن في الحي الذي تسكن فيه عدة مكاتب لبيع العقار لم تكن قد شاهدتها من قبل مع أنها كانت موجودة وعندا تجلس مع أصدقائك ويتحدثون أحاديث عامة فإنه من بين كلامهم ستقفز كل فكرة لها علاقة بأهدافك .
لا حظ أن أهدافك أصبحت كالمغناطيس تجذب إليها كل ما يناسبها ..وهذا هو الفرق بين من يحدد أهدافه وبين من يعيش على ظهر قارب تتقاذه الأمواج
المفضلات